الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحاسة اليقظة في المنام

غيورغي فاسيلييف

2007 / 5 / 8
الادب والفن


وجد نفسه في جزيرة صغيرة في عرض البحر. هذه الجزيرة لا تتجاوز مساحتها الدونمين. في الجزيرة بعض الأشجار، والنباتات، الأعشاب، والطحالب. وكان نوح عطشانا جدا. شعر بجفاف في الحلق، وبصعوبة كان يحرك لسانه الجاف ايضا. شيء غريب أن يموت من العطش والبحر يحيط به من كل حدب وصوب. حاول شرب ماء البحر لسد الظمأ، فشعر انه زاد نار العطش المتأججة من الداخل، لابل شعر بالدوخة قليلا، وبالغثيان لأنه كان جائعا ايضا.

بحث طويلا عن الماء فلم يجد له اثرا. وقعد في فيء شجرة ليرتاح، فأخذ سهوة قصيرة شاف فيها مناما قصيرا. في المنام شاف نفسه يجمع ورق الشجر ويعلكه ويمتص عصارته. وبعد لحظات فاق من غفوته وفكر ان هذا المنام هو خطة للعمل، كعادة مناماته التي انقذته في السابق من اكثر مشاكله ومصاعبه.

اخذ بعض اوراق الشجر والنبات ووضعه في فمه، وبدأ بعلكها ومص عصارتها. وشعر ببعض الارتياح. قام وبدأ يبحث عن الأوراق والتربينات الغضة، وجمع منها شيئا قليلا. وراح يعلكها ويمصها، وشعر ببعض الانتعاش.

وبينما هو ينتقل من نبتة الى اخرى شاف علبة من الحديد. اقترب منها ورفعها بلهفة. بدأت ضربات قلبه بالتسارع وسرت قشعريرة خفيفة لذيذة في أوصاله.

انحنى ورفع العلبة، وعاينها، ووجدها مغلقة باحكام. خضها قليلا، وعرف ان فيها سائلا. وشعر بحلقه يزداد جفافا، وحاول فتح العلبة بأن اخذ حجرا مدببا، وبلّش يضرب العلبة به في البداية بهدوء، ولكنه عندما لم يستطع فتح ثقب بها، اخذ يضرب بقوة تصاعدت مع رفض الحديد الانصياع له. وتصبب العرق من جبينه، ومن ظهره.

تناول حجرا اكبر وضرب به العلبة به عدة ضربات، ولكن كل محاولاته اصيبت بالاخفاق. توقف لحظة وقال لنفسه ما احوجني حتى لهذا العرق المتصصب مني. سيتصصب الماء من جسمي كله ولن اجد له بديلا.

وفجأة خطرة له فكرة، يمكن للماء ان يغور في الرمل لو فتح العلبة، وبحث عن طين، وجلب بأوراق الشجر قليلا من ماء البحر وجبل الطين، وفتح حفرة وطيّنها بالطين الرطب لكي يتجمع الماء فيها في حال قَدِر على فتح العلبة. وأجرى بعدين عدة محاولات لفتحها فشلت كلها.

شعر بالتعب، والجوع، والعطش. وقعد قرب العلبة يتأملها. تركها في مكانها وراح يجمع اوراق الشجر والأعشاب. ورجع الى العلبة وقعد بجانبها يعلكها الأوراق ويمصها. وتطلّع الى العلبة وشاف ان الماء بدأ ينز من ثقب صغير. ماء اصفى من الدمعة.

وهنا ايقظه رنين الساعة معلنا وقت النهوض والذهاب الى العمل.

2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-


.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق




.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا