الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هولير لا تحزني، إنه ليس إلا مخاض ولادة!!!

شيار محمد صالح

2007 / 5 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


صعق الشعب الكردي بخبر انفجار شاحنة محملة بأكثر من 800 كغ من المواد الشديدة الانفجار في مدينة هولير والتي راح ضحيتها عشرون شهيدا وعشرات الجرحى من المدنيين الكرد (رجالاً ونساءً وأطفالاً). وهي رسالة واضحة المعالم من إحدى المجموعات الارهابية التي لا يهدأ لها بال حين ترى الإعمار والتشييد وحركة النهوض تسير على قدم وساق في جنوب كردستان. فجنوب كردستان هي المنطقة الآمنة الوحيدة في العراق الذي يعيش حالة من الفلتان وعدم الاستقرار والتفجيرات والجثث مجهولة الهوية في كافة محافظاتها وهذا ما يثير حفيظة هؤلاء القتلة الذين يقتاتون من دماء الأبرياء ولا يسكرون إلآ على رائحة إشلاء الجثث المحترقة لشعب لا حول له ولا قوة.
هذه العملية الارهابية ليست إلا التعبير الواضح والصريح لوجه وحقيقة المجموعات المدعية للمقاومة تحت مسميات شتى ان كانت اسلاموية او قوموية تجتر معتقداتها وأفكارها من أعداء الكرد والانسانية أينما كانوا، فمثل هذه الاعمال الارهابية لا يقوم بها إلا من يتعلق بقشة ليتخلص من موته المحتم ونشر الخراب والدمار في كل مكان كما يقول المثل "عليَّ وعلى أعدائي" وبنفس الوقت تحقيق مقولة منظرهم وملهم عقيدتهم الدكتاتور المقبور صدام حسين حينما قال: "لن اسلم العراق، إلا أرض بلا شعب"، وها هم زبانيته المجرمون يحققون له امنيته في كافة أرض العراق من جنوبه إلى شماله، ومن شرقه حتى غربه. إذ ليس هناك شعب محدد او هدف محدد أمام الارهابيين فالكل سواسية بنظرهم ويجب قتلهم وتدمير كل شيء حتى يهدأ لهم بال.
اعداء الكرد كثر إن كانوا من المجموعات الارهابية التي تعمل في الداخل بأمرة من الخارج أو من دول الجوار الذين ينتهزون كل فرصة ويهددون فيه التجربة الجديدة في جنوب كردستان.
فهل لهذه التفجيرات صلة بالتهديدات الاخيرة التي أطلقها البعض للنيل من إرادة الكرد وعزيمتهم؟ هل هي رسالة من اجل اخضاع الكرد لأجندة التفرقة والتشتت التي يمررها أعداء الكرد؟ واسئلة كثيرة تبحث عن اجوبة لها بين أشلاء الشهداء وأمانيهم التي لم تتحقق في مثل هذا اليوم الربيعي.
ترشحت بعض الاخبار في الفترة الاخيرة عن نية بعض دول الجوار بارسال مجموعات ارهابية للقيام بعمليات انتحارية في بعض المدن من جنوب كردستان، وحسب تلك الانباء انه تم اعتقال بعض المجموعات التي اعترفت بأنها ارسلت للقيام بأعمال ارهابية من تفجير وقتل واعمال تخريب وأنهم تلقوا تدريباتهم في أحدى دول الجوار لزعزعة الأمن والاستقرار وحتى لفرض أجندتها على الحكومة الكردستانية في جنوب كردستان.
وبنفس اليوم تم الكشف عن العديد من العبوات الناسفة في مدينة السليمانية وكانت محضرة لتفجيرها وانه تم الكشف عنها في لحظاتها الاخيرة قبل التفجير وتم ابطالها ونزع فتيل تفجيرها وتجنيب الاهالي الكثير من الخسائر البشرية، هذه الاخبار المتقاطرة وفي هذه الفترة بالذات تنبأ بأن المجموعات الارهابية تبغي نقل الفوضى والقتل والدمار الى الجيب الكردستاني الامن وبذلك تكتمل عندهم سلسة العراق المهدد بالفوضى والخراب.
لكن هيهات لاعداء الكرد ان يصلوا لمبتغاهم فأرض كردستان وشعب كردستان لن ترهبهم ولن تفزعهم هذه الاعمال الارهابية، بل ستكون الخطوة الاولى لبناء جسدهم ولولادة جديدة. أنها ألآم المخاض لبناء جبهة كردستانية مترامية الأطراف لا تعرف الحدود السياسية. دول الجوار الكردي (تركيا، ايران، سوريا) المتشدقة بالديمقراطية والمدعية للأمن لا يهدأ لها بال بما يتطور في جنوب كردستان من حالة اعمار مترمية الأطراف. الكل يهدد هذا الجزء العزيز من كردستان فتركيا تهدد باجتياحه وتلوح بعصا الترهيب وايران تلوح بعمائم ولحى المجموعات الاسلامية الارهابية وسوريا تسير على نفس المنوال لهدم هذه التجربة الحديثة الولادة، حينها ليس أمام الكرد في كل الاجزاء سوى الالتحام ورص الصفوف أكثر وحثّ القيادات الكردية على بناء جبهة كردستانية لمواجهة التحديات وموازين القوى الجديدى التي يفرضها على الكرد القوى المتسلطة والحاكمة على كردستان.
الاستقرار الكردي الداخلي مرتبط ومرهون بشكل مباشر بمدى التعاضد والتماسك بين كافة الأجزاء من كردستان بغض النظر عن الحدود السياسية المصطنعة التي زرعها الاعداء في جسد الامة الكردية بغية تشتيتهم وتمزيقهم.
سؤال يفرض نفسه بإلحاح امام القيادات الكردستانية، هل من جبهة كردستانية في المنظور القريب لمواجهة هذه المستجدات والتحديات؟؟؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا