الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سوتيان _ مشاهد من حياة مخبولة جدا
هشام بن الشاوي
2007 / 5 / 7كتابات ساخرة

1
لمح (م) قرب الورشة كومة سقط متاع مبعثرة ، فانغمس مثل أي (ميخالي) محترف وسط أوراق ، قطع قماش ، وعلب أدوية فارغة .. ابتهجت عيناه حين لمح شيئا أبيض ، فسارع إلى إخفائه في جيبه ، وجاءه صوت عبدالله من عل متهكما :" واااالميييخالي *"!.
2
ضحكوا ملء القلب، حين لمحوا أحد المارة ، أوقف دراجته النارية ، ألقى إطلالة على حاوية أزبال ، ثم استأنف المسير،علق أحدهم متضاحكا: "جاي تزورأحبيبي !"**.
3
توقفت إحدى الطالبات قبالة المرأة المتلفعة بلحافها أمام المسجد ، الهائمة في ملكوتها ، معتقدة أنها متسولة ، راقب المشهد من مكانه ، أشار إلى صديقيه أن يلتفتا .. صرخ مقلدا صوت المرأة المخبولة :" سيري بحالك "!!***.
كان يعرف – سلفا - أنها سترفض صدقتها ، فانفجر- من أعماقه - ضاحكا ...
نهره زميلهما الكهل :
- وايني راك مزعزع !****
عقب عبد الله باسما:
- البناية طايح ليهم اللقاط !!
4
سأل عبد الله المراهق زميلهم الكهل عن عمر ابنته :
-أريد أن أتزوجها..
- إنها مازالت صغيرة .
حدس – م - أنه لاذ بالكذب ...
- خليها ليا حتى تكبر.. خذني معك الليلة إلى بيتك .
وهويستمع إلى حوارهما بلا مبالاة ، علق (م) :" لا تفرح بأن( تكسب) قطا أو كلبا في بيتك !".
ملمحا إلى شراهة عبد الله .. يلتهم خبزه ، وينظر إلى ما تبقى من كسرات الخبز بين أيدينا .
أدرك أنه أوجعه بتلميحه ، وأحس – أيضا - ببعض الملل يتسرب إلى أعماقه ، فسارع إلى تغيير دفة الكلام .
5
مد يده إلى جيبه ، أخرج (سوتيانا) ،عرضه أمام أنظارهما ، وهو يمسكه من طرفه ، كما لو كان فأرا ميتا ، راسما تقززا مفتعلا على ملامحه .
وانطلقت عاصفة من الضحك ..
6
حكى عبد الله عن ذلك ( البريكول ) في أحد أسطح تعاونية المعلمين ، حيث تشمم (م) مثل سلوقي ، وبعمق ومودة ، ثوبا داخليا على حبل الغسيل ، بعد أن غادرت المعلمة ، وبصوت خفيض قال :"تبانها أفضل من شايها !!".
غالب عبد الله ضحكه ، وهو يشرب الشاي ، واكتفى رفيقه برشفة واحدة .
7
وضع (السوتيان ) على صدره ، وبنبرة غزل منكسر:
- تعالي ، قيسيهم ،أمرتي ألحبيبة (يا زوجتي الحبيبة) !!
وهم بمداعبته ...
أشار إليه أحد عمال الورش المجاور أن رب العمل حضر، ممسكا بذقنه ، سارع إلى إخفاءه ما بين يديه ، وقفز فوق السقالة ..
بنبرة جافة صاح الباطرون الملتحي :
- متى تتحول من ذلك الجدار؟ .. اسكن فيه! ...
وخفف حدة لهجته نوعا ما :
- يبدو واطئا ..
- سنضطر أن نضيف إلى ارتفاع السقف عشرين سنتيما ..
وشرح له صاحبنا بعض التفاصيل ، وهم بإخراج (المتر) من جيبه ، فلعلعت قهقهات في الجوار، وهو يمسك شيئا أبيض حاول إخفاءه ، ودون جدوى ...
* :نابش القمامة .
** :المقصود زيارة مقامات الأولياء .
*** :اليك عني .
**** :يالك من مخبول!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. توقع لفنانة حول كارثة مدمرة في اليابان يثير زوبعة في البلاد.

.. السيدة الأنيقة أيقونة الرُقي والفن ?? ذكرى رحيل الفنانة القد

.. تأملات - الأدب بين ويلات الحرب والسلام

.. أغنية الوداع من أم كلثوم لجمهورها.. آخر أغنية على المسرح

.. صور نادرة جدًا لأم كلثوم
