الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الكتابة؟!

عزيز الحاج

2007 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


سألني عدد من الأصدقاء عن أسباب امتناعي عن الكتابة منذ أسابيع.
الواقع أن حالة كهذه مرت علي في العام الماضي وعدت بعد إلحاح أعزاء.
الحالتان نتيجة ما أشعر به من مرارة ساخنة وإحباط وغضب لكل ما يجري اليوم في الوطن.
الإرهاب الصدامي والتكفيري تصاعد بوتيرة مذهلة رغم الخطط الأمنية المتعاقبة؛ وإن التدخل الخارجي، وخصوصا من إيران وسوريا ودول خليجية، مستمر رغم كل الوعود والمؤتمرات الإقليمية عن العراق؛
التطهير المذهبي لا يتوقف، وآخر ما أعلنته مصادر أمريكية مطلعة أن امرأة يصفونها ب"المرأة الحديدية" تقود، مع فريق من أعضاء ميليشيات وقوات شرطة بأوسع عمليات التطهير المذهبي. إن هذه المرأة، بحسب التقارير تعمل في مكتب السيد المالكي وتشغل منصبا عاليا في مكتبه! وعسى أن تكون التقارير الأمريكية غير دقيقة؟

هناك أيضا عما يجري حملة تطهير ديني متسعة، موجهة ضد المسيحيين والصابئة المندائيين، وفي مدن وأماكن ذات أكثرية سنية وشيعية معا، وآخر المعلومات عن تلك الحملة تهجير 15 عائلة من منطقة الدورة، التي يهيمن عليها الإرهابيون التكفيريون، بعد تخيير تلك العائلات بين اعتناق الإسلام أو ترك المنازل مع كل ما فيها. هذه العائلات تلجأ مؤقتا لبعض كنائس بغداد ولكنها تظل مهددة ما دامت الحكومة لا تكاد تلقي بالا لهذه المأساة المروعة؛ ووفقا لتقرير صحيفة الديلي تلغراف، فإن عشرات الآلاف بل ومئات الآلاف من مسيحيي بغداد "" إما فروا أو قتلوا"، وأن الحكومة العراقية "لا توفر لهم الحماية." وتنقل الصحيفة عن الأب بشار وردة من كلية اللاهوت التابعة لكنيسة القديس بطرس، والتي انتقلت من الدورة لبغداد إلى عين كاوة: "نخشى أن يكون لدى الحكومة العراقية نوع من التفاهم المشترك مع من يصدرون التهديدات، وهو أن المسيحيين لا مستقبل لهم في هذا البلد." ونقلا عن الأب ريمون مصلى، فإن الكنائس السبع في الدورة قد أغلقت أبوابها... وقطعت رؤوس التماثيل خارج كنائسنا. الناس يقتلون لا لشيء سوى دينهم."

حملة التطهير الدينية اندلعت في بغداد غداة التحرير وانتقلت للبصرة والجنوب ضد المسيحيين والمندائيين، وهي مندلعة بشراسة في الموصل ومناطق بغدادية ومنها الدورة.
إذن لماذا نفرح يا ترى؟! وبماذا؟؟ وهل أتاكم خبر الأكياس السود التي يوزعها الإسلاميون المتطرفون من المذهبين على النساء وإجبارهن على لبسها باسم الحجاب، كما كانت الحال مع الطالبان، حتى أن وضع النساء في إيران نفسها أقل سوءا من حيث نوع الحجاب، وليس طبعا من حيث مطاردة النساء حول ملابسهن وخنق كل حرياتهن وحقوقهن.
أما المليشيات التي وعد السيد المالكي مرارا بحلها فهي لا تزال قائمة، وكثيرون من أفرادها هم في سلك الشرطة مع استمرار تلقي التعليمات من أحزابهم. ولننظر لما يقترفه جيش المهدي الإرهابي في مناطق الجنوب من فتن مسلحة دامية يذهب المئات ضحايا لها، ومن مشاركتهم الفعالة مع الصداميين وبقية الإرهابيين في العدوان على قوات التحالف، التي لولاها لكان العراق قد تمزق تماما.
إذنْ، فلم الكتابة وإعادة ما كتبناه عشرات المرات، مع لفيف من خيرة الكتاب العراقيين على مدى السنوات القادمة، من أفكار ومقترحات اعتقدنا أنها صائبة وتجنب البلد كثيرا من المشاكل. ولكن لا قارئ ولا سامع!
لماذا العودة للكتابة إذا!!!
هذا ما نحاول الإجابة عليه في مقال تال.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيلين ديون تكشف عن صراعها من أجل الحياة في وثائقي مؤثر


.. -هراء عبثي-.. شاهد رد فعل مؤرخ أمريكي على الديمقراطيين الذين




.. نيويورك تايمز: تجاهل البيت الأبيض لعمر الرئيس بايدن أثار الج


.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مسعود بزشكيان




.. بزشكيان يحصل على 42 % من أصوات الناخبين بينما حصل جليلي على