الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر شرم الشيخ .. من الامن والسلام الى اطفاء الديون !

عماد الاخرس

2007 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


شرم الشيخ ..اسم لامع فى ميدان السياسه.. حيث احتضن الكثير من الشخصيات والوفود التى تقود السياسه العالميه عموما والعربيه خصوصا .. انه مكان هادىء تدور تحت اقبيته وبين خفاياه ذروة الصفقات و الاتفاقات لمختلف اشكال الصراعات التى تخص عالمنا الاسلامى والعربى
خصص هذا الميدان هذه المره لدول جوار العراق .. فماهى وجهة النظر العراقيه بما سيحققه هذا المؤتمر فى صلب الاحداث الساخنه التى تفتك بهذا البلد النفطى ذو التاريخ العريق والحضارات السته ؟
وفود من ستون دوله و منظمة عالميه بمختلف الوانهم ومناصبهم توافدوا على شرم الشيخ لحضور هذا اللقاء ليتدارسوا المصيبه العراقيه ! وكما يذاع علنا .. والحقيقه المره التى لابد ان اذكرها ان غالبيتهم ولااريد ان اقول جميعهم لاكون اكثر انصافا لهم اياد خفيه فيها
ويبقى العراق الجريح وشعبه ينتظرولوبعدم مبالاة نتائج ما سيقرره هذا المؤتمر والوجوده الجديده التى ستبصم على وثيقة عهد اخرى تضاف الى عشرات الوثائق التى تم توقيعها منذ سقوط النظام السابق والى يومنا هذا
اسئلة كثيره لابد من طرحها .. عسى ان نعثرفى اجوبتها على بصيص امل يثبت جدية هذه المؤتمرات ومصداقية الدول والساسه المشاركين فيها بعد ان وصلنا حد التخمه من مؤتمرات داخليه وخارجيه ولكن جميعها اسفا بلا جدوى ... ودليل ذلك التزايد التدريجى فى انهيار عراق السلام والحضارات
ابدأها .. ماهو الفرق بين هذا المؤتمر واخر المؤتمرات الذى كان يسمى بمؤتمر مكه ومالذى حققه مؤتمر مكه ومالذى سيحققه هذا المؤتمر ؟ كثرت المؤتمرات والعهود والعقود وكثر الاشخاص الذين بصموا عليها .. فمالذى جناه العراق وشعبه منها ومنهم غير المزيد من القتل والدمار ؟ كل الحضور جاء ليبرىء ذمته من مصيبة ما يدور فى الساحه العراقيه .. اذن فمن ياترى المسؤول ؟ الايبرهن التنازل المشروط عن مليارات الدولارات من الديون المترتبه بذمة العراق بان المؤتمرين لهم اغراضهم الخاصه فى الحضور والكل يحاول المقايضه عسى ان يحصل على الحصة الاكبر من الكعكه ؟ الايبرهن الازدياد التدريجى فى القتل والدمار وبعد كل مؤتمر عدم فاعليتها و انها اصبحت مجرد اماكن تعارف وولائم لتناول وجبات الطعام وليس لوضع حد لها ؟ تم انعقاد المؤتمر للبحث فى دور دول الجوار فى اعادة الامن والاستقرار للعراق ومنع تسرب المقاتلين الاجانب .. فهل الفشل فى التوصل الى تحقيق هذا الغرض سببا لانحراف المؤتمر ليكون مؤتمر اطفاء ديون ؟
ان المعلن عن اسباب انعقاد هذا المؤتمر هو ان الجميع جاء لرحمة هذا البلد وعودة السلام الى دار السلام .. ولكن الحقيقه هو ان الكل جاء ليحدد موقعه ودوره فى عجلة القتل والدمار ويحسب مقدار المنافع التى ستعود عليه باشكالها الاقتصاديه او السياسيه او الدينيه
نتائج المؤتمر قرارات هزيله وعبارات رنانة فتاكه مكرره اعتاد على صياغتها اشخاص مفبركين متخصصين يعيشون على فتات الولائم التى تقام فى هذه المهرجانات ليعود جميع الاطراف كل الى دار حقه ! متناسيا موت شعب مظلوم ضاعت عليه الحقيقه
اطفاء ديون فرضتها الامم المتحده بعشرات اضعاف حقيقتها لتكون سببا لاحقا فى تكبيل هذا البلد الغنى وضياع ثرواته وتشريد شعبه و الكل يعلم انه لاذنب له فيها سوى كونه كان يوما ضحية جهل الحكام وطغيانهم
وبدلا من الامن والسلام اصبح المؤتمر مهتما بموضوع الديون وكيفية اسقاطها وكل بدأ يفرض شروطه ، فروسيا تريد ان تضع يدها على حقول نفطيه والسعوديه تحاول التذرع باالاضطهاد المذهبى سببا لعدم التنازل عن الديون و التعامل مع الحكومه العراقيه ، اما سوريا وايران فبدأت تفرض شروطها على اميركا وتهددها بفتح الابواب للمقاتلين على مصراعيها لكى لاتكون هدفها اللاحق واخيرا تركيا التى تتربص الفرص بما يخص القرارات الصادره بحق مدينة كركوك العراقيه لكى تعلن تهديداتها خوفا من اقامة الدوله الكورديه
انها عينات لمواقف انانيه سواء من دول الجوار اوغيرها بدأ ت تفرزها الايام منذ سقوط نظام صدام .. اما صراخ العراق وشعبه فليس لها مجيب !
وتبقى المصيبه قائمه وستستمر حتى بعد الخطط الخمسيه المزيفه التى رسمها المؤتمر و ستسير من سىء الى اسوأ لان الجميع يفهم حقيقة مايجرى واسبابه ولكن لم يمتلك الجرأة الكافيه فى الطرح الصحيح الصريح لها .... ومادامت النوايا غير صادقه
ويبقى الاحتلال المدمر والغيرالمبرر رأس البلاء قائما .. و شعب العراق يحترق ويدفع ثمن السياسات الخاطئه فى تغيير الانظمه القمعيه اضافة الى استمرار هاجس الخوف من نهج الحكم الديموقراطى الجديد فى العراق ليكون سببا فى قتاله حتى افشاله ..
ان الانحراف الملموس فى المؤتمر عن الصراع الحقيقى واسبابه ليصبح سوقا للمزايدات خير دليل على بقائهما واقصد المصيبة والاحتلال
واخيرا فان خلاصة وجهة النظر العراقيه .. ان دول الجوار التى بنى عليها المؤتمر لايهمها القتل والدمار الذى يفتك بالعراق وشعبه بقدر مايهمها ابعاد مخططات الشر الاميركى عن حدودها ... لذا دفعت ثقلها فى الساحه العراقيه لتكون مكانا لتأديب اميركا لكى لاتعاود التفكير فى تنفيذ مثل هذه المخططات فى بلدانها
ويبقى العراق ارضا وشعبا ... هما الضحيه !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الكندية تعتدي بالضرب على متضامني غزة


.. طفلة فلسطينية تتلقى العلاج وحيدة بعد فقدان معظم أفراد أسرتها




.. بايدن يصر على خوض السباق الانتخابي رغم الأصوات التي تطالبه ب


.. -سأهزم دونالد ترامب مجددا في 2020-.. زلة لسان جديدة لبايدن |




.. في أول مقابلة بعد المناظرة.. بايدن: -واجهتني ليلة سيئة-