الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشراكات الخاسرة

تقي الوزان

2007 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


العراق ساحة الصراع الرئيسية بين النظام الايراني والامريكان كما تؤكده الاحداث , وقد صبت أغلب الأخطاء التي رافقت الوجود الامريكي في العراق لصالح النظام الايراني , الذي أستغلها منذ اللحظة الأولى . ولعل أبرز أشكال هذا الاستغلال ان سفينة الحكومة العراقية غرزت في وحل المحاصصة الطائفية , وبات من الصعب عليها ان تتحرك بقواها الذاتية . وقد حاول مؤتمر " شرم الشيخ " ان يجند الطاقات الدولية لمساعدتها وسحبها الى مجرى المياه العميقة لتعاود مسيرها الطبيعي , واندفاعها في جريان نهر الحضارة والتطور , وأمل الوصول الى موانئ السلام الانساني . وقد فات المشرفين على حركة السفينة من امريكان ودول تحالف وامم متحدة أن أغلب بحارة السفينة لايعرفون العمل في السفن الحديثة , وأمضوا أغلب حياتهم في تجذيف الزوارق الصغيرة وسط السواقي والمستنقعات الضحلة , وادواتهم لاتتجاوز المردي والمجذاف والفالة التي يستخدمونها في صيد بعض الاسماك ليعتاشوا عليها في المياه الراكدة لضفة الشاطئ الايراني .
النظام الايراني عمل ما بوسعه لمد الجسور الى السفينة , ويحاول تجفيف المياه المحيطة بها لمنعها من الابحار مرة أخرى . وهذا هدف الضغوطات الكبيرة التي تمارس على حزب "الفضيلة" الذي رفض هذه السياسة وأصر على خروجه من قائمة "الائتلاف" , وهو الحزب الشيعي الابرز الذي لا يتمول من النظام الايراني كما تقول بعض المصادر الشيعية .
والقيادة القومية الكردية التي طغت عليها دفقات فرح الابحار في السفينة , واستنتجت في ظل عنفوان هذه المشاعر ان الميناء القادم هو ميناء الاستقلال القومي , وما عليها الا ان تحزم حقائبها وتتفق مع الاقوى من البحارة الذي يمكن ان يسيّر السفينة للوصول الى الميناء القادم, ولاعليها بباقي الرحلة . وتناست ان القوي من البحارة هو الأكثر تمسكاً بعدم سير السفينة , وأبقاءها منغرزة على شواطئ الجرف الايراني , لأن قوته يستمدها من تواجده على هذا الجرف . وليس من مصلحته مطلقاً الانطلاق في مسارات المياه العميقة والى عوالم الحضارة الجديدة التي لايستطيع ان يتنفس فيها .
وفات القيادة القومية الكردية ايضاً ان الميناء الآمن الذي يبحثون عنه هو في آخر مطاف الرحلة وليس في بدايتها , والمطلوب هو العمل على تقوية السفينة , والتعاون مع البحارة الاصلاء الذين هدفهم انجاز الرحلة لأنقاذ العراق والعراقيين . وليس مع المرتزقة والسراق والمجرمين والباحثين عن الجاه والأغتناء , سواء بأتكائهم على الجرف الايراني , أو على جرف الجرائم البعثية و"القاعدية" المدعوم من الأنظمة العربية الرسمية والهيئات التكفيرية . وعندها فقط يمكن مواصلة الطريق للوصول الى الميناء الأسلم الذي تبغيه التطلعات القومية المشروعة للشعب الكردي . ان الاعمال الدموية التي ترتكبها منظمة"جند الاسلام" السنية في كردستان , والتي تنطلق من الاراضي الايرانية كما اكدتها بعض المصادر الكردية, توضح ان الصراع هو بين العراقيين واعداء تطلعات العراقيين ومرتزقتهم .
والمالكي الربان الذي نأمل ان لاتصدعه كثرة الضغوطات المتصارعة , بين الراغبين في الابحار من الوطنيين العراقيين ومعهم المجتمع الدولي والامريكان , وبين البحارة الذين يختطفون السفينة ويبقونها راسية . ولاشك انها لحظة تاريخية صعبة, وتتطلب الافصاح الأكثر جرءة عن توجه الربان , ولا احد يشك بوطنية المالكي وتاريخه النظيف في مقارعة النظام المقبور طيلة العقود الماضية . الا ان الطبيعة المعقدة للصراع , والخوف من ارتكاب الأخطاء وتحمل مسؤولية دماء الابرياء , يضع اتخاذ القرار في تردد يكاد ان يكون عاجزاً في حسم الامور. الا ان الأمل يبقى معقوداً على قوة ادارة الربان للأزمة , واتخاذ القرارات الصائبة , وحشد الطاقات الخيرة للخروج من هذا المأزق الرهيب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق