الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهل الشهداء ...ب

عبد الرزاق حرج

2007 / 5 / 4
أوراق كتبت في وعن السجن


الخيانة
فما الذي يؤلمني من الخيانة ... الخيانة بحد ذاتها ,,أم الخيانة بكل أشكالها ,,,الحب ,,الصداقة ,,الشك ,,التعالي والتباهي ,,أكاذيب الآديان ,,حيل أمراء الساسة والآيديولوجيات ,,عنف العلاقات وأستبداد المثقف ,,صدأ الروح عندما تتطأطأ الرؤوس ,,القسوة وعقد الحضارة والطبيعة والآضطهاد ,,أختفاء مدن الطفولة وأصفرار جدران بيوتها وكأبة وجوه الآزهار البلاستيكية والمشاوف الملثومة والمتسخة التي تظهر حقيقة أشكالنا ,, هروب قواد الآحزاب السياسية من جمر الكلمات النابشة فوق أجسادهم الطرية كمثقب حديدي ,,أنتهازية السماء التي لم تعتد على لون واحد ,,الخوف الذي يخلق أيمان جديد ,,السأم والتعاسة من ممسوحي الضمائر عندما يتحولون جبناء وحساد يهمسون في أذن الجلاد في قبور الموتى ..مهنة الوشاية .. أنها لعنة رديئة توجد في كل البشر ..لكن تأخذ حيزا أكبر عند هؤلآء المفرطين بالمشاعر السيئة بتجنيد الضمير الخاوي أمام أمراء الآشباح حتى ينقذوا أرواحهم من خضم فتحة قبور الموت ..لهذا يبيع ضميره المخضر بالعفونة ويشتري حياتة بقيمة الثواني ويراهن على الآمل المنحوس ..هكذا تتغير سحب نفسه اللعينة ..من ,,الى ضد ..ضد من ,,,,ضد رفاقه في قبور الموتى ..
عندما نادوا الحرس على أسماء كل من ..عبد الحسين كحوش وكريم صاحب وحيدر ورار الملقب ..(وصفي) بزنزانات الآعدام ..كان الحرس في يدهم هراوات بلاستيكيه سوداء وكلبجات ويتقدمهم رئيسهم بورقة الآسماء ..يلبسون حلة العسكر الزيتوني ويقفون على مساحة أرضية مكسوه بالآسمنت المحلي المحصورة بين الزنزانات الآرضية المتقابلة وعيونهم متوترة وراكضة على كلمة نعم لكي تفتح الزنزانة وتضع الكلبجة على يدي صاحب الآسم ..يذهب به الى خارج الزنزانات عبر الباب المفتوح القريب من غرف التنفيذ ..كان الصباح مشمسا بالرغم برودة الشتاء عندما يخرجوا فردا فردا في مقابلة (حجي علاء) أحد مدراء مكافحة الشيوعيه الذي قتل في مزرعتة في سلمان باك في منتصف التسعينات لآسباب مجهولة ..ترتدي قامته المربوعة بدلة أجنبية كضوء الفانوس في بيوت الآرياف وربطة عنق رصاصي على قميص حرير شفاف بلون السماء وحذاء حني خالي من الخيوط وأحد أصابع يديه الموشومه بنجمة خضراء يحمل خاتم ذهبي اللون ويعترش على فتحته شذرة كبيرة مكوره سوداء ..رأسه المدور يعتليه شعر قليل وعيون زرقاء ماكرة تحط على جفون رمادية اللون وتشع على وجهه الآحمر ..قرار قيمة الزمن المشدود عند كل الآطراف المتقابلة تهمس وتتوجس من شئ مجهول ..نزلاء المقابر تبنى ردود أفعالهم من اللحظات المنتظره ..ردود أفعالهم البحث عن الكلمات المتزحلقة والمتستره في الآفعال القادمه بثقل الزمن المار والعاصي عن الفهم ..كانوا يدورون في حلقة مفرغة طالما تتحول التعاسة الى شل التفكير والنباهة ..هو مصير الآجساد الوهاجه بنور النيزك الذي يمر بسرعة وينطفي نورها وتموت بمدن القبور ..كان حجي علاء يقابل هؤلاء بستراتيجية التعقل والنفاق في لطافة الكلمات المعسوله بصفته المشرف الحزبي على كافة التنظيمات المعارضه بالداخل ..كان يوزع فرص المستقبل !!..عندما عرض عليهم المرسوم الجمهوري المنزل من سيادة الرئيس في الآعفاء عنهم المصحوب بالتنازل والتعهد السياسي ..رفضوا ذلك الآمر ..لكن الحوار أستمر يومان في المقابله والزمان ..(حجي علاء) وضح لهم ..أن طابع قضيتكم هي أحد الملفات في مدارج دوائر الآمن بكل ..تاريخها وتحركها وعددها وأنتمائها لذلك كل الهرم التنظيمي هو من أملاكنا !!!..لذلك لم نتردد حين عرضنا عليكم التصوير والتسجيل والآشياء الآخرى حولكم أثناء التحقيق ولرفاقكم في كل مكان !!!..دخل كل من ....حيدر الورار وكريم صاحب الى قاطع الآعدام بوجوه يكسوها الآحمرار والورم وبهندام تسكنه عفونة الزنزانات ..قالوا أمام الحشد المترقب ..رفضنا أن نتنازل عن قضيتنا ..لهذا ضربونا بأستهزاء ويباركوننا على الشهادة ...يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هيئة البث الإسرائيلية: الحكومة تدرس بقلق احتمال إصدار -العدل


.. الأمم المتحدة: هجوم -الدعم السريع- على الفاشر يهدد حياة 800




.. مصادر إسرائيلية: نتنياهو خائف جدا من احتمال صدور مذكرة اعتقا


.. لحظة اعتقال الشرطة الأمريكية طلابا مؤيدين للفلسطينيين في جام




.. مراسل الجزيرة يرصد معاناة النازحين مع ارتفاع درجات الحرارة ف