الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نعلم شيئا عن النوبة وأهلها؟

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2007 / 5 / 5
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


من المعروف أن معظم أفراد الشعب المصرى يعرفون أقل القليل عن النوبة وهذا يعكس تقصير الإعلام والإعلاميين عن أداء دورهم فى تعريف المواطنين بوطنهم. يقول الروائى إبراهيم فهمى—روائى من النوبة—إن هنالك مقولة يرددها النوبيون فى مدينة القاهرة مفادها أن إحدى مذيعات التلفزيون— أثناء لقاء تلفزيونى— قالت:" مرحبا بأبناء الجالية النوبية بالقاهرة". وهذه الجملة تعكس جهل بعض الإعلاميين بالنوبة والنوبيين. ولا شك أن هذا قصور يجب تداركه فى أسرع فترة ممكنة إلا أن المبكى والمضحك فى آن واحد هو أن يشارك فى الحديث عن المشكلات التى يواجهها أهل النوبة كتاب لا دراية لهم بتضاريسها مما لا يساهم فى تقديم الحلول بل ربما يزيد الأمور غموضا وتعقيدا.

ففى جريدة روز اليوسف الصادرة فى 26 إبريل 2007 طالعت مقالا عنوانه "النوبة وأهلها" يتناول قضايا النوبة ببعض التهكم والسخرية، هذا رغم عدم إلمام كاتبتها بكل تفاصيلها ومضمونها. فالكاتبة تقول إن النوبة جزء من مصر منذ أن وحد مينا القطرين وهذا مخالف للحقيقة فإن النوبة كانت مملكة موحدة تعتنق الديانة المسيحية عندما دخل المسلمون مصر فى القرن السابع الميلادى ولم يتحول أهلها إلى الإسلام إلا فى القرن الرابع عشر. وتقول الكاتبة إن أهل النوبة "تم نقلهم ولعدة مرات إثر بناء السد العالى أو بحيرة ناصر" والحقيقة أن الهجرات نحو الشمال تزامنت مع بناء الخزان فى عام 1902م وتعلياته المتتالية فى 1912م و1933م. أما البحيرة فقد تكونت نتيجة احتجاز المياه خلف السد. وتقول الكاتبة إن النوبيين يطالبون بحق العودة إلى وطنهم وهذا يخالف الواقع حيث يطالب أهل النوبة ببناء منازل المغتربين فى القرى التى تم إنشاؤها حول البحيرة، وهى من حق الأهالى الذين لم يحصلوا على أى منازل عقب التهجير فى الستينيات. والغريب أن الكاتبة استندت إلى فقرة فى برنامج تلفزيونى لتعمم حكما على سائر أهالى النوبة عندما تقول "ويبدو أنهم يضطهدون بعضهم البعض". فربما لا تعلم الكاتبة أن التباين والاختلاف فى الرأى من سمات المجتمعات الحية ولا يوجد مجتمع فى أى ركن فى العالم يتفق أفراده على كل الأمور. ورغم إننى لم انزعج من الكلمات القاسية التى تضمنتها سطور المقال إلا أن ما أزعجنى حقا يتعلق برفضها لعودة أهل النوبة لاعتبارات الأمن القومى. ولم تذكر الكاتبة عدد النوبيين الذين واجهوا تهم بالتجسس لحساب دولة أخرى منذ نشأة الدولة المصرية الحديثة.

والخلاصة: أننى أهيب بالإعلاميين وأصحاب الأقلام الحرة عدم التسرع فى إبداء الآراء إلا بعد دراسة متأنية للأمور التى يتعرضون لها وخاصة القضايا التى تمتد جذورها إلى عشرات السنين. (روز اليوسف، عدد 539، 4 إبريل 2007م، ص 10.)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد سنوات من القطيعة.. اجتماع سوري تركي مرتقب في بغداد| #غرف


.. إيران تهدد بتدمير إسرائيل.. وتل أبيب تتوعد طهران بسلاح -يوم




.. وفاة طفل متأثرا بسوء التغذية ووصوله إلى مستشفى شهداء الأقصى


.. مدرسة متنقلة في غزة.. مبادرة لمقاومة الاحتلال عبر التعلم




.. شهداء وجرحى بينهم أطفال في استهداف الاحتلال مجموعة من المواط