الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسطورة هندوسية حديثة جداً!

شيرين يوسف

2007 / 5 / 18
الادب والفن


يوبخها كثيرا كلما يراها تتناول تلك السكاكر الرخيصة بشره؛ فبحفنة من تلك الحلوى أصبحت سجينة جدران قصره، و يوبخها أيضا ً كلما احتضنت في المساء دمية صنعتها من قديم قمصانه؛ فبدمية بلاستيكية اقتات سنوات عمرها، و يوبخها كذلك حين تصطنع من حذائه خفا ً لبائع السجاد الحافي القدمين؛ فبإبرتها تلك كانت تحيك له الخرز على حذائه المخملي، فهي حين صعدت درجات سلمه لم تدرك أن كل ما تحمله من ذاكرة هو مجرد أحوال عادية لفتاة فقيرة تحيا في بيت من خشب بسقف موارب تزوره الشمس طوال الصيف و تغسله الأمطار بشرارها اللاسع في الشتاء، ظل طوال عامين يسعل من رائحة بخورها و في الثالث قرر حرق كل أشجار الصندل و حين مرض في العام الرابع نظر نظرة إلى عينيها و قال: إني أموت...
فبدأت في لم شمل شتاتها و حزمت حقائب الانتظار و بدأت في تشييع جنازة السنوات الأربع و أوصت البستاني أن يعاود زراعة الصندل في حديقة القصر، و لعام كامل ظل الأطباء يتوافدوا من فجاج الأرض من كل حدب و صوب لمحاولة فك طلاسم مرضه، إلى أن جاء في نهاية العام الثالث لمرضه ساحر هندي وصف له شراب مما ينبت في جوف شجرة الصندل، طال البحث عن شجرة صندل في المدينة دون فائدة؛ فقراره بقطع جميع أشجار الصندل و منع زراعتها كان كافيا ً لإبادة أشجار الصندل في المدينة إبادة جماعية، و قد خلت المدينة إلا من واحدة تلك التي شرعت زوجته في زراعتها يوم علمت بمرضه، إلا أنها لم توافق على قطعها معللة الأمر بأن الأعوام العشر اللازمة لإتمام نضجها لم ينقض منها سوى خمسة أعوام فقط، و لخمسة أعوام أخرى ظلت "اشوريا"الزوجة تعتني بشجرة الصندل و تكافيء البستاني كلما زاد طولها، و الساحر الهندي يسافر و يعود كل عام ليتابع حالة الأمير و يتلو الصلوات الهندوسية فوق رأسه، إلى أن انقضى العام العاشر وحان وقت قطاف قلب شجرة الصندل بعد أن أينعت، و حين سقط الفأس الأول عليها أنت الشجرة بخفوت شديد فابتعد الساحر عنها و تلي بعض الطلاسم و عاود ذبحها إلا أن أنينها اخذ يعلو أكثر فأكثر، فقرر الابتعاد عنها و ذهب ليخبر الأمير بالقصة بينما بدأت "اشوريا"في استمالة أهل المدينة نحوها مذكره إياهم بقرار الأمير بإبادة أشجار الصندل فانقلب الشعب عليه و قتله، و حان موعد حرق الجثة في فناء القصر مما اقتدى ضرورة قطع شجرة الصندل لاستخدام أخشابها لحرق الجثة كما كان متبع في عقيدة الأمير، و لم تئن الشجرة هذه المرة و حين انشطرت إلى نصفين خرج من جوفها البستاني و انكشف الأمر عن شجرة صندل وهمية و فضح البستاني أمر "اشوريا" التي أوصته بزراعتها و علم الأمير بالأمر وقد اتفق معه على خداعها بهيكل شجرة صندل مما اقتلعه يوم اختنق من بخورها الذي سبب له هذا المرض الغامض و الذي أدرك منذ اليوم الأول لإصابته به أنه ميت لا محالة، و علم أن زوجته أمرت بزراعة الصندل لحرق جثته يوم وفاته، فما كان من أهل المدينة إلا أن قاموا بقتل "اشوريا" و حرقها مع الأمير على ذات المحفة بأخشاب شجرة الصندل الزائفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07


.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب




.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج


.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت




.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال