الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتباس حراري أم احتباس عقلي؟

زيان محمد

2007 / 5 / 10
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


سرى في كل وسائل الإعلام العالمية، أنباء تدق ناقوس الخطر حول ظاهرة ايكولوجية تسمى الاحتباس الحراري، وهي تعني ارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة الغازات المحترقة(من الغاز والبترول)، لذا أعتقد أن الحديث عنها يسلب الألباب حتى ولو كان بدون تطبيقات بحثية، كما أنها ظاهرة غامضة جدا وتوحي بتساؤلات منهجية كثيرة، سنحاول تلخيصها قدر الإمكان بالموازاة مع أحوالنا في المجتمع العربي والعالمي.
أولا: بالنظر إلى هذه الظاهرة من الناحية الموضوعية، وبالنظر إلى المستجدات الإخبارية اليومية في الصحف والانترنت والتلفزيون، ووفق ما تم حصوله في غضون العشر سنوات الأخيرة، هو نتاج القلق المستمر منذ السبعينيات، بتوصل المختصين إلى بعض التنبؤات العلمية، انطلاقا من الوقائع(كثرة الكوارث الطبيعية)، لكن أيضا هناك في المقابل تطور وسائل الإعلام التي كانت غير موجودة في الماضي.
ثانيا: تبين للعلماء والمختصين أن للتلوث ثلاث أنواع أساسية، تلوث الهواء، تلوث الماء، وتلوث التربة، لذا صار الحديث عن البيئة ملهما للعديد من العلماء الايكولوجيا، والعمران والديموغرافيا والاجتماع والاقتصاد، فهو يمس كل المجتمعات، وبذلك الأفراد، فيؤثر على حياتهم بصورة مذهلة، لكن لم يتم التعامل مع الموضوع بصفة قطعية، نظرا لحساسيته التي قد تؤدي إلى التدخل في الشؤون السياسية للبلدان، واقتصادياتها.
لكن العمل المستمر للمنظمات غير الحكومية، والضغط المتزايد من قبل ما يسمى بالمجتمع المدني، خاصة بعد انعقاد ملتقى ريوديجانير وسنة1992، هو الذي وضع ملف التلوث البيئي للتشريح.
لم تعد السياسات البلدان تهم بقدر ما يهدد البشرية أمام هذا الشبح المخيف -حسب- كل وسائل الإعلام طبعا؟، لذا صدرت العديد من البحوث العلمية المرسمة في هذا الشأن، وعملت وكالات الأرصاد الجوية والجمعيات الرفق بالحيوان وحماية الغطاء النباتي على إذكاء صعوبة موقف السياسات المنتهجة، خاصة في البلدان المتقدمة التي تعاني من التلوث، لكن يجري تحويل التخوفات إلى دول العالم الثالث، ونقل الاهتمامات إلى أصغر بقعة في العالم(عولمة التلوث)، لتبدو الأرض في صورة كاريكاتورية، لدائرة ملتهبة، وما أدى أيضا إلى ظهور دراسات وهمية وعجائبية، تدعي إمكانية العيش في كواكب أخرى، وهي في غالبيتها تسعى لفرض إيديولوجية معينة، بالتركيز على الحلول المعجزة(أنظر السينما الأمريكية والأفلام المصورة في هذا الشأن).
ثالثا: كوننا نعيش في عالم تسوده الكراهية والعنف، والأطماع المتزايدة في التسلط بكل الوسائل المتاحة، يوحي تماما انعكاسات ذلك على المجتمعات المتقدمة والنامية، ماأدى إلى تقسيم العالم إلى عالمين متمايزين، عالم الشمال وعالم الجنوب، يحتكر الأول لنفسه الاختراعات والأبحاث العلمي الحديثة، وجزء ضئيل جدا يسمح الاطلاع عليه أو التعامل به(مثل الطاقة النووية أو الطاقات البديلة)، ويبين صراحة الموقف الرغبة في الحفاظ على امتيازات تملك التكنولوجيا.
رابعا: تحميل مسؤولية التلوث لإحراق الطاقة البترولية والغازية(التي تملكها الدول النامية)، التي نتج عنها طرح الغازات المضرة بالبيئة-حسب الخبراء- أهمها ثاني أكسيد الكربون، وكون مسألة البيئة عالمية، تعطي صلاحية التدخل السريع للحد والتقليل من آثار التلوث، وهذا تماما ما يحصل في العديد من الدول العالم الثالث، التي تتلقى الدعم المالي من قبل الشركات المتعددة الجنسيات الكبرى، ومراكز الدراسات والأرصاد الجوية، وصندوق حماية البيئة، وهدفها لا يقتصر على وضع مصفاة للغازات على سبيل المثال، بل يتعدى إلى أكثر من ذلك، ونركز على جانب الحفاظ على امتياز التملك وعامل التبعية.
خلاصة:
لا ننفي أن التلوث يؤثر على البشرية جمعاء، لذا فهو من صنع البشر، والمرجح أن ما يروج له عن الاحتباس الحراري كله ناتج عن الخيال المبالغ فيه، لأنها في الأخير ظاهرة طبيعية للغاية، إذ تتلقى الأرض الأشعة الشمسية لتسخين سطح الأرض، فقسم منها ينفذ إلى باطن الأرض، والقسم الآخر يعكس خارج الغلاف الجوي، لكن يحدث أن هذه الأشعة تصطدم بطبقة غازية تقوم باحتباسها في الداخل، فيؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، نتيجة لاختلال في التوازن البيئي، ومن نتائجها السلبية ذوبان الكتل الجليدية وهبوطها، وينتج عن هذا امتدادات الموجات الكبيرة(تسونامي)، وتنشيط البراكين والزلازل، والمتوقع انغمار بعض الجزر، وانخفاض درجة الحرارة في المناطق الساخنة، منها جزيرة العرب.
لكن كل هذه المظاهر لا تؤثر على حياة العربي المسلم، ولا تدعوه للخوف والريبة، استنادا للقرآن والسنة النبوية، ما يفسر أن هذا العالم يسير وفق ميزان مدبر، كما أن حتمية زواله واردة، ودليل كبير على حكمة الخالق في قوله تعالى(إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم، ويتفكرون في خلق السموات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)سورة آل عمران190-191.
ما يخشاه العالم المتقدم هو انقلاب الدورة: شمال جنوب إلى جنوب شمال، وهي آية من آيات الله الربانية، التي تدل على صدق نبوة الرسول(ص)، ومعجزة القرآن، وحقيقة دامغة تدحض كذب وبهتان النظريات التشاؤمية والحلول السحرية الغربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشهد مرعب يظهر ما حدث لشاحنة حاولت عبور نهر جارف في كينيا


.. شبح كورونا.. -أسترازينيكا- تعترف بآثار جانبية للقاحها | #الظ




.. تسبب الحريق في مقتله.. مسن مخمور يشعل النار في قاعة رقص في #


.. شاهد| كاميرا أمنية توثق عملية الطعن التي نفذها السائح التركي




.. الموت يهدد مرضى الفشل الكلوي بعد تدمير الاحتلال بمنى غسيل ال