الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمراء الكلام في المشهد الفوضوي

أحمد زكارنه

2007 / 5 / 10
القضية الفلسطينية


صحيح أن أغلب دول العالم تشهد حالة فوضى عارمة، كل قطر على حده بمشاكله الداخلية الخاصة من جهة، وأزماته الإقليمية والدولية المشتركة من جهة أخرى، لكن الفارق الكامن ما بين تعاطينا نحن العرب وتعاطي الغرب مع الأزمات، أن لدى الغرب ثمة حراك دائم ومتطور نحو الخروج من أزماته وهو ما يمكن أن يطلق عليه عماد التفوق ، فيما نتقوقع نحن حول أزماتنا المتتالية حتى نصاب بحالة من التجمد المحكوم عليها سلفا بالهزيمة، فكما يقول أحد كبار الكتاب الغربيين إن الوقوف لا يكون إلا استسلاما لحصار أو تمهيدا لتراجع “.هذا الفارق ما يجعل الغرب يصنفنا بأننا أمة لا تجيد إلا الكلام ، ومعه في ذلك بعض الحق، فنحن بعدما أصابنا الوهن والخمول جراء سعينا الدؤوب وراء ملذات الحياة مضافا إليها العديد من المفاسد الاجتماعية والثقافية التي باتت تنخر كالسوس في مجتمعاتنا دون أية محاولة لترويض الغرائز، بعد ذلك كله هان علينا الشرف والوطن على حد سواء، فغاب الضمير في غفلة منا نتمنى من الله ألا تكون أبدية.

أمراء الكلام هذا الوصف الغربي لو وضعناه بجانب الشعار الأمريكي العسكري الأرعن مخالب النسر يتضح لنا مدى الهوة الساحقة ما بين الفاعل والمفعول به في زمن مضارع صفته الحديثة أنه زمن حرب الأفكار وهنا قد يقول قائل إن الأفكار والكلمات وجهان لعملة واحدة، بمعنى أن للكلام دورا هاما لا يجب إغفاله، نقول أجل للكلام دور هام ولكن معاق بلا إرادة طالما لم يترجم إلى أفعال ، لان الفعل وليس القول هو صانع الحقائق ما يؤكد نظرية أن البقاء للأقوى.والقوة هنا ليست مشروطة بالقوة العسكرية وإنما هناك أيضا القوة السياسية والقوة الثقافية والقوة الحضارية وقوة الإرادة خاصة وإن كانت مرتكزة على قوة الإيمان بالحقوق الوطنية بصرف النظر عن الاعتراف بالخطيئة أو الادعاء بالبراءة، فلكل منهما اعتباراته الخاصة سواء أكانت محقة أم خاطئة.أما وقد استفحلت حالة التردي العربي وحتى لا نتهاوى إلى الدرك الأسفل تحت مطارق الزمن، ستبقى الأسئلة الأكثر إثارة وأهمية، هل سنُبقى الظواهر الفكرية المدعومة بالثقافة والحضارة كما العلكة نبصقها كلاما مزركشا بعد ذوبان السكر عنها ؟؟ أم سنحول الأفكار والأقوال إلى أفعال ؟. وهل لنا أن نحافظ ولو معنويا على الحبل السُري الذي يربطنا بالحياة ؟ أم أننا سنقطعة مع أول صرخة يطلقها الجنين عندما يخرج إلى الحياة ؟. وهل يمكن في ظل هكذا ظروف دولية أن ننهض لننفض عنا رداء الهوان الذي فرضناه طوعا على أنفسنا ؟ أم أننا سنستكين ونستسلم لقدر نحن فيه مخيرون ولسنا مسيرين؟؟.

فالحقيقة التي يجب أن ندركها أننا لا نعيش حالة طارئة في التاريخ، فما من أمة على مدار التاريخ إلا وكانت تشعر أنها تعيش الاسوء في تاريخها.. وعليه ليس عيبا أن نكون أمة تجيد الكلام، لان اللغة في حد ذاتها خطاب، ولكن قيمة الخطاب تكمن في المضمون، فهل سندرك تلك الحقيقة لنتحدث بخطاب ذي قيمة؟ أم سنبقى أمراء لكلام بلا معنى ؟؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط