الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوق أربعاء الغرب: من وراء إقبار مهرجان المدينة؟.

خالد ديمال

2007 / 5 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


كان من المفترض أن يتم تنظيم مهرجان بالمدينة ، بتنسيق بين كل من حزب العدالة والتنمية وحزب التقدم والإشتراكية ، لكن كان مصير هذا المهرجان هو المنع . وفي سياق هذا الحدث – أي المنع-،أثير التساؤل حول من له المصلحة في إقبار مهرجان المدينة .وتوزعت الإتهامات بين باشا المدينة ورئيس المجلس البلدي،وبطبيعة الحال تصعب الإجابة،لأن الموضوعية تفترض قراءة للتكتيكات المحتملة والمتحكمة في قرار المنع .

بالنسبة للتاكتيك الأول : السماح لحزب العدالة والتنمية بإجراء المهرجان في وقته ووفق الشروط المنصوص عليها في دفتر التحملات .هذا التاكتيك كان يروم خلق شرخ بين العدالة و التنمية و قاعدتها الإقتصادية- البورجوازية السوسية – على اعتبار أن هذه الأخيرة ستتضرر من المهرجان .

وكان أصحاب هذا الطرح يؤسسون لتصور استراتيجي يروم فك الإرتباط بين البورجوازية والعدالة والتنمية بالمدينة ،حتى ولو كان على المستوى التاكتيكي يخدم – أي المهرجان – مصلحة العدالة والتنمية في استقطاب زبناء جدد خارج إطار المتعاطفين مع الحزب .

أما بالنسبة للتاكتيك الثاني: فمحكوم بخلفية انتخابية صرفة ،حيث سعى إلى الركوب على عارضة التجار واعتبارها شماعة المنع ،وبالتالي إرضاء البورجوازية السوسية ،وفي نفس الآن تطويق جماهيرية حزب العدالة والتنمية .

هذا دون أن ننسى أن هذا المنع محكوم بخلفية التحضير للإنتخابات البرلمانية خصوصا إذا علمنا أن حزب التقدم والإشتراكية حليف العدالة والتنمية في تنظيم المهرجان انتزع التزكية من رئيس المجلس البلدي ،والذي سبق له أن أخذ الرئاسة بتزكية من نفس الحزب أثناء تشكيل المجلس بعدما كان قد ربح الإنتخابات باسم حزب "السار وت" وتزكية التقدم والإشتراكية تم منحها لأحد أشد المنافسين وهو بالمناسبة رئيس مجلس قروي وله امتداد في البادية – الشاوي-.

وإذا علمنا أن هذا المهرجان هو من تنظيم التقدم والإشتراكية والعدالة والتنمية يمكن للقارئ أن يفهم ببساطة خلفيات المنع على اعتبار أن العدالة والتنمية لها شعبية ،ومن المنتظر أن تحقق المفاجئة.

ومن هنا يمكن تفسير الحيثيات التي اعتمد عليها الرئيس لعدم موافقته على المهرجان، أولها عارضة استنكارية تقدم بها تجار المدينة على اعتبار أن المهرجان سيتضمن معارض لملابس من تنظيم صينيين، وبالتالي سيتضرر التجار.في حين أن الخلفية الحقيقية هي حجب التعريف بالمدينة على اعتبار الطابع الوطني للمهرجان – حضور الإعلام – لأنه سيعري واقع المدينة – غياب الطرقات ،البيئة ،البنيات التحتية – وخير دليل الكولسة على عدم تصوير برنامج "أبواب المدينة " للمجال الحضري للمدينة.

وهنا يبرز دهاء من خطط لهذا المنع ،لدرجة أن العارفين بالأمور أكدوا أن رئيس المجلس البلدي بسوق أربعاء الغرب كان مجرد أداة .وفي هذا السياق يأتي الحديث عن كون رئيس المجلس مجرد أرنب سباق انتخابي ،خصوصا إذا علمنا أن المستفيد الأول من المنع هو حزب الإستقلال لأنه بدا فوق الصراعات، أهله موقعه هذا على إعادة تشكيل المشهد السياسي محليا ،وبالتالي التحكم في ميزان القوى.فهل هي بداية التحالف بين حزب الإستقلال ورئيس المجلس البلدي كرد موضوعي على تحالف التقدم والإشتراكية والعدالة والتنمية ؟ ألا يمكن اعتبار منع المهرجان بداية لفك الارتباط بين العدالة والتنمية والتقدم والإشتراكية ؟ وبالتالي إعادة الدفء للعلاقة بين الإستقلال والعدالة والتنمية ؟

إن قرار المنع هو قرار سياسي – والمتضرر الأول والأخير – هو التنمية بالمدينة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة