الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توقفوا عن تضليل المسلمين

أشرف عبد القادر

2007 / 5 / 5
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


رداً على عبد الله العليان
توقفوا عن تضليل المسلمين
نشرعبدالله العيان تعليقاً قصيراً في اليومية"الحياة" بتاريخ 27/4/2007 بعنوان"تفكير مستقبلي في وضعنا الراهن" قال صاحبه عن نفسه أنه"كاتب وباحث" عماني، والله أعلم،الفكرة الرئيسية التي ينطلق منها "الكاتب والباحث"إياه،أن الإرهاب الذي تمارسه القاعدة وطالبان وغيرها من الجماعات الإسلامية الإرهابية في الوطن العربي والعالم هي "أخطاء ثانوية"وأن الوطن العربي لا يحتاج إلى الإصلاح الذي يعتمد على توطين الديمقراطية وحقوق الإنسان في ثقافتنا العربية الإسلامية، لأنه يدعي أن الديمقراطية وحقوق الإنسان والعلم والتكنولوجيا … إلخ،هي أفكار غربية غريبة عنا،وغير صالحة للإستعارة، بل إن استعارتها هي في نظره إنسلاخ عن الهوية العربية الإسلامية. يرفض صاحبناالاعتماد على القيم الديمقراطية وقيم حقوق الإنسان، والفصل بين السلطات وغيرها من القيم التي ولدت في الغرب، ولكنها الآن قيم عالمية تتبناهاالأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والسياسية والديمقراطية في جميع البلدان عدا العربية الإسلامية،لهذا فاستعارتها ليس عيباً وإنما محاولة لإلحاقنا بالأمم المتقدمة ، أي بالعالم أجمع الذي انطلق نحو الحداثة بدون عوائق، ومازلنا نحن في الدرك الأسفل من التخلف والتشبث بالماضي، الذي يعني إعدامنا للحاضر والمستقبل، ولا حياة ولا مستقبل لآمة تهرب إلى ماضيها وتفر من مستقبلهاويحكمها الأموات من وراء قبورهم. يدعي "الكاتب والباحث"أن:"استعارة الديمقراطية وحقوق الإنسان فقدان للثقة بالذات يقول:" فإذا فقدت الأمة الثقة بقيمها ومبادئها فقد أذنت بتدمير نفسها بنفسها،ومن التبعية لغيرها" وقوله هذا والله كذبة بحجم جبل أحد، لأن العكس هو الصحيح،فالأمم التي لديها ثقة بنفسها وبقيمها هي التي لا تخاف من الانفتاح على الآخر، ولا تخاف من تلاقح الأفكار والمبادئ، ولا تخاف من تغيير مبادئها وفقاً لمقتضيات الحال، لأن القاعدة الثابتة والأكيدة تقول أن "كل شيء يتغير إلا قانون التغير"، وتاريخنا الإسلامي خير شاهد على ذلك، فعندما انفتحنا على ثقافة الفرس والروم، وترجمنا كتب الإغريق الفلسفية، تقدمنا وتحضرنا، وكان لنا بعض السبق في بعض العلوم،وعندماأوقفنااستخدام العقل،وكفرناالفلسفة والفلاسفة ، كما فعل حجة الإسلام الغزالي في كتابه "تهافت الفلاسفة"وألغي مبدأ السببية، انحططنا وتخلفنا، فالأمة الخائفة – كما هو حال أمتنا العربية والإسلامية الآن – هي التي تنغلق على نفسها وتجتر ماضيها، هروباً من مواجهة مشاكل حاضرها وتحديات مستقبلها،فإذا كانت الديمقراطية ومؤسساتها مثل الفصل بين السلطات الثلاثة"التشريعية والقضائية والتنفيذية"غير موجودة في تراثنالأنها لم تكن موجودة منذ 14 قرن، فلماذا لا نأخذها من تراث العالم الذي نعيش فيه؟ وإذا كانت حقوق الإنسان وفي مقدمتها، حقه في سلامته البدنية،والمساواة التامة في حقوق المواطنة بين الرجل والمرأة،والمواطن المسلم وغير المسلم، غير موجودة في تراثنا، فلماذا لا نأخذها من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة؟ لماذا استعارت الهند الهندوسية الديمقراطية من بريطانيا التي استعمرتها ولم تقل إن الديمقراطية ليست من قوانين الديانة الهندوسية؟ ولماذا استعارتها اليابان ولم تقل إنها ليست من ثوابت الديانة الشنتونية؟ ولماذا استعارتها تركيا ولم تقل إنها ليست من ثوابت الإسلام؟ ولماذا استعارتها ماليزيا ولم تقل إنها ليست من ثوابت الإسلام؟لأنها عرفت أن هذه القيم كونية، أي يقبلها كل ذو عقل سليم، فتبنتها والتحقت بقطار الحداثة السريع، فالدعو إلى تكفير الديمقراطية وحقوق الإنسان بدعوى إنها ليست من وثوابتنا ، هو عمل عدائي ضد الأمتين العربية والإسلامية ودعوة آثمة لهما للانتحار، يريدالعيان أن يبقينا في الدرك الأسفل من التخلف والضياع والهوان. يقول "الكاتب والباحث" رداً ضمنياً على الشيخ العلامة حسن الترابي الذي افتى اعلاء لقيمة العقل ومصلحة الإنسان،وتقليداً لأبي بكر وعمر و معاذ وعلى وغيرهم من كبار الصحابة، بنسخ أحكام الآيات التي لم تعد أحكامها صالحة لزماننا:"ربما نجر الويلات والمشاكل لأنهما تجاوز النصوص الصريحة القاطعة" ونسي أو تناسي أن المنهج العقلي الذي يدور مع العلة وجوداً وعدماً تحقيقاً لمصلحة المسلمين،فـ"حيث مصلحة المسلمين، فثم شرع الله"،متى سيدرك المتأسلمون أن الحضارة ميراث إنساني مشترك لا تنسب لجنس أو لدين؟ وأن من يملك أسباب العلم والمعرفة يضيف لها ما هو جديد من أجل خير وراحة البشرية جمعاء. ثم ينتقل كاتبنا وباحثنا إلى قضية الإرهاب، فيدعي أن الغرب يلصقها بالإسلام، وهذا غير صحيح، وكأن الغرب هو الذي قام بجريمة 11 سبتمبر، وكل التفجيرات التي حدثت في العالم والعالم العربي،مروراً بأحداث الدار البيضاء إلى الرياض ولندن ومدريد وشرم الشيخ … والقائمة تطول، فكما نعلم جميعاً أن جميع قادة العالم الغربيين من توني بلير إلى جورج بوش وجاك شيراك نفوا نفياً تاماً مراراً وتكراراً كون الإرهاب من جوهر وصميم الإسلام، وإنما اتهموا به المنظمات الإرهابية مثل القاعدة وطالبان وحماس وحزب الله لا غير، يواصل "الكاتب والباحث" أكاذيبه قائلاً:"فتهمة الإرهاب مثلاً أصبحت ملتصقة بالإسلام والمسلمين، على الرغم من أن الإرهاب ظاهرة عالمية …(…) وعندما قامت الهند بتفجيراتها النووية لم تنسب التفجيرات إلى الديانة الهندوسية، ولكن عندما قامت باكستان بتفجيراتها النووية كرد دفاعي فقط على تفجيرات الهند، قامت قيامة الغرب ولم تقعد، وتحدثت شبكات الأخبار الفضائية وكبريات الصحافة العالمية عما أسمته بـ"القنبلة الإسلامية"والآن بدأت نغمة المفاعل النووي الإيراني الإسلامي، وخطره المقبل على الإعتدال والحضارة الإنسانية"، وكاتبنا هنا يتجني على الحقيقة تجنياً كاملاً، فأول من قال عن القنبلة الباكستانية أنها "القنبلة الإسلامية" هم المتأسلمون،وأذكر أن الكاتب الإسلامي الكبير د. عبد الوهاب الأفندي كان قد كتب في "القدس العربي"يرد على هؤلاء ويقول لهم "ألا تستحوا من نسبة قنبلة دمار شامل إلى ديننا الحنيف"، الذي يعتبر قتل نفس واحدة بغير حق مثل قتل البشرية جمعاء، قال تعالي:"من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً"(المائدة33)، ثم يتناسي الكاتب عن عمد أن أول من نسب الإرهاب إلى ديننا الحنيف هو بن لادن والقرضاوي، فبن لادن سمي جريمة 11 سبتمير بـ"غزوتي منهاتن ونيويورك"، والشيخ يوسف القرضاوي الذي كتب بأن "الإرهاب الحميد"موجود في الإسلام مستشهداً بآية"وأعدو لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"(الأنفال 60)، وقد استشهد مجرم الحرب وشيخ الإرهاب بن لادن بعراب الإرهاب الشيخ يوسف القرضاوي في خطبة العيد الشهيرة بما قاله القرضاوي حرفياًحيث قال:"أنا أطبق الإرهاب الحميد الموجود في الإسلام"، في حين أنه لا وجود لإرهاب حميد أو ذميم في الإسلام،لأن الإرهاب هو الإرهاب ولا يمكن تبريره مهما كانت الأسباب، وعندما نشرت الدولية الإسلامية فتوى وقعها القرضاوي والغنوشي وفهمي هويدي وغيرهم من فقهاء الإرهاب، تبيح لإنتحاري حماس بتفجير أنفسهم في المدنيين اليهود في إسرائيل بدعوى"أن كل سكان إسرائيل هم جنود احتياط"ولم تسلم حتى الأجنة في بطون أمهاته من فتواهم، مستندين في فتواهم الشيطانية إلى الإسلام الحنيف، الذي هو برئ منهم ومن فتاويهم المتأسلمة المغرضة، أليست هذه الفتوى البشعة وحدها كافية لنسبة الإرهاب إلى ديننا الحنيف الوسطي "كنتم أمة وسطا"؟ لقد مارس المتأسلمون في المغرب والجزائر وتونس ومصر ومازالوا إرهابهم باسم "الإرهاب الحميد"الذي نسبه القرضاوي كذباً وبهتاناً إلى ديننا الحنيف، ويدافع باحثنا عن "المفاعل الإسلامي" الإيراني، ناسياً أن خيرة قادة إيران، مثل رئيس الجمهورية السابق حجة الإسلام هاشمي رفسنجاني ضد هذا المفاعل "الإسلامي"والشعب الإيراني كله ضده، وهو في الحقيقة موجه ضد بلدي مصر ودول الخليج المسالمة، لأنه بالنسبة لإسرائيل التي تملك 200 قنبلة نووية لا يساوي طلقة بارود عتيقة.
وأنا أدعو عبد الله العليان إلى مناقشة في هذا الموضوع على صفحات جريدتنا الحرة "إيلاف" أوعلى صفحات "الحياة" أو أي فضائية يريدها، لأوضح الأمور لأمتنا العربية والإسلامية المنكوبة بشيوخ الإرهاب الشرير، لأن الإرهاب لا يكون إلا شرير، لنقارع الحجة بالحجة، بعيداً عن مبدأ التكفير والتضليل والدس، الذي أصبح طبيعة ثانية في المتأسلمين من المغرب إلى قطر، وفقنا الله لما يحبه ويرضاه، وهدى الله المتأسلمين إلى طريق الصواب، بدل طريق الإرهاب، آمين يارب العالمين.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: مظاهرات في باريس تنديدا بفوز اليمين المتطرف في الانتخ


.. اليمين المتطرف يحدث اختراقا غير مسبوق في الانتخابات البرلمان




.. فرنسا: ماكرون يحل البرلمان ويدعو لانتخابات تشريعية بعد فوز ا


.. قصة شارع -الكروازيت-.. ممشى الأغنياء والمشاهير بمدينة كان




.. صباح العربية | قصة -الكراوزيت-.. ممشى الأغنياء والمشاهير في