الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بقادة مثل هؤلاء، لاعتب على الاعداء

ابتسام يوسف الطاهر

2007 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


تعرضت بعض العوائل العربية التي لجات لمحافظات الشمال للطرد والضغط لاجبارها على الرحيل والعودة من حيث اتوا. هذا الخبر وصلني من بعض الاخوة الاكراد الذين عرفوا هذا الامر عن كثب بعد تعرض اصدقاء لهم لمثل تلك الممارسات.
لقد زرت احد محافظات العراق شمالا، او كردستان الجنوبية كما يريد دعاة الانفصال، في وقت صعب علينا رؤية بغداد وهي بين مخالب عصابات البعث. فرحتُ وشعرت بفخر وانا ارى احدى مدن بلادي تنعم بالخير والهدوء والامان ويضيف لها جمال الطبيعة غنى وبهاءا اخر يدعو للفخر والاعتزاز. وقد لاحظت الفرح بعيون بعض الاخوة الاكراد حين عرفوا اننا عرب من بغداد، ويهمسوا (في بغداد دكتاتور واحد ولكن هنا، اثنان) ولكن الحق يقال ان قادتهم بالرغم من انخراطهم بحرب ثنائية فيما بينهم ادت الى ازهاق الكثير من الارواح البريئة، لكنهم وعوا الدرس وقدموا الكثير لتلك المدن، على عكس بقية المحافظات التي عانت من حصار قاس وممارسات اجرامية دمرت البلد اقتصاديا واجتماعيا.
لذا استبشرنا خيرا حين انتخب السيد جلال طلباني رئيسا للعراق، على امل ان تنعم كل مدن العراق بما تتنعم به شقيقاتها في الشمال.
لكن الذي حصل ان الوضع تردى الى ماهو غير معقول في محافظات الوسط وبغداد بشكل خاص حيث اصبحت مستباحة من قبل كل اصناف المجرمين ممن يتخفون تحت اقنعة وهمية للجهاد او المقاومة او بشكل مكشوف لفصائل حاقدة اخرى تمارس القتل والتنكيل لكل ابناء العراق. وبعد ان صار كل عراقي مهدد ومشروع قتل لجأ بعضهم لبعض دول الجوار بالرغم من اغلبهم قد اغلق الابواب والشبابيك بوجه العراقي الذي بالامس القريب فتح لهم الابواب وآوى الالاف والملايين من جياعهم.
لذا فضّل البعض من العراقيين اللجوء لمدن الشمال أي كردستان العراق حفاظا على أرواحهم وأرواح أبنائهم بالرغم من المخاطر التي ترافق رحلتهم بعد انتشار قطاع الطرق ونقاط التفتيش الوهمية التي تترصد المتعبين من ابناء العراق لتمارس جهادها ضدهم لتحقيق ارباح من اختطافهم او قتلهم. مع ذلك هو أسهل من عذاب الغربة في دول الجوار، فهم سيبقوا في بلدهم كذلك لرخص عملية التنقل ولسهولة عودتهم لدورهم اذا ما صحت الضمائر يوما وتخلصوا من كابوس القتل العشوائي وكابوس الميليشيات متعددة الاشكال والاهداف والتي كلها تصب في صالح الاحتلال وتجار القتل والحروب.
بالرغم من الاستغلال الذي واجهوه، يواجهوا اليوم ماهو اصعب بمطالبتهم بالرحيل وترك مساكنهم.
اذا كنا رفعنا مذكرات الاحتجاج ضد الحكومة البريطانية ضد تغيير قوانين الهجرة واللجوء، ومطالبتها بتسهيل السبل امام العراقيين الهاربين من ذلك الجحيم المزمن؟ مع اننا لم نسمع منهم طرد او اخراج أي من اللاجئين.
فما الذي نقوله للقادة الاكراد، خاصة للسيد مسعود البرزاني المعروف بمواقفه الوطنية وقد صرح اكثر من مرة عن ترحيبه باستيعاب الوافدين الهاربين من ذلك الجحيم الذي يتسع يوما بعد اخر ليتجنبوا الاحتراق به بلا سبب ولاذنب؟. كيف نفسر تناقض تلك التصريحات مع مايحصل في الواقع، من طرد تلك العوائل ومطالبتها بترك مساكنها وهم لهم الحق بها كما هو بالنسبة لاخوتهم الاكراد، حيث هم في مدن هي جزء من وطنهم.
والا ماالفرق بين تلك الممارسات ومافعله الدكتاتور السابق حين اجبر البعض على الهجرة التي وقفنا ضدها وشجبناها كلنا في الثمانينات من القرن الماضي؟
وماالفرق بين تلك الممارسات اللا انسانية وبين مايفعله المجرمون في اللطيفية وغيرها من الذين يقتلوا كل من يمر من هناك ليحرموا الناس حتى من دفن موتاهم؟
انها ممارسات غير مسؤولة بل اجرامية وبعيدة عن كل الاعراف الدولية والانسانية والوطنية. ننتظر من القادة الاكراد تكذيب تلك الاخبار، وإدانة ومنع تلك الممارسات في الحال. والتوجه لمساعدة كل العراقيين بعيدا عن التعصب القومي والطائفي والسياسي، مع احترامنا لقلقهم وضرورة التاكد من عدم دخول المشكوك بهم ومنع كل العناصر المندسّة من الاشرار من عصابات القاعدة او عصابات النظام السابق.
فاذا كان اخوتنا ومن وطننا يفعلوا ذلك بنا فلا عتب اذن على الجيران.
هناك مثل انكليزي يقول with friends like these, who needs enemies " "
أي اذا كان المقربون على تلك الشاكلة، فلسنا بحاجة لاعداء.

8-5-2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في