الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واجب الدم

نجلاء صبرى

2007 / 5 / 4
الادب والفن


بين التشظي والالتئام جزعت الكينونة من هول الصفعةُ الموجعة .
لم تدرك أبدًا أن يتسبب الرب في المعصية الكبرى ...
لم تدرك أنه سيكون سببًا لجلجلة الإدراك على حد القلق . ذاك ما صرحت به ملائكة الإفصاح حين خاب الحرف على حد الحنجرة ، وحين هوت الحكمة مردية فى محراب التسلط ونزوات الجسد ، وحين تكور التصديق مدهوشًا في صدر الرجفة .
عجبًا لك من رب تهدر الأمان وتشق أكباد العباد بخنجر العيش لتتهاوى من عرشك ، وتظل هناك وحيدًا فى ركن يقينهم معلقًا على ذمة الحزن مهدورًا من ذاكرة الترفع.
هل أدلك على جرعة حكمة مقابل طعنة بعقلي لعلىّ ألفظ آخر تابوهات يقيني بعذوبتك وحنكتك ؟!.
هل لك أن تثبت لقلبي أنه خائب الرجاء منذ زمن وصفعة ؟!
العصيان يا رب ..
ذاك ما يؤرقني ويجعل البركان يركض في دمي ، يجعلني أشفق على نثرك لنا مجانًا في درب الجلجلة . فأكثر ما ينكأ الجرح أن تكون المدية قلب الرب الذي لا يُعصى ، وأن يكون المنكوء جسد المسالمة والأمان.
الكينونة تدور في متاهات ما بين التشظى والالتئام ، تستدعى ذالك الحذر الهارب وتبكى جثة المسالمة ، النواح احتل الحنجرة وأصبح العمر طريقا تلوكه جراح أغراها التوالي في لحظة التصادم ، وما بين الإقدام والإحجام دار شريط طويل من لقطات الوجع الذي تنكر له الفهم يومًا . فرُب صفعةً تُلقنك حكمة غابت عنك عمرا وتمادي
هل أخبركم عن سر ألمي .؟.
بدون أدنى مقدمات شُق كبدي وفُقِأت عينُ الأمان ، واكتشفت أن اليقين بحد ذاته مسرح فوضوي تدور على رحاه مسرحية الحياة والحاجات الفردية فقط ، اكتشفت أن الثوابت ما هى إلا كذبة كبرى وأن الحياة لا تنتظر كما الآخرين ، واكتشفت أني قوية أيضًا وما كان لملامحي أن تتوه يومًا على رحى الإفصاح .
لا يهزم أمانك بالآخرين إلا طعنة من حيث تأمن ، هتك لعذرية الاطمئنان الذي تتوسده حين يلفظك رحم يومك .
هل وجعك يا رب يبوح أخيرًا بالظمأ ؟؟؟
هل ترتوي من أكباد حيرتنا الدامية ؟؟؟
هل تستلذ متاهات العقل وجرح القلب النازف ضنينا ؟؟؟
أخبرني ماذا دهاك ؟ فمتاهات الفكر تشتت عبادك ، حتى العجزـ فرـ عنهم وتركهم يلوكون الاحتمالات ونظريات الفجيعة .
يا لذاكرتي الغربالية لم تعد تمر من مساماتها الحقائق من فرط مستدعيات الواقعة ، لم يعد الحلم كما كان . فقد شابت ملامحه ، والطرقات أهدتنا الخيانة من حيث نأمن .
هكذا بات الانهزام بك من مكونات دم الشرايين الراجفة
فيا لمأساتك يا رب حينما تلتئم الكينونة وتدرك حجم الحكمة الراقدة فى ملامح الصدمة .
يا لمأساتك يا رب ستكون وحيدًا هزيلاً تبحث عن عبد من عبادك المغدورين بأمانهم وعيشهم .. وقتها ستشرع شرفات قلبك لاهثًا ظمآنًا لنسمة أمان .
وقتها سيبتعد الجمع الغفير حاملاً كؤوس الرحمة ملوحًا لك فقط بالسراب
ذاك ما سيصوره لك خيالك يا رب ولكن لا تخشى عبادك أجمعين فلم تكن يومًا مفروغا من أمرك وإنما عُلقت على ذمة الحزن ، والحزن يلقننا الحكمة غالبًا ...
سأخر ساجدة لك . لقد طعنتني لأدرك حكمة الطعن ... ،ولأعلم أن الأمان للدم كذبة كبرى .. ممتنة لدرسك .
تعالى لقلبي سيرأف بغدرك. فمازلت ربي ، وما زلت أمارس واجب الدم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة