الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صحافة ........ ومسح الاحذية

حسين خوشناو

2007 / 5 / 10
الصحافة والاعلام


ليس لي الا أن أقول للقارئ العزيز و للصحف و الزملاء الصحفيين والكتاب عذرا على العنوان فهو ليس عنوان مقال ، بل ربما يجوز أن يكون عنوان كتاب عن مهنة الصحافة ..
و كما تعرفون بان مهنة الصحافة كأي مهنة أخرى في العالم قد تعرضت إلى تشويه و اساءة من قبل دخلاء ليس لهم أي إلمام أو فهم في ألف ياء الصحافة وهم اليوم يتربعون على رأس محرري بعض الصحف التي تشبه النشرات المدرسية أو صحف الزرق والورق كما يحلوا للبعض تسميتها .
في تصريح صحفي للرئيس الروسي غورباتشوف قال أنه يتمنى زيادة الصحف لأنه وزوجته يستعملون صحف عديدة لمسح أحذيتهم .
قرأت هذه المقولة قبل سنوات وقد كانت مصدر استياء بالنسبة لي ، إذ رأيتها اهانة للكتاب والصحفيين والرأي الحر وخصوصا في عصرنا ، لكنني وبعد 12 عاما من العمل في المجال الصحافي تعلمت أكثر وتعرفت أكثر على هذه المهنة السامية بالرغم من متاعبها وكلما ازدادت معرفتي بها كلما ازددت تعلقا وحبا بها ، ليس لأنها مهنة مربحة كما يعتقد بعضهم أو من أجل الشهرة أو لغرض سياسي إنما لما تحمله من صفات و جواهر سامية هدفها الأول والأخير هي خدمة الإنسانية برمتها بعيدة كل البعد عن الربح والمكسب الذاتي والشخصي ، بعد هذه المدة الطويلة وجدت أن غورباتشوف كان على حق ، لكن في الوقت ذاته أجد أن بعض الصحف لا تصلح حتى لمسح الأحذية ، إذ أنها تزيدها وساخة !!.
يصعب الاتفاق على تعريف واحد للصحافة. ففي حين يعتبرها البعض "إنتاجاً صناعياً وخلقاً فكرياً في آن واحد" يعتبرها آخرون "مهنة مكرسة للصالح العام، ولفضح الألاعيب والشرور وعدم الكفاءة في الشؤون العامة. مهنة لا تؤثر الحزبية في ممارستها، بل تكون عادلة ومنصفة لأصحاب الآراء المعارضة"
لست هنا بصدد شرح مهنة الصحافة وجوانبها وأنواعها أو بصدد شرح وجوب أخلاق وشخصية الشخص الذي يعمل في هذا المجال ،بل أود أن أبين في هذا المقال المتواضع لكم بأننا حقا نعاني في استراليا في مجال الصحافة العربية النزيهة والمهنية وإنني رغم عملي في هذا المجال أومن باننا في استراليا لدينا صحف ، ولكننا لا نملك صحافة ولدينا العديد من الصحفيين والكتاب العاطلين عن العمل والإبداع ، إذ أنهم يعملون في مجالات ومهن بعيدة كل البعد عن مهنة الصحافة وهذا ليس بسبب التطور الهائل في مجال الانترنيت و الفضائيات وضعف الحركة الثقافية العربية أو بسبب قلة الكثافة السكانية ، بل بسبب عدم وجود صحافة نزيهة ومستقلة ذات خط واضح وإمكانات مادية تستطيع توفير أدنى مستوى لمعيشة الكاتب أو الصحفي ، وكما يقال بان الاعلام هو محرقة النقود ولضعف إمكانات الصحف العربية في استراليا وتكاليفها الباهظة أصبح لدينا صحف بلا صحفيين و كل ما هو موجود هي عبارة عن بعض المحاولات الفردية في نقل و نسخ المعلومة من الصحف و المواقع الانترنيتية بطرق شرعية وغير شرعية وتسويقها إلى القراء والذين قل عددهم إلى نسبة أقل من 3% .
أما سبب اختياري لعنوان المقال فهو رغم وجود العديد من الصحف العربية في استراليا لانجد الا اثنين أو ثلاث صحف تتمتع ببعض من المصداقية والنزاهة .ومجموعة قليلة من الصحفيين والكتاب المعروفين على مستوى استراليا والعالم العربي يتمتعون بمصداقية هذه المهنة أما باقي الصحف و العاملين فيها فهم ليسوا الا دخلاء على هذه المهنة وليست لهم أية علاقة بمفهومها ورسالتها وكأنهم في ( سوق الهرج) يحاولون تسويق بضاعتهم بكل الطرق حتى وان كانت تلك الطرق مبنية على أساس الكذب والخداع والتشويه والادعاء الباطل ، حيث نرى بين الفينة والأخرى أشخاصا وصحفا يدعون بأنهم وصحفهم يمثلون جالية من جاليات المجتمع الأسترالي و هم في مقدمة هذه الجالية ، وذلك لتسويق أنفسهم قبل صحفهم في هذا المجال وليس غريبا أن نرى بان جريدة يدعي أصحابها بأنها مستقلة تنقلب 380 درجة في ظرف 24 ساعة دون حياء أو خجل ليكون خط وسياسة الجريدة وضمائر أصحابها معروضين في مزاد سوق النخاسة وإلى من يدفع أكثر .
كل هذا وأكثر على حساب هذه المهنة السامية و على حساب القارئ. الطامة الكبرى ليس ببيع هؤلاء لأنفسهم مقابل حفنة من الدولارات ، بل لأنهم يحاولون إقناع الآخرين بأنهم من المفكرين والسياسيين و الصحفيين الشرفاء ووصل بهم الأمر الى مطالبة الناس بادخال هذه الصحف الى بيوتهم كي تكتسب هذه البيوت صفة الشرف ، وليس هذا وحسب ، بل يجب على الناس أن تقرأ صحفهم حرفا حرفا كي يحافظوا على شرفهم !!!
أما البيوت التي لا تدخلها تلك الصحيفة فأصحابها ليسوا شرفاء!!!
أ هذه هي مقاييس الشرف .. أ هذه هي الصحافة الحرة النزيه أم انها الدعارة بعينها وتعريفها .
أي منطق هذا الذي يقبل أن تكون قراءة جريدة مبتذلة قياس للشرف !! ولماذا هذا الاجحاف بحق المجتمع وبحق هذه المهنة !!
يبدو أن مقاييس الشرف قد تغيرت والا ما دخل الصحافة بشرف الناس ؟.

ان الصحافة وفي أول شروطها واخلاقياتها يجب ان تحترم حرية الرأي والفكر والاختيار للفرد ومن واجب الصحافة الدفاع عن تلك الحريات ولم تؤسس الا من أجل ذلك وتعريف حرية الرأي والفكر والاختيار معروف منذ القرن الثامن عشر أي قبل أكثر من 200 سنة ، فكيف يتجرأ شخص باسم الصحافة أن ينطق بهذه العبارات وأن يعتبر نفسة كاتبا وصحفيا يدافع عن حقوق الإنسان وحريته وحقوقه وهو لا يعرف شيئا منها .
الا ولعمري أن مهنة الصحافة بهذا الشكل و المنطق لهي دعارة مطلقة لا غبار على ذلك.
نحن على يقين تام أن غورباتشوف لو كان يعرف قراءة اللغة العربية وقرأ بعض الصحف العربية التي تصدر في استراليا هذه الأيام لتراجع عن قراره وأعتذر لحذائه وحذاء زوجته .
أما عن شرف الناس فأتركه للناس !!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف