الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق المؤتمر الخامس والعشرين للحزب الشيوعي الاسرائيلي الفصل 8: الحزب - الجزء الاول

الحزب الشيوعي الاسرائيلي

2007 / 5 / 6
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


*ثمة اليوم، أكثر مما في الماضي، احتمال لبديل يساري حقيقي. والتحدي التاريخي الكبير الماثل أمام حزبنا الشيوعي هو العمل على طرح بديل كهذا على المجتمع الإسرائيلي*
إن حزبنا الشيوعي الإسرائيلي، الامين على توجهاته الفكرية الطبقية وعلى برنامجه السياسي والاجتماعي وعلى مقاومة العنصرية والدفاع المثابر عن المساواة والدمقراطية – قد صمد في الكثير من الامتحانات في السنوات الأخيرة. فقد كنا القوة الأكثر مثابرة في المعركة ضد الاحتلال وجرائمه، ورأينا المخاطر الكامنة في "خطة الانفصال" على الفور. طرحنا بديلا سياسيًا لسياسة الحروب الكارثية، بديل من السلام العادل والثابت. طرحنا بديلا ملموسًا ، من النضال الدمقراطي المشترك لليهود والعرب في مواجهة دعاة الفاشية والترانسفير . ناضلنا من أجل بديل العدالة الاجتماعية أمام سياسة الخصخصة والبطالة وتصفية دولة الرفاه. وقفنا بشكل مثابر ضد هدم البيوت وجميع أنواع التمييز ضد المواطنين العرب. ثابرنا في المعركة ضد تمييز النساء ودفاعًا عن حقوق الشباب والطلاب.



* التحدي الذي أمام الشيوعيينلقد وصل المجتمع الإسرائيلي إلى مفترق مصيريّ. فعلى المستوى السياسي وصلت سياسة القوة أحادية الجانب الشارونية-الأولمرتية إلى طريق مسدود. وعلى المستوى الاقتصادي الاجتماعي نشأت فجوة بين السياسة النيولبرالية المتواصلة ومواقف السواد الأعظم من الجمهور. والقيادة عاجزة عن إنتاج أجوبة على المشاكل السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والببئية الاخذة بالتفاقم.
إن إسرائيل موجودة في أزمة. وهي ليست أزمة المباني السياسية القائمة وحسب، بل أزمة الأجوبة السياسية التقليدية.
تترافق الأزمة مع إنتاج مخاطر كبيرة. فقوى اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو تجهّز للاستيلاء على السلطة، حاملة مواقف أشد خطورة من أي وقت مضى، تدمج بين المغامرة السياسية والعسكرية والتاتشرية الاقتصادية، والعنصرية الفظة تجاه الجماهير العربية في إسرائيل.
ولكن الأزمة تنتج إمكانيات جديدة أيضًا. فثمة اليوم، أكثر مما في الماضي، احتمال لبديل يساري حقيقي. والتحدي التاريخي الكبير الماثل أمام حزبنا الشيوعي هو العمل على طرح بديل كهذا على المجتمع الإسرائيلي.
فعلينا ملقى دور حيوي في بلورة البديل اليساري المطلوب. وعلى أساس توجهاتنا صمدنا في كل الامتحانات في السنوات الأخيرة: لم يغرينا الانجرارّ وراء التيارات السلبية القوية، وقدّمنا- حتى في أصعب الأيام وفترات البلبلة السياسية بين الجمهور- أجوبة سياسية واضحة وصحيحة. إن الحفاظ على تميّزنا هذا هو شرط نجاحنا الأول.
ندرك جيدًا أن طرح بديل يساري قوي على المجتمع يتطلب تعاونًا واسعًا. ومن هنا ننطلق في فكرة بلورة جبهة يسار يهودية-عربية عريضة، يكون في مقدورها تقديم الاجابات ازاء المخاطر المحدقة ودفع التغيير السياسي والاجتماعي المطلوب.
إن مؤتمرنا الـ25 هو فرصة للتدقيق في بلورة ملامح هذا الرد السياسي والفكري.



* النضالات الاجتماعية والشعبيةلقد عرّف الحزب الشيوعي نفسه حزبًا يهوديًا-عربيًا يصبو إلى السلام والمساواة والعدالة الاجتماعية والدمقراطية والتغيير الاجتماعي العميق والاشتراكية (أنظر/ي التعريف المفصّل في الفصل 7 حول الصراع الفكري).
مسترشدًا بنظرته الماركسية-اللنينية، وبباعه الطويل وببرامجه السياسية، مخلصًا لمبادئه؛ يلائم الحزب الشيوعي سياسته بشكل دائم للتغييرات في التركيبة الاجتماعية-الطبقية وفي الخارطة السياسية. وينجح الحزب في ترجمة استراتيجيته إلى نضالات يومية في مواضيع مختلفة.
وكسائر الأحزاب الشيوعية وحركات اليسار، يدرس الحزب الشيوعي الإسرائيلي التغييرات الحاصلة في الرأسمالية في مطلع القرن الحادي والعشرين والآليات التي تتبعها لتغطية طابعها الطبقي وكونها نظامًا مبنيًا على الاستغلال والتمييز والفقر لطبقات واسعة (أنظر/ي تحليلا مفصلا في الفصلين 1 و3).
إن أحد الادوار الأساسية المنوطة بحزبنا الشيوعي، المسلـّـح بالتوجه الطبقي والرؤية الاشتراكية الثورية، هو تقوية النضالات الاجتماعية، بما في ذلك في مجال حقوق العاملين والجماهير العربية والنساء وفي مجال حماية البيئة. وهذا في متناول يدنا لأن حزبنا يطرح رؤية شاملة حول إمكانية استبدال الرأسمالية – نظام الاستغلال الطبقي والتمييز – بنظام العدالة الاجتماعية والبيئية.
ان النشاطات المحلية التي نظمتها بعض فروع الحزب والشبيبة ضد "خطة ويسكونسين" ومن أجل حقوق العاطلين عن العمل، ومبادرات من نوع "حركة العدالة"، هي نماذج تفاعل أعضاء الحزب مع النضالات الاجتماعية الهامة في المعركة الشاملة ضد النيولبرالية.
هناك تناقض واضح بين الدور المركزي الذي يؤديه رفاق الحزب في نضالات العاملين وفي النضالات الاجتماعية ، وبين عدم نجاح الحزب في ضم اعداد متزايدة من الناشطين في أماكن العمل الى صفوفه.
في نشاطاته الاجتماعية من الضروري أن يدمج الحزب بين ثلاثة أسس : النضال والوعي والتنظيم. وبكلمات أخرى : على الحزب العمل على تعميق الوعي الطبقي عن طريق وضع النضالات في سياقها السياسي، وتعزيز الجاهزية للاحتجاج ومقاومة السلبية والنكوف عن المواجهة، والعمل على تنظيم العاملين. والحقيقة هي أن ثلث العاملين في اسرائيل فقط منظمون في نقابات مهنية، بينما يتزايد عدد العاملين غير المنظمين الامر الذي يثلج صدر أرباب العمل.
في الفترة منذ المؤتمر ال-24 للحزب، شهدنا موجة عفوية من تنظيم العاملين في أماكن عمل في مختلف أنحاء البلاد. وتشمل القائمة اماكن عمل مثل: "حيفا خيميكاليم" في النقب، وشركة المواصلات البلدية في بئر السبع، وعاملي الحراسة في مستشفى كابلان وفي معهد وايزمان، والعاملين "المؤقتين" في مطار اللد، وعاملات الصف على الكومبيوتر وعاملات شركات القوى البشرية في سلطة البريد. ان بعضا من هذه النضالات كان نصيبه الفشل بسبب أن الغالبية الساحقة من قيادة الهستدروت ليست قيادة واعية وملتزمة طبقيا ولا قادرة على تنظيم العاملين بمقاييس كبيرة.
في الفصل الثالث من أطروحات المؤتمرنناولنا الرأسمالية الإسرائيلية والنضالات الاجتماعية، وقدّمنا تشخيصًا للبنية الاجتماعية وتحليلا للتغييرات الطارئة على "قوانين اللعبة" الرأسمالية. وعلى أساس هذا التحليل علينا أن نبذل جهدا أكبر في بناء علاقات مع العمّال المنظمين والحركات الاجتماعية والمنظمات الساعية إلى التغيير الاجتماعي. وعند تلخيّص عملنا في السنوات الخمس الأخيرة، علينا الاعتراف بأننا لم ننشط بما فيه الكفاية لتنظيم العاطلين عن العمل والعاملين والنساء وغيرهم من متضرّري الرأسمالية.
أن بمقدور رفاق الحزب، ومن واجبهم دفع تنظيم العاملين في أماكن عملهم.ومن أجل القيام بذلك يجب اعدادهم وتزويدهم بالمعرفة اللازمة.وسيكون على دائرة العمل النقابي تجنيد أعداد متزايدة من الناشطين وضمهم الى صفوف الحزب.وعلى دائرة العمل النقابي أن تبرمج لاقامة حركة من العاملين والعاطلين عن العمل ، تضم عمالا غير منظمين ممن يتمتعون بوعي طبقي وينشطون في المنظمات الاجتماعية الكثيرة.
علينا أن نحدد اين تكمن مَواطن ضعفنا والعمل بشكل منهجي على التغلب عليها. لقد قمنا بمجهودات جديرة بالانتباه للكشف عن العلاقة بين الفقر والضائقة الاجتماعية من جهة وبين الاحتلال المتواصل من جهة أخرى. لكننا لم نبرز بما فيه الكفاية هوية المصالح الاقتصادية من وراء استمرار الاحتلال والاستيطان. خضنا مع شركائنا في الجبهة نضالات هامة ضد العنصرية والتمييز القومي ونهب الأراضي وهدم البيوت. وبالرغم من تأثيرنا الشعبي الواسع بين الجماهير العربية، إلا أننا قمنا بالقليل نسبيًا لتنظيم المعركة ضد البطالة ومن أجل حقوق العاطلين عن العمل والفقراء داخل القرى والمدن العربية نفسها.
إننا قادرون على هذه المهام. بامكاننا أخذ دورنا في النضالات الاجتماعية والبيئية وبأمكاننا المبادرة إلى نضالات كهذه أيضًا. ولكن هذا يتطلب من هيئات الحزب المركزية ومن جميع فروع الحزب تجنيد رفاقنا وشركائنا في الجبهة وبلورة برنامج للنشاط الاجتماعي.
لم تثمر جهود اللجنة المركزية لتفعيل الدائرة النقابية في الحزب بشكل منتظم. ونحن نعتقد أن النشاط الهام في إطار الهستدروت ونعمات لا يمكن أن يكون نشاطنا الوحيد كحزب. كما نعتقد أن ممثلينا في مؤسسات الهستدروت المركزية وفي الألوية لم ينشطوا بما فيه الكفاية لتوسيع تأثير الحزب في أوساط العاملين والعاطلين عن العمل. لذا من الأهمية بمكان ضمان انتظام عمل الدائرة النقابية، لتضم الممثلين في الهستدروت ونعمات والناشطين في أماكن العمل والمنظمات الاجتماعية، لتقوم بإرشاد المناطق والفروع.



* تقوية حزبنا الشيوعي – كيف؟كما ذكرنا أعلاه، فقد أبرزت التطورات الاجتماعية الاقتصادية في العقد الأخير أكثر فأكثر الحاجة الموضوعية إلى حزب شيوعي نشيط، يدمج النضال اليومي بالمعركة على طابع النظام الاقتصادي الاجتماعي ذاته. ويكمن تميّزنا كشيوعيين في طرح الحل الجذري للتناقضات الداخلية المتعمّقة في ظل رأسمالية الشركات الرأسمالية الكبرى : بناء نظام اشتراكي، على أساس إلغاء الاستغلال الطبقي، وعلى أساس العدالة الاجتماعية والمساواة الحقيقية.
من هنا فإن أفضل السُبل لتقوية حزبنا الشيوعي هو تعميق الوعي الطبقي لدى رفاقه ونشر التحليل الطبقي بين العمّال والطلاب والشرائح الاجتماعية الأخرى. فكلما ننجح في تعميّق الإدراك بأن التناقض الأساس في المجتمع ليس بين العرب واليهود، وليس بين المتدينين والعلمانيين أيضًا، وحتى ليس بين الشيوعيين وأصحاب التوجهات الأيديولوجية الأخرى، بل بين العمّال وأصحاب رؤوس الأموال – كلما نجحنا في توطيد مكانة الحزب.
إن الفكر الطبقي هو المنطلق الذي يقود الى الرؤية الأممية التي يؤكدها حزبنا في كل تلخيصاته. لقد لاحظنا في السنوات الأخيرة بعض مظاهر الترهّل في التوجّه الأممي لدى بعض الرفاق. وقد انعكس هذا الترهل، في النقاش حول تركيب قوائم المرشحين للانتخابات. فحين يقوم بيننا من يبث الادعاء الخاطئ، وكأنّ هذه المجموعة أو تلك من بين رفاق الحزب "تـثـقل" كاهل الحزب وتشكل عبء عليه، فان المشكلة عندها لن تكون مشكلة تنظيمية،وحلها ليس تنظيميًا. إن ردنا غير المهاود على هذه الظواهر هو في بذل الجهود لتعميق الوعي الاممي وإكساب التوجه الأممي، بمعنى الدراسة المعمّقة للبنية الطبقية والتناقضات الاجتماعية، والكشف عن المصلحة الطبقية لرأس المال في تأليب الكراهية وعدم الثقة بين العاملين، وبشرح الحاجة الضرورية لوحدة كل العاملين، من دون فارق في الانتماء القومي والديني والجنسي. إن جذور الابتعاد عن المواقف الأممية تكمن في ضعف التوجه الطبقي والميل إلى البحث عن أجوبة سطحية وسهلة لمشاكل قومية معقدة.
إن المجتمع الذي يحيطنا، وبنوع خاص جهاز التعليم ووسائل الإعلام المهيمنة، تنضح بالأفكار المسبقة. في ظروف كهذه ثمة حاجة إلى المناعة السياسية والفكرية الشيوعية، للصمود أمام الجرف القومجي والديني وعدم التأثر به. ان أي انجرار وراء الأفكار المسبقة سيكلفنا أخطاء سياسية.
ان قرارات اللجنة المركزية والنشر في صحافة الحزب تستند إلى التحليل الطبقي. لكن يحدث أن يقرأ بعض الرفاق ما يُنشر من دون تذويت التوجّه الطبقي، ومن هنا فانهم لا يترجمون الموقف إلى نشاط طبقي واجتماعي في مكان العمل والحي والبلدة.
يشير الرفاق عادة، وبحق، إلى أن التاريخ أثبت صحة تحليلنا وتقديراتنا السياسية المرة تلو المرة. ولكن علينا ان نشدد على أن صحة مواقفنا في تحليلنا قضايا الحرب والعنصرية والهجمة النيولبرالية والاحتلال والعنف لم تأت بفضل وحي أو ومضة فجائية، بل بفضل توجّهنا الطبقي والأممي المثابر.
في عصر تبذل فيه أوساط الحكم جهودًا جبارة لمغمغة الفوارق بين أحزاب السلطة، بين اليمين واليسار، بين العاملين والرأسماليين؛ فان الحزب الشيوعي مطالب ببذل جهد متميز لفضح حقيقة العلاقة بين المصالح الطبقية وبين انعكاساتها السياسية في البنية الحزبية والتنظيمات والتصويت في الكنيست إلخ امام أوسع القطاعات الشعبية.
إن تقوية الحزب مشروطة أيضًا بالحفاظ على قواعد الحزب الداخلية، المتضمنة في دستور الحزب. هذه القواعد تشمل القيادة الجماعية ورفض شخصنة السياسة، والتي تهدف حقيقة الى الحط من أهمية الفروقات الفكرية والسياسية وإضعاف المواجهة مع مواقف الحزب والتستير على النقاش الحقيقي وتضييعه . ويحدث غير مرة، أن تتم محاولة التهرب من النقاش الفكري والسياسي باللجوء الى المهرب الرخيص بتصوير النقاش نقاشًا شخصيًا. وهكذا، بدلا من طرح موقف أمام موقف ومحاولة إقناع الآخرين به، يتم الهروب إلى تصوير الأمور كـ"رفيق مقابل رفيق" أو "قائد مقابل قائد". ان مثل هذه الظواهر تحدث بشكل عادي في الأحزاب الأخرى، ولكنها دخيلة على حزبنا الشيوعي وغريبة عن رؤيته وعن طريقه. ان الحزب يزداد متانة ويزداد قوة من النقاش الفكري-السياسي الرفاقي، الذي تصاغ فيه المواقف من وجهات نظر متعددة. ولكن الحزب يضعف ويتدهور فكريًا وسياسيًا حين تتم شخصنة النقاش.
أن تقوية الحزب مشروطة أيضا وفضلا عن إجراء بحث فكري-سياسي سليم وبشكل منتظم، في كل المؤسسات والهيئات الحزبية، بتطبيق الاستخلاصات من التحليل الذي نقوم به، وممارستها في النضالات اليومية والمعارك الجماهيرية التي يقودها الحزب.
إن الدمج بين النقاش الحي والنضالات الجماهيرية هو أيضًا الضمانة لتوسيع صفوف الحزب واستقطاب العاملات والعاملين الأجيرين، والطلاب والشباب، والعمّال والأكاديميين، من العرب واليهود واستيعابهم في الحزب .أننا نعي أنه من أجل تنظيم النضالات العمّالية، من الضروري أن يكون لدينا المزيد من الرفاق في أماكن العمل الخاصة والعامة. وفي الوقت ذاته، من أجل أن يكون لدينا المزيد من العاملات والعاملين في الحزب، فمن الضروري أن نصل إليهم في اطار نضالات اجتماعية وجماهيرية في مستطاع اللجنة المركزية والفروع والرفاق ، بل من واجبهم المبادرة إليها.



* معارك الانتخابات البرلمانيةفي الفترة التي مضت منذ المؤتمر الـ24 خضنا معركتين انتخابيتين للكنيست.
جرت معركة انتخابات الكنيست الـ16 (كانون الثاني 2003) في ظل تحضيرات إدارة بوش للحرب على العراق وفي ظل سياسة الاحتلال وهدم دولة الرفاه التي انتهجتها حكومة اليمين برئاسة شارون (عن التطوّرات السياسية في تلك الفترة، أنظر/ي الفصل 2).
وقدّرت دورة اللجنة المركزية (يوم 7 آذار 2003) أن اليمين ازداد قوة في انتخابات الكنيست الـ16، وأن الحرب في العراق ستسهّل على شارون تنفيذ خطته لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني وضرب حقوق العاملين. وشددت اللجنة المركزية على الخطورة الاستثنائية الكامنة في خيار تشكيل "حكومة وحدة" بين "الليكود" و"العمل".
خاضت الجبهة انتخابات الكنيست الـ16 بقائمة مشتركة مع "الحركة العربية للتغيير" برئاسة أحمد الطيبي. لقد أيّدت اللجنة المركزية خوض الانتخابات بشكل مشترك مع الطيبي، واعتبرت ان تحالفا كهذا له قوته في الشارع العربي. ولكن اللجنة المركزية أوضحت أيضًا أنها ضد خوض الانتخابات في اطار هذا التحالف وبشكل مشترك بأي ثمن. وفي تلخيص الانتخابات اعتبرت قرارات اللجنة المركزية أن التنازل عن المكان الثالث في القائمة لصالح التحالف مع "العربية للتغيير"، أدى الى أنه مع حصول القائمة على ثلاثة مقاعد فقط، ا إلى أن كتلتنا البرلمانية، ولأول مرة في تاريخ الكنيست، لم تكن كتلة يهودية-عربية.
وانتقدت اللجنة المركزية عدم تطبيق قرارات اللجنة المركزية ومجلس الحزب بخصوص تركيبة القائمة، مُلخصةً: "لا يملك أي عضو في اللجنة المركزية حق عدم الالتزام بهذه القرارات ووضع الشراكة اليهودية العربية في الكتلة في الامتحان ". وإلى جانب هذا، أشارت اللجنة المركزية إلى أننا خرجنا من هذه الانتخابات كقوة أولى بين الجماهير العربية: 29% من أصوات الناخبين العرب مُنحت لقائمة الجبهة والعربية للتغيير.
تميّزت معركة انتخابات الكنيست الـ17 (آذار 2006) بهبوط إضافي في نسبة التصويت (من 68% إلى 63% من أصحاب حق الاقتراع)، وهو ما يعكس عدم الثقة المتزايد تجاه الجهاز السياسي القائم. وأشارت نتائج الانتخابات إلى ارتفاع التأييد للأحزاب التي أعلنت (ولو من باب "رفع العتب") عن نيتها إخلاء الأراضي المحتلة، والتي كثفت النقد في القضايا الاجتماعية. ومع هذا، فقد ازدادت كذلك قوة الأحزاب العنصرية المعادية للعرب من شاكلة "يسرائيل بيتنو" بزعامة ليبرمان.
بالتعاون مع شركائنا في الجبهة، خضنا الانتخابات كقائمة يسار يهودية عربية، تطرح برنامجًا للسلام العادل والمساواة والعدالة الاجتماعية. وفي معرض تلخيص الانتخابات، التي حصلت فيها الجبهة على ثلاثة مقاعد، قدّر الحزب الشيوعي أن تأييد غالبية الجمهور الإسرائيلي للانسحاب من الأراضي المحتلة ومعارضته لسياسة الكوارث الاجتماعية لم تنعكس بزيادة كبيرة في دعم قائمتنا، بالأساس بسبب حاجز القومجية والعنصرية في أوساط الجمهور اليهودي، وبسبب حاجز اليأس في أوساط الجمهورين العربي واليهودي على حد سواء.
خلال الاستعدادات لانتخابات الكنيست الـ17 جرت أبحاث في هيئات الحزب الشيوعي والجبهة حول امكانية التحالف مع قوى أخرى. واتخذت اللجنة المركزية ومجلس الحزب قرارات صائبة من الناحية الاستراتيجية، حين أكدا على ضرورة أن تحافظ الجبهة في أي قائمة تخوض الانتخابات من خلالها على قائمة تعبّر عن قوتها الانتخابية وأن يضمن تشكيلها كتلة يهودية-عربية للجبهة في الكنيست. وقد تبنّت هيئات الجبهة هذا الموقف الذي صمد في الامتحان الانتخابي، حيث تتمثل الجبهة في الكنيست الـ17 بكتلة يهودية عربية من ثلاثة أعضاء.
كان حزبنا الشيوعي وما زال يولي أهمية كبرى لمعارك انتخابات الكنيست، كونها معركة فكرية وسياسية واختبارًا لتأثيرنا الجماهيري. ونقدّر أن اللجنة المركزية، بسياستها وقراراتها، نجحت في امتحانيّ انتخابات الكنيست الـ16 والـ17.


* نلفت نظر رفاق الحزب الى ضرورة دراسة المواد المنشورة من رؤوس الاقلام من أجل مناقشتها في اجتماعات الفروع والمناطق التي يجري تنظيمها في الايام القريبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل


.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو




.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي