الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شالوم اورشليم الطريق الى السلام ج2

سلطان الرفاعي

2007 / 5 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


من شأن فكرة السلام ، وما سينتج عنها ، من مستقبل آمن وهادئ ، بعيدا عن ألم الحرب وتبعاتها . أن تسعدنا وتبهجنا وتحمسنا . إلا أننا نشك ونتردد ونحتار . فالفكرة تُرعبنا وكأنها هدية مفخخة . نريدها بكل قوانا ، وحين تُقدم الينا على طبق من ذهب ، نتردد ونتراجع ونرفضها . فارق غريب بين رغبتنا التي تتوق للسلام والخوف الغريزي الذي تُشعرنا به تلك الفكرة .
ما هو سر هذا التناقض ؟ إن سره يكمن بدون شك في أن السلام يقتضي المسؤولية والمواجهة ، وأننا نسعى الى تفاديها .
فكرة السلام ليست امتيازاً بل محنة .
نظن أنه من السهل علينا ، أن ننسى . لكننا ما أن نجد أنفسنا وحيدين مع ذواتنا لاتخاذ قرار السلام حتى نتراجع ، لأننا نشعر حينها بأن السلام حملُ ثقيل . إنه يهدد امان وجود منتظمِ جدا ، حيث يتم توقع جميع الأمور مسبقاً ، وحيث لا يكون علينا الا التسليم والانقياد . فالشعب السوري ، حتى لحظته ، لم يشارك أبداً ، بقرار مصيري ، يخص أمنه ووجوده ومستقبله ، وكل ما هناك قرارات سامية ، تصدر ؛ وعلى الشعب السوري التنفيذ ، فيما لو سُمح له ذلك حتى . وقد تكون اليوم فكرة السلام ، هي أول محك للشعب السوري لإبداء وجهة نظره ، بعيداً عن ضغط الدولة ، ورأيها المسبق . والأمل أن لا يُصبح الأمر مماحكة صعبة ، بين الدولة والشعب ، فيما لو أراد النظام الدخول بعملية سلام ، دون أخذ رأي الشعب ، فالنتيجة ستكون عكسية ؛ الشعب سيرفض لأن الدولة تريد . ولكن لو أن الأمر صدر عن الشعب ، ووعى الشعب الفوائد الناجمة عن المضي في هذا الطريق ، واتخذ قراره المؤلم بالمضي في طريق السلام ، وبالتالي لن يكون هناك مشكلة .، فيما لو نبع السلام من الشعب ، وليس فيما لو فرض عليه من القيادة .
الشعب الإسرائيلي ، وليس قيادته ، بدأ يرسل الرسائل ، والايحاءات ، باستعداده للسلام مع سوريا ، والجميع يتذكر قضية اللافتات التي ارتفعت في الشوارع الاسرائيلية ، من اجل الدعوة لقضاء عطلة في سوريا .

في الأدب الكلاسيكي ، نقرأ عن حمار بوريدان ، والذي مات أخيراً ، وهو جائعا وعطشاً ، مات وهو محتار بين رزمة تبنِ ودلو ماء . إنه لم يتوصل الى أن يقر هل عليه أن يبدأ بالأكل أم بالشرب .
ما أتعس الشعب الذي يقضي أفضل سني حياته وهو يتساءل عما يريد أن يفعل فيها ! فوجوده يترنح متردد على الدوام .

يقول بعض الشعب : نحن مع الحذر لا نحب المخاطرة . إذا أخطأنا يصيبنا الفشل والعار . فلنكن حذرين !
حذرين ؟ وماذا بعد ؟ الحذر هو المرواحة في المكان . قبول وضع راهن . منطق الشخص ، المواطن ، الموظف ، العامل ، المسؤول ، الذي لا يقرر البتة ، مخافة ارتكاب الخطأ ونيل اللوم . فإذا كان هؤلاء ينتظرون موعد رقادهم الأبدي بسلام وراحة واطمئنان ، فحقهم أن لا يفعلوا شيء . الحذر هو حكمة العجائز الذين أصبحت الحياة بكاملها وراءهم ، ولا يرجون شيء .
ويقول أكثر الشعب : ما مسخ الله أكثر من القرد ، ولن يكون الحال أسوأ أبداُ مع السلام .
المخاطرة بالسلام ملازمة للأمل بالمستقبل المضيء . وما من شيء مقرر سلفا ، ولا يمكننا عمل شيء بدون قليل من التضحية .
على الخوف من الفشل ألا يشلنا ويمنعنا من المخاطرة ومن الانطلاق ومن الإقدام على السلام
حكمة السلام : ((المحتارون يخسرون نصف حياتهم والحيويون يضاعفونها ))
سلام الشجعان : النصر للشجعان .
النصر هو لمن يجرؤ على الهجوم ، لمن يسبق ، لمن يهاجم ، وهذا يصح في فن الحرب ، كما يصح في فن السلم . من يبقى في الدفاع خائفا ً ، يكون واثقاً تقريباً من أنه سيخسر .
الشعب يقول اليوم في السلام :
لن نترك أحد يقرر لنا .في هذه النقطة .
لن نترك الظروف تجرنا وراءها .
لن ننتظر أن نموت لكي نتقدم .
لن نقبل أن نبقى بحالة عداء الى الأبد .
لن نقبل أن نُقمع بحجة العدو.
لن نقبل أن نُسرق بحجة العدو .
لن نقبل أن نقطع عن فم أولادنا بحجة المجهود الحربي

شالوم اورشليم
الطريق الى السلام
الجزء الثاني .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قارورة مياه تصيب رأس #دجوكوفيتش بعد تأهّله


.. الداخلية العراقية تؤكد عزمها ملاحقة عصابات الجريمة المنظمة ف




.. مخاوف من تلف المواد الغذائية العالقة أمام معبر رفح بسبب استم


.. واشنطن تنتقد طريقة استخدام إسرائيل لأسلحة أميركية في غزة




.. قصف وإطلاق نار مستمر في حي الزيتون جنوب مدينة غزة