الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول قضية -المس بالمقدسات-

و. السرغيني

2007 / 5 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


أثارت قضية "المس بالمقدسات" التي يحاكم بسببها العديد من المناضلين اليساريين بمدن أكادير و القصر الكبير ـ حوالي عشرة ـ زيادة على العديد من المتابعات التي ما زالت جارية في حق آخرين بنفس التهمة.. العديد من النقاشات في صفوف اليساريين و "الحقوقيين" حول الموقف مما يسمى "بالمقدسات" و حول المبادئ و الثوابت التي لا يجب التنازل عنها رغم كل الظروف و رغم كل مضاعفات السياسة القمعية التي يمارسها النظام القائم بالمغرب ضد المناضلين اليساريين.
و إذا كانت "المقدسات" في منطق و قانون الدولة و تشريعاتها، تعني النظام المَلكي و دولته الإسلامية ذات المذهب المالكي و أمير مؤمنيها الملك ثم الوحدة الترابية بما يعنيه الاعتراض عن حق الشعب الصحراوي في الانفصال و إقامة دولته المستقلة.. فهل من مقدسات في منطق و ثقافة اليساريين و "الحقوقيين"؟
أعتقد أن بعض التصريحات التي جابت الصحف باسم بعض المناضلين "الحقوقيين" و أساسا الرئيس السابق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان و كذا بعض المناضلين المسؤولين بفروع الجمعية، الذين ينتمون في غالبهم لحزب "النهج الديمقراطي".. تستوجب النقاش بجدية. و إذا كنا نود فتح هذا النقاش فليس من باب المزايدة و لا من باب إثقال ملفات المحاكمة التي يبدو أن أصحابها قد تنازلوا نهائيا عن حقهم في "المس بالمقدسات" و لا نعلم هل سيصرحون بعدها بالقبول و الدفاع عن "المقدسات" أم ماذا؟
فهل يحق لليساري الاشتراكي و الجمهوري الحقوقي أن يتنازل عن مواقفه و يداريها بشتى التبريرات من هنا و هناك؟ و هل يحق لرئيس جمعية حقوقية أن يراوغ في الدفاع عن الحق في الرأي و التعبير السياسيين بطريقة مبطنة لن تفضي سوى لتكميم الأفواه و لمصادرة الرأي؟
فبعيدا عن أية مزايدة نقول و نجدد القول بأن المغرب يعج بالشيوعيين الشباب و الكهول، المناهضين للمَلكية كشكل بائد للحكم، منهم من يناضل من أجل الجمهورية الديمقراطية الشعبية و منهم من يناضل من أجل الجمهورية الاشتراكية.. مناضلون عبروا ما مرة عن مواقفهم و أطروحاتهم من خلال المقالات و الندوات.. و من خلال التصريحات داخل مخافر الشرطة و المحاكمات..الخ
مناضلون ما زالت عطاءاتهم بادية للعيان و ما زال ينبوع قدراتهم لم ينضب، مستعدون للتضحية في أي وقت و غير مستعدين للارتهان لتخريجات المتراجعين و المرتدين تحت وصفات "المسامح كريم" أو "أن التهمة مجرد تلفيق ليس إلاٌ"!
فالسياسة اليسارية و خصوصا الماركسية اللينينية مسؤولية و من يشك و يشكك في مواقفه و آرائه و مرجعيته فلا مكان له في النضال اليساري بل نعتبره غير مبدئي و انتهازي منافق.. و عدا هذا لن تسترجع الحركة الاشتراكية مصداقيتها و ستبقى عرضة للصبيانية القاتلة المشحونة بالمزايدات و الثوروية الكاذبة.. فمن غير المقبول أن ترفع الشعارات عن الهوية الماركسية اللينينية و الجمهورية و الاشتراكية.. ليتم التنازل عنها بعد أول استنطاق.. كما أنه من غير المعقول أن تجد "الزعماء الماركسيين اللينينيين" يتسابقون و يتنافسون على مباريات و امتحانات الشرطة و الدرك و حراس السجن و حراس الأمن الخاص..الخ
فهل أصاب حركتنا التلف؟ هل تنصلنا من تاريخنا و مناضلينا و شهداءنا و أساتذتنا الذين قدموا التصريحات المبدئية المشرفة في المحاكم و المعتقلات؟ هل نسينا أستاذنا الكبير ماركس الذي فقد أبناءه بسبب الجوع دون أن يتنازل عن آراءه بسبب وظيفة حقيرة؟ هل نسينا أبطال الحملم الذين التحقوا بالمعامل و ببوابات المعامل عوض القبول بوظائف تبعدهم عن مهمة الارتباط بالطبقة العاملة و بمشروعها الثوري الاشتراكي؟
كلا، فبالرغم من الانزلاقات و من بعض النتوءات هنا و هناك فما زال جسم الحملم قادر على العطاء و ما زالت الأصوات الماركسية جادة في تقويم و تصليب عود الحركة و تقديم عملها إلى الأمام.
فما من مبرر لإعلان التراجعات الآن و التنصل من أي موقف مبدئي يحفظ للمناضل شرف الانتماء.. خاصة و أن هذه السنة قد عرفت العديد من الاعتقالات و المحاكمات بسبب الرأي و الموقف من "المقدسات"، سواء الموقف من المَلكية و من النظام المَلكي أو فيما يخص الموقف من قضية الصحراء.
و بهذه المناسبة نعلن تضامننا المبدئي مع كل المعتقلين بصدد هذا الموقف أو ذاك. منددين بكل مس في مجال الحريات في الرأي و التعبير.. داعين الرفاق مناضلي و مناضلات الحملم بفتح النقاش حول جميع القضايا الجوهرية و قضايا الصراع الفكري و السياسي من أجل الخروج برؤية موحدة و بممارسة منضبطة تقطع الطريق على المتزايدين و المشعوذين باسم الهوية الماركسية اللينينية و باسم "القيم الحقوقية" و باسم "النضال الحقوقي" المتراجع أمام أول امتحان.

و. السرغيني
08/05/2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة