الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات على إيقاعات رؤوس الأموال

فائق اليوسف

2007 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



أثارت الانتخابات الأخيرة في سورية، جميع القوى والشخصيات السياسية السورية، بل والشارع السوري برمته، بين ممتعضٍ لهذه الانتخابات، معتبراً إياها بأنها لا تختلف كثيراً عن سابقاتها،بل أسوأ منها، وبين مؤيد للمشاركة على اعتبارات مختلفة، إلا إنها عموماً، لم تحظ باهتمام عامة الشعب السوري، الذي قابلها باستياء وامتعاض شديدين، لولا أنها كانت فرصة لبعض المعوزين من الوكلاء الذين عملوا لقاء أجر معين......!


نفقات بحجم رأسمال شركات تجارية

بدأ المرشحون بالعملية الدعائية، قبل بدء الانتخابات بمدة تجاوزت الشهر، حيث طباعة صور والإعلان الطرقي المأجور، في كافة المحافظات السورية،إضافة لخدمات النقل، والخيم الانتخابية، وتخصيص وكلاء، لقاء مبالغ مادية، وتأمين صنوف الطعام ، وطباعة اللوائح الانتخابية، وهذا ما يقدّر بملايين الليرات السورية، مخترقين بذلك السقف المالي المخصص للمرشحين، مما يحول بذلك هذه المنافسة، إلى تمكين الأغنى، والأقدر، على شراء الصوت الانتخابي.



استراتيجية استرداد النفقات

«الرأسمال لا ينتج إلا أرباحاً»، نظرية رأسمالية بامتياز، وكيف لهؤلاء التجار الرأسماليين المغامرة بدفع أموال لا يتوقعها المرء بالفوز، حتى ببطاقة ـ يا نصيب ـ دون استعادتها خلال فترة عضويتهم في البرلمان؟

لكن ما يثير التساؤل هو: ما هي أساليب استعادة هذه الأموال؟ وهل هي شرعية؟ بالتأكيد لا، لأن المجلس ليس شركة استثمارية، وإن لم تكن شرعية، فكيف لمجلس تشريعي يمثله أناس خارقون للقانون، لا بل إنهم يمثلون مصالحهم على حساب لقمة المواطن، وبناء الوطن وازدهاره، فالفساد لايحارب بالفساد!.....

أسماء مكررة بشعارات براقة

نرى أن المرشحين لعضوية البرلمان أسماء مكررة، ألم يسألوا أنفسهم: ماذا أنجزوا وقدموا لخدمة الوطن خلال الدورة الماضية؟ في الوقت الذي كان فيه يراقب المواطن بشغف كامل جلساتهم على شاشة التلفاز، متأملاً أن يقدموا ما يخدم –بحق- سورية، وأبناءها؟

أجل ، إن هؤلاء لم يقدموا سوى أمور طفيفة، طلب منهم إبداء الرأي، فكيف لهم أن يعلنوا برامج براقة أو لم تكن برامجهم للدورات السابقة، وهذا ما يسمى تحديداً بالعامية (ضحكا ًعلى اللحى).



مرشحون دون برامج انتخابية

تقدم المرشحون لعملية الانتخاب، دون أن يتبنى معظمهم برامج انتخابية،فما الجدوى من هذا الترشيح و التركيز على الإطلالة التي يطلون بها علينا وينعموننا بها بصورهم على امتداد مساحة الوطن، ثم ماذا يمكنهم أن يقدموا فيما بعد وخاصة من تمكن منهم من الدخول للبرلمان وبطرق ملتوية.



وكلاء بالأجر

لا يخفى على أحد أن الشعب السوري بعامة من الطبقة الفقيرة و المتدنية،وهذا ما سهل على المرشحين شراء «الكثير من الناس وبخاصة طلبة الجامعات» أيام الانتخابات واستغلالهم لخدمة عمليتهم الانتخابية ،لقاء عرض مبلغ لا يستهان به،يفوق مدة عملهم، إلا أن المصيبة تكمن في حالة مرشحين اداروا وجوههم عن وكلائهم، خاصة بعد فشلهم في الانتخابات، فكيف لهذا المرشح لو نجح، لكان أكبر بؤرة فساد، يستغل منصباً حساساً.



سير العملية الانتخابية

رافقت عملية الانتخابات حالات فساد كبرى، ورشاوي، وتسهيلات أمنية، وبوجه الخصوص في الجزيرة السورية، حيث حدثت مشاكل كبيرة في محافظة الرقة، وأدى ذلك إلى تدخل قوى حفظ الأمن، ولولا تدخل العقلاء من أبناء المحافظة، لانفجر الوضع. وكذلك في محافظة الحسكة، حيث كانت قائمة الظل جاهزة، إضافة إلى قائمة الجبهة الوطنية، التي تتصدر بإرادة من الله ومحبة الشعب للفوز دائماً، دون أن يترك ولو مجرد مقعد واحد للمستقلين...!



آراء

ـ اللاذقية: الانتخابات مرسومة مسبقاً، وكانت الأمور جاهزة عموماً، وكانت طبخة على نار هادئة، ويؤسف القول إن غالبية المرشحين من دون برامج انتخابية، ويتجاهلون سبب ترشيحهم،وبرامجهم غالباً بعيدة كل البعد عن الشعب، وتركز همهم فيماذا يقدمه لنفسه، تحقيق مآربه الشخصية، مترفعاً عن عناء النزول للشارع وإلقاء مجرد كلمة للجماهير، وكانوا كأنهم في وادٍ آخر. ويحق القول لهذا المجلس إنه: مجلس غرفة تجارة عربية، واقتصادهم هو الذي يدعمهم، والمجلس بالنسبة لهم: مجلس قرارات تدر عليهم المكاسب....!



كلمة أخيرة

إن انتخابات هذه الدورة، حققت رقما عالياً في الخط البياني من خلال إثارة – العصبيات والنعرات القديمة- بل والنيل من الوحدة الوطنية، حيث جرى اعتماد أناس غير أكفياء من خلال قوائم الظل، منطلقين من حسابات عشائرية، وموالاتية، وهو ما أثر على رابط الوحدة الوطنية المطلوب في أعلى صوره في هذه المرحلة المحرجة من تاريخ سورية، كما يؤكد أحد المرشحين لنا، والذي يرى أن الواجب الوطني كان يدعو إلى عدم الإنحياز لأحد دون غيره، وعدم الوقوف في طريق بعضهم، ممن كانوا سيصلون إلى البرلمان ومعهم برامج وطنية تخدم الإنسان السوري الذي تمت قطيعة كبرى بينه ومجلس شعبه، للأسف، وكان يجب تفعيل العلاقة لا وأدها..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟