الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المزود الرسمي لإحصاءات التاريخ

رامي أبو شهاب

2007 / 5 / 10
الادب والفن


يمضي إلى بيته ويتركني خفيفا قانعا
بأن النهار لا يشبه في لونه عربة الجنائز
لا مئزر الطيب
بل زهرة في مفصل عتبة منزل ريفي معزول
في قرية مزوية في وطن وهمي لا تصله
حاملات الطائرات و أحذية جنود المارينز
حينما تفقد الحروف رواءها
تحترق حدائق بابل
و تذوي جدران القدس كشمع مضاء منذ الآف السنين
تنهض جموع من ماتوا
ويتدفق الدم واللحم عبر نوافذ التاريخ
لغة الدم في اتصال دائم
ونحن المزود الرسمي لإحصاءات التاريخ من القتلى والمهاجرين واللاجئين والمضطهدين والمقموعين والمعتقلين والمهزومين على اختلاف أنواعهم وفصائلهم
لا أحد يتقن فن الترحال مثلنا
عند كل عتبة بيت اشتعال للبحر
وعند جديلة طفلة مدية
وعند كل عشاء عائلي قنبلة
لا أجد في معجمي مفردة لا محايدة
من الدم
تنحاز جميعها لأبجديات الموت
تتلون بالأحمر القاني
فإذا ما رغبت في إحضار وردة لحبيبتك
فلن تجد مشقة حين تعبر طريق الجثث وصولا إلى
المقهى الذي تنتظرك حبيبتك فيه
ربما تكون شهيد العينين العسليتين اللتين في خاضتا في الاشتياق طويلا
لعلك لا تصل في الموعد المحدد
( ولا أعتقد أنك ستصل )
فربما تتطاير الشظايا قبل أن تتطاير نسمات عطرها
(وربما هنا غير جائزة شرعا فمن الأجدر أن نقول مؤكدا
قياسا على التاريخ المعاصر )
في ظل عدوى الدم المنتشرة هذه الأيام
متى ستطرح عنك هذا الوطن المتسع على حوار أن لا تكون حتى أكون ؟
لا تكلف نفسك عناء النهوض صباحا وأترك قهوتك غير معدة
لن يكفي الزمان المسموح لك تطالع عناوين صحف الصباح
انفجر الموت امتلاء بنا
وضاقت بنا حروف الموت
م و ت
هل تعتقدون أن المسافات التي بين الحروف فارغة إذ نظرتم جيدا ستجدونني هناك في أحد المساحات الفارغة جثة هامدة .....
وهناك مساحات تكفي للجميع
لا داعي للقلق ..........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال