الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر ..الخارجة من التاريخ (1من2

مجدي شندي

2007 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


إذا كان دخول دولة التاريخ عملية صعبة تحتاج إلى بطولات فإن الخروج منه عملية اصعب تحتاج اناسا لايقدرون المسؤولية ويتعاملون مع الأوطان كأنها سيجارة يشعلونها وينفثون دخانها ثم يدهسونها بأقدامهم غير نادمين .
مصر تستقيل الآن من دورها التاريخي وتخرج غير مأسوف عليها وتتحول من صانع للحدث إلى مجرد متعهد تنظيم حفلات واجتماعات على حد وصف صحيفة ميدل ايست تايمز تعليقا على المؤتمر الذي استضافته شرم الشيخ الخميس الماضي بشأن العراق.
لم تعد بلدي عنوانا للعرب , فالقاهرة تنازلت عن دورها لعواصم أخرى أقل شأنا ومكانة , وتحولت شرم الشيخ إلى دافوس سياسية , مجرد مكان للقاء .. دورنا فيما يجري على أرضها صف المقاعد حول الموائد ومعرفة نوعيات الطعام التي يفضلها الضيوف , وتوفير سيارات الليموزين وتنسيق قدوم ورحيل المشاركين مع شركات الطيران .. أما مايجري داخل القاعات فلا شأن لنا به , وربما تلعب السعودية أو الأردن أو حتى قطر أدوارا أكثر حيوية وأعمق أثرا من دور مصر .
تهميش مصر وتقزيمها ليس وليد اللحظة , بل مخطط شاركت فيه أطراف داخلية وخارجية على مدي سنوات طويلة , فالعالم العربي حين تقوده القاهرة يمثل خطرا على المصالح الغربية , ويمثل تهديدا دائما لإسرائيل الشريك الاستراتيجي للغرب .. ولذلك حاول الغرب منذ منتصف السبعينيات تقويض هذا الدور عبر التلويح للسادات بعودة الأرض المصرية وحدها على ألا تنشغل القاهرة ببقية الأراضي المحتلة , وحين اقتنع السادات بالفكرة الجهنمية المتمثلة في زيارة القدس وإلقاء خطاب أمام الكنيست فإنما كان في حقيقة الأمر يطلق النار على دور مصر العربي , ولكي تتم الامور كما هو مخطط لعبت أطراف عربية كانت أول من راود اسرائيل عن نفسها دور الصقور , فكانت المحرض كي تكتمل القطيعة وتسير الامور وفق ماهو مخطط لها .. فالملك حسين الذي التقى جولدامائير وحذرها قبيل حرب أكتوبر بساعات أصبخ في قلب محور الصمود والتصدي , والحبيب بورقيبة الذي طالب بتسوية تضمن الاعتراف بإسرائيل كأمر واقع منذ منتصف الستينات عرض استضافة الجامعة المنتزعة من قلب مصر وعقلها, وكثيرون من اللاعبين على الساحة العربية لعبوا أدوارا مزدوجة وهو الأمر الذي تكرر من اللاعبين انفسهم وقت غزو العراق للكويت, إذ كان لابد من تكوين محور(بدعم خفي من أمريكا ) يشجع القيادة العراقية على التمادي ويمنحها إحساسا أن ما تفعله حلم كل عربي من المحيط إلى الخليج.. ولأن مصر هي قلب العالم العربي بحكم الجغرافيا والتاريخ فقد بدأت تلملم جراحها وتعود لدورها ومع أول بادرة عودة (التدخل لإطلاق رهائن السفينة أكيلي لاورو) تلقت لطمة شديدة حيث خطفت طائرة مصرية كانت تقل خاطفي الباخرة الذين تعهدت مصر بايصالهم إلى الوجهة التي يريدونها بأمان .
منذ تلك اللحظة بدأ مسلسل إشغال مصر بمشاكلها الداخلية , فالاقتصاد المنهك حله بيع القطاع العام وتشريد العمال , والتعليم الذي يعاني من تخريج مئات الآلاف إلى سوق ليس فيها فرص عمل يمكن حل مشاكله بالقضاء على العملية التعليمية نفسها , والفساد الذي بدأ يشكو منه الناس جرى التعامل معه بتعميمه حتى لايكون هناك شرفاء يستطيعون فضح ما يجري فالجميع فاسد وملوث , والحمار الذي بني عليه ضريح للولي المزعوم شارك الجميع في دفنه . (يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 93% حصلوا على الملايين من وظائفهم.. استطلاع أميركي يؤكد


.. هل الذكاء الاصطناعي سيصبح بديلا لوكالات السفر؟.. التقني هشام




.. صباح العربية | صدام حسين يظهر في لعبة جديدة


.. صباح العربية | بالوظيفة.. يمكن أن تصبح مليونيرا




.. صباح العربية | تطبيقات بالذكاء الاصطناعي.. ستنظم رحالاتك ال