الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألتحجّج في الإساءة لشعب ودولة الكويت

عدنان فارس

2003 / 8 / 30
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



مُنذ أن غزا صدام حسين دولة الكويت بدأ "البعض" من العراقيين و"الكثير" من العرب بالتهجّم على الكويت ومحاولة الإساءة إليها دولةً وشعباً.. طبعاً لكلٍ من هذا "البعض" وذاك "الكثير" دوافعه ومراميه المختلفة ولكن القاسم المشترك لهذه الإساءات أنّها جاءت بعد تغيّر "مزاج" صدام أزاء دولة الكويت.

يتحجّج "البعض" العراقي في الإساءة للكويت بأن الكويت قد دعمت صدام في حربه ضد ايران مُتغافلين أن هناك خمسين دولة في العالم وعلى رأسها "الدول العظمى" أدّت تلك المهمة غير النبيلة! ولو أن الكويت ما كانت لتدعم صدام بالأموال لاحتلّها صدام أنذاك، ووقتها من كان سيُخلّص الكويت؟ الكويت كانت عُرضةً لنيران من عدّة جبهات: جبهة التخويف من تصدير الثورة الإسلامية في ايران وجبهة وحشية ولا أخلاقبة صدام وجبهة الدعم العالمي والعربي لصدام، ولكن وبمجرّد أن تغيّر الموقف العام، إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية التي أشعلها صدام وواصلها ملالي ايران وكذلك الإنتصار التاريخي في الحرب الباردة ضد الكتلة السوفييتية، بحيث أصبح هذا الوضع الجديد ليس لصالح صدام حسين ثأرت الكويت لنفسها وقالت لا لاستمرار صدام في ابتزازها وجرى ما جرى للكويت. وبعدها اصطفت الكويت الى جانب الشعب العراقي وانضوت تحت لواء الجبهة العالمية الجديدة من أجل إسقاط نظام صدام، بكل ثبات واصرار.

مسيرة الأحداث اللاحقة والنجاحات التي حققها التحالف وثبات موقف دولة الكويت وفاعليته في إسقاط نظام صدام قد أثّر في المواقف التقيمية لهذا "البعض" العراقي ممّا أدّى الى عملية فرز أكثر دقّة بين من كان يُسيء للكويت بدون قصد وبين من زاد في الإساءة انتقاما لانهزام نظام صدام وبعثه، وعلى كل حال فقد تقلّصت كثيرا دائرة هذا "البعض".

ما حدث للكويت على يد النظام "العراقي" المقيور لم يكن هيّناً بالقدر الذي يُمكن للكويتيين نسيانه أو تناسيه، ثمّ أنّ الكويت دولة ديموقراطية ليس بمقدور حُكّامها لجم مشاعر شعبها الذي له الحق، كل الحق، في الكراهية والحقد على نظام صدام وجيشه "العراقي" الذي قتّل وأهان وأذلّ العراقيين قبل غيرهم. هؤلاء يطلبون من الحكومة الكويتية أن تضع حدّ وتكبح جماح شعبها!!! إنّهم "متعوّدون على الكبح واللجم". والله غريب أمر هذا "البعض المُتقلّص" من العراقيين الذين يعتبون على الشارع الكويتي لأنه يرفض "الطرب والرقص" على أنغام كاظم الساهر المحسوب فعلاً على النظام العراقي البائد، أعتقد أن على العراقيين قبل الكويتيين مُقاطعة هذا "الفنّان" المُوالي لنظام صدام والذي كان يتقاسم عوائد الحفلات مع المجرم عدي.. على هذا "البعض العراقي المتقلّص، والزائل انشاء الله" أن لا ينظروا للعراق، بعد زوال نظام صدام، كغنيمة ينبغي اقتسامها!

نعود إلى "الكثير" العربي الذي ما فتىء "يتّسع" و يتفنّن في الإساءة إلى الكويت، هنا أتساءل: دلّوني على عربي واحد يُجهد نفسه في الإساءة لدولة وشعب الكويت ولم يدعم صدام حسين!

"رجالات" الإعلام العربي وحتى "فنّاني وفنّانات العربان" الذين وظّفوا قابلياتهم الإعلامية والفنية "البائسة" لصالح جرائم صدام وبعثه والتستّر عليها وحتى تبريرها ضدّ العراقيين وجيرانهم هم الآن ومنذ أن غزا صدام دولة الكويت وحتى اليوم من يُسيء للكويت. أذكروا لنا، غفر الله لكم بؤسكم، دولةً عربيةً أو إسلاميةً كالكويت دعمت وساندت قضية فلسطين وهي كما تسمّونها "قضية العرب والمسلمين المركزية".. الأفلام العربية والمقالات وحتى "التظاهرات العربية" والندوات واللقاءات التي مجّدت المجرم صدام إقترنت بالإساءة الى دولة وشعب الكويت، وهم أنفسهم من يقولون الآن و"بعد سقوط نظام صدام" طبعا: الإحتلال الأمريكي أسوء من صدام!!؟؟.. أوّلا ليس هناك احتلال أمريكي وإنّما نصرة للعراقيين وتحريرهم من أبشع نظام حكم "عربي مسلم" عرفه التاريخ، وثانيا كان بإمكانكم الدعوة إلى "تحالف عربي" لنصرة العراقيين بدلا منً الأميركان، من منعكم من ذلك أيّها الكذّابون، يا أنصار الجريمة والمجرمين.

التاريخ يُسجّل الآن للكويت، هذه الدولة الصغيرة والمسالمة، صفحةً مُشرّفة في تحرير العراق من قبضة أبشع شقاوات العصر السياسي الحديث! بوركت أيّها العالم الحر! بوركت ياكويت!


عدنان فارس

[email protected]

29 -8- 2003









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمل استخباراتي إسرائيلي خلال 10 سنوات وراء الضربات الدقيقة ل


.. صاروخ باليستي يستهدف مستوطنة قرب القدس لأول مرة




.. تغطية خاصة - لبنان بعد اغتيال نصر الله • فرانس 24 / FRANCE


.. عاجل | نتنياهو: مقتل نصر الله سيغير موازين القوى لسنوات في ا




.. بدأت باختراق تردداته.. إسرائيل ترسل رسائل مبطنة باستهداف مطا