الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نضال نعيسة ...والشاطر أحمد

زياد أبوالهيجاء

2007 / 5 / 12
الصحافة والاعلام


أحبط نضال نعيسة , مقالا كان يتركب في مخيلني , لينشر فور انتهاء اتجاهه المعاكس , فقد توقعت نزالا مع أحد رموز الظلام , ينتصر فيه منطق نضال , العلماني الليبرالي , على منطق تخلف يلعب برشاقة فوق حبال الخطابة , ولم أكن أعرف قبل بدء الحلقة من هو فارسها الاخر.
ومع أن نضالا رزق بخصم ضعيف , مبالغ في ادعاء صفة تمثيلية مضحكة لاثنين وخمسين مليون طالب عربي, حسب زعمه , فانه – نضال- أحبط أيضا , مناصريه الكثيرين الذين تابعوا الحلقة , ولم يكن أداءه الفضائي بمثل كتاباته المتألقة , وربما كانت الظروف المحيطة بمكان البث من تدمر بسورية , على صلة بعجزه عن استخدام أسلحته الكاملة , وربما كانت خطابة الخصم المتسمة بالجعجعة أو ملابسه التي تذكر بالمسلسلات التراثية سببا في ذلك .

في مشهد افتتاح المنازلة , كان نضال عاديا , عصريا , مستعدا لجولة من الصبر , وكان الديك المعاكس , يرتدي لباسا غريبا , هو خليط من لباس ليبي أو تونسي , مع كوفية فلسطينية – عراقية , ومتسلحا بمستمسكات هي عبارة عن مقالات لنضال نعيسة المنتشرة في الشبكة العنكبوتية, ويقول أنه طالب جامعي, رغم أن عمره ينفي عنه هذه الصفة , التي رتبها بالتأكيد , ليواصل رئاسته لاتحاد وهمي تنفق عليه بعض الحكومات العربية , وهو مايسمى بالاتحاد العام للطلبة العرب , اتحاد تم تلفيقه دائما بتفاهم العواصم " القومية "...التي ترعى اتحادات وطنية وقومية , أكثرها سخافة اتحادات الطلبة , ولاسيما قيادتها المتفرغة لاصدار بيانات الشجب والاستنكار والتأييد , دون أن تعير الدراسة الجامعية أي اهتمام , فمن يرأس اتحادا طلابيا , يكون عادة متكرر الرسوب , ومهتم فقط باعادة تسجيله السنوي ليحظى بصفة طالب , التي تتيح له الزعامة والسفر وراتبا شهريا لابأس به , ويتم أحيانا اختيار شخص " مناسب " ممن يعدون للماجستير أو الدكتوراة , فتشجعه أجهزة أمنية رسمية على الكفاح !
لقد كرر أحمد مبارك الشاطر , صفته التمثيلية المزعومة , عدة مرات , مذكرا نعيسة بنه لايمثل الا نفسه ! ولم يرد نضال على ذلك , بل انه بدا موافقا ... مع أن حسن الاْداء , كان يتطلب تعرية الشاطر من صفته التي بالغ في الاعتزاز بها..وكان ينبغي أن يسأل عن مصادر تمويل اتحاده..هل هي من اشتراكات يقتطعها الطلبة الاْعضاء – ان كان هناك أعضاء أصلا – من مصروف الجيب الذي يتكرم به الاْباء؟ أم أنها موازنات رسمية من بعض أجهزة المخابرات العربية؟
ادعى الشاطر أن الوطن العربي جاذب لطاقات بنيه , وزعم أن ملايين الطلبة العرب يصطفون خلفه لتحرير فلسطين والعراق ,وذات لحظة شعر فيها شاطرنا بالضعف , لم يجد أمامه سوى تحريض أرعن مكشوف ضد الكاتب السوري المقبم في بلده سوريا, فقال لنضال : أنت تشتم سوريا ..أنت تكره بلدك وأمتك !
وكنت أتمنى , لو أن نضالا , دعا الشاطر لكشف حساب بسيط , عن تمويله الشخصي وعن تمويل منظماته وعن التكاليف الباهظة لمهرجانات التضامن التي يحضر المشاركون فيها بالطائرات ويقطنون الفنادق الراقية .
وتقبل الجامعات العربية العريقة التي تغنى الشاطر بمجدها الزائف , تبرير غياب هؤلاء الطلبة بقبول أوراق من اتحاداتهم المناضلة تفيد بأنهم تغيبوا لاْسباب كفاحية !
واذ تحدث الديك المعتز عن عبقرية الشباب العربي في دول المهجر " الكافرة "...وابداعاتهم العلمية , فانه لم يقل لنا لماذا لاتظهر هذه المواهب والطاقات في بلداننا الجاذبة ! ولماذا تزدهر فقط في تلك البلدان التي يلح خطيب الجمعة على الله ليخسف بها الاْرض , ويأخذ شعوبها الشريرة , أخذ عزيز مقتدر.وهي تلك البلدان التي لايرى الشاطر من مهمة لها , سوى تدمير هويتنا وثقافتنا والتغرير بشبابنا , وتلك كذبة واسعة الانتشار في مجتمعنا العربي , تلقى التأييد من النظام الرسمي , ومن المعارضة الكلاسيكية بشقيها القومي والاسلامي, وهي لاتهدف الا لاقناع العرب , بأنهم يعيشون في فردوس يحسدهم عليه العلوج , وأن أي تغيير , سيفتح ثغرة في حصننا الكرتوني المنيع , سيما حين يتعلق الاْمر بالديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان .

لقد تفوق نضال نعيسة , بالنقاط التي لم يسجلها , بل سجلها خصمه على نفسه , فكان انتصارا بلا ثمن يذكر , ومازلنا بانتظار ضربات علمية قوية للفكر الظلامي , شريطة أن تفصل بين العروبة كشعور بالانتماء وبين بقالات الشعارات الفارغة , وبين الاسلام كحاجة فردية وجماعية وهوية ثقافية , وبين تلك الاْطنان من الفقه المزيف التي تثقل الوعي , وتكبل الفكر والارادة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف ستؤثر شهادة مايكل كوهين في مسار قضية ترامب؟| #أميركا_الي


.. العضو المنتدب في شركة ألفا أدفايسوري: طرح ألف للتعليم في سو




.. بعد مجزرة رفح.. محللون إسرائيليون يحددون ثلاث سيناريوهات محت


.. شركة تركية للطاقة تبيع حصصها في إسرائيل تحت ضغط شعبي




.. الأهم منذ 30 عاما.. بدء عملية الاقتراع في الانتخابات البرلما