الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلاح اللئام ، قبح الكلام

رياض الكفائي

2007 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


الأعلام المعاصر بكل أدواته وأشكاله أصبح من أكثر الوسائل أثراً ووقعاً في النفوس لتشكيل التوجهات العامة وتوظيفها بما يخدم مصالح الخلفيات المتعددة المستفيدة من تلك التوجهات .
ونحن هنا لسنا بصدد أستعراض تطور النظريات الأعلامية في صقل مفهوم الأعلام المعاصر سيما بعد الثوره المعلوماتيه والاتصاليه وتسخيرها لترويج ثقافات محدده للتأثير على بنية المجتمع وأمنه القومي وبالتالي تسييس الأعلام.
ولكن لابد من الأشارة الى أن الأعلام اخذ بعداً اخراً بعد أحداث الحادي عشر من أيلول ونتج ما يعرف بعسكرة الأعلام ، وظهر ذلك جلياً عند احتلال العراق ، ومن خلال إستحداث مكتب الـتأثير الاستراتيجي التابع للبنتاغون لنشر معلومات مظلله عبر وسائل الاعلام الاجنبية .
والأعلام العربي لم يشذ عن هذه القاعدة بل برزت فضائيات تم تسخيرها بشكل مبرمج وممنهج لخدمة أهداف منظمات و أحزاب وتشكيلات او دول مهيمنه . فكان ضحيتها المتلقي العربي الذي حجبت عنه الحقائق كي يتم تغييب دوره في جملة تحولات غاية في الاهمية تستهدف بنية المنطقة وثقافتها ونسيجها الأجتماعي .
احد الزعماء العرب رفع شعاراً هو ( حرية الأعلام سقفها السماء ) والمنطق العقلي يتفق مع هذه المقولة اذا كانت تعني الأعلام الحر المسؤول الذي يخدم مصالح الأمة وأمنها الوطني , والذي يحترم عقول المواطن وينأى بنفسه عن الابتذال والمبالغة او التبعية و الترويج لبضاعة الاخرين او بوق اعلامي لبث الفرقة ونشر الطائفية وترويج ثقافة العنف لخدمة مآرب ومخططات جهات اخرى.
والأعلامي الجيد والشريف يجب ان يتعامل مع الأحداث بمهنية ورؤى بعيدة عن عاطفته او إنتمائه . وهذا ما لم نلمسه في احمد منصورمقدم برنامج بلا حدود في حواره مع الشيخ جواد الخالصي في قناة الجزيره .
ولا نريد ان نبحث عن رؤى المدرسه الخالصيه في هذا المقام ، فا لعراقيون يعرفون جيداً الخلفية الثقافية لهذه المدرسة وتبعيتها ويستطيع غير العراقي والجاهل بامر العراق ان يستشفها من خلال هذا الحوار , فسماحه الشيخ لم يتطرق مطلقا في حديثه الى دور أزلام النظام السابق في أحداث العراق .
ولكن اللافت للنظر طروحات احمد منصور التي تجاوزت كل الحدود في الاستخفاف بقيم العراق ورموزه وتزييف الحقائق وقلبها وتزويرها، والاستهزاء بعقائد الشيعه ومرجعياتهم ، والإمعان في تأليب السنة ضد الشيعة من خلال ترويج أنهم الضحية والمستهدفون الوحيدون في العراق دون الشيعة ، وتناسى ان معظم شهداء بلد النهرين هم من الشيعة عبر السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة، و تلك هي الأدوات التي تتعامل بها قوى الظلام من التكفيريين وأسيادهم، والسنة بريئون منها، كبراءة الشيعة من دماء أخوانهم السنة , ولكن ............( سلاح اللئام ، قبح الكلام) كما يقول إمام المتقين علي بن ابي طالب عليه السلام .
ان معظم اهل العراق سنة و شيعة، عرباً ، واكراداً وتركماناً ، مسيحيون وصابئه يدركون جيدا، من هي الجهات التي تقبع خلف هذه الاحداث المأساوية , فهو صراع سياسي وليس طائفي ولكن تم توظيف المذهبية لتخدم مصالح الاحتلال واذنابه , واقزامه ممن يروّجون له في فضائياتهم فلم ولن يحدث أي صراع مذهبي في العراق , فقط أُذكر احمد منصور وغيره ممن ارتضوا الأصطفاف في خندق أعداء الأمة ، ( إ ن من الكلام ماهو أشد من الحجر ، وأنفذ من وخز الأبر ، وأمرٌّ من الصبر ، وأحرٌّ من الجمر ، وإن القلوب مزارع فأزرع فيها طيب الكلام ، فأن لم ينبت فيها كله نبت بعضه.... ) هكذا تقول الحكمة العربية،انك بهذه الطروحات تقتل الألاف من الاطفال و الشيوخ والابرياء فهل تدري .
ان كنت تدري فتلك مصيبة ***** وان كنت لاتدري فالمصيبة أعظمُ .
يقول المثل العربي ( أَشرى الشّرّ صغارُهُ )
يقال شري البرق , اذا كثر لمعانه وشري الفرس , اذا لج في سيره.
وقصه هذا المثل ان صياداً قدم بعسل ليبيعه وكان معه كلبه. فدخل على صاحب حانوت فعرض عليه العسل. فقطر من العسل قطره , فوقع عليها زنبور, وكان لصاحب الحانوت ابن عرس , فوثب هذا على الزنبور فاخذه , فقفز كلب الصياد على ابن عرس فقتله,فقام صاحب الحانوت فقتل الكلب , فوثب الصياد فقتل صاحب الحانوت, فأجتمع اهل قرية الحانوتي , فقتلوا الصياد , فلما بلغ ذلك اهل قرية الصياد , اجتمعوا فأقتتلوا مع اهل قرية صاحب الحانوت حتى فنوا جميعا . فقيل هذا المثل في ذلك .
وهكذا تبدأ هذه الفتن صغيرة ثم تكبر من خلال هذه الطروحات الغير مسؤولة والتي تم توظيفها بعناية فائقة ليكون نتاجها الدماء والدمار والارامل والثكالى وجيش المعوقين وجحافل المهاجرين ، ولكن سيبقى أبناء الرافدين أهلاً لهذا التحدي لانهم أحفاد أمةٍ أغدقت العالم بالفكر والمعرفة وبناة حضارة لا يثلمها سُباب الاقزام او قدح الاذناب .

قالوا فلانٌ سبك اليومَ علــــــى****** مسامع الناس بلفظ ٍ منكر ِ
ِ
قلتُ اعذروه انني عاذرُه ******* مايصنع الكلبُ اذا لم يعقر ِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين في غارات جوية إسرائيلية على


.. رويترز: مقتدى الصدر يمهد لعودة كبيرة من باب الانتخابات البرل




.. مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر وسلوفينيا| #عاجل


.. انطلاق فعاليات تمرين الأسد المتأهب في الأردن بمشاركة 33 دولة




.. اليوم التالي للحرب في غزة.. خطة إسرائيلية وانتقادات لنتنياهو