الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شتّان ما بين الموقف الانساني والعهر السياسي

الاتحاد

2003 / 9 / 2
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


كلمة <<الاتحاد>>:

الخميس 2003-08-28
يقوم رئيس بلدية نيويورك مايكيل بلومبرغ، هذه الايام بزيارة الى البلاد، وخاصة الى القدس حتى يعبر - كما يقول - عن تماثله وتضامنه مع مصاب أهل القدس ومواطني الدولة بعد الحادث التفجيري الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى من الناس الأبرياء.
وبرأينا انه من الانسانية بمكان التضامن مع الناس الابرياء من المدنيين ضحايا اعمال اجرامية لا مبرر لها انسانيًا واخلاقيًا وسياسيًا. ولكننا نعتقد ونؤكد انه ليس من الانسانية بمكان الكيل والقياس بمكيالين في قضايا متشابهة، واللجوء الى معايير مختلفة للتمييز في الموقف بين ضحية وضحية. وشتان ما بين الموقف الانساني الذي ينطلق للتضامن دفاعًا عن انسانية الانسان، مهما كانت هوية انتمائه القومي او الاثني او الطائفي، الذي يتعرض لعدوان آثم لا مبرر له ووقع ضحية "ككبش فداء" وبين موقف أبعد ما يكون عن الانسانية بمكان، ولا يمكن تفسيره الا بموقف العهر السياسي الذي يتسربل بثوب الانسانية لاخفاء حقيقة اهدافه ومصالحه السياسية الانانية.
فلو كان المستر بلومبرغ انسانيًا حقًا وجاء للتضامن مع من طحنتهم وقصفت أعمارهم ماكنة الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني ظلمًا وعدوانًا لكان عليه ان لا يفرق بين ضحية وضحية، ولكان عبر عن تضامنه، اضافة عن زيارة وتفقد احوال الجرحى في مستشفى هداسا عين كارم في القدس ضحايا العملية التفجيرية في القدس، بزيارة تضامنية الى مستشفيات المناطق الفلسطينية المحتلة التي تعج أسرّتها بالجرحى والمصابين الفلسطينيين من المدنيين الابرياء، من الاطفال والنساء والشباب والعجّز، ضحايا جرائم القصف والعدوان الاحتلالي الاسرائيلي!
وفي الواقع فإننا لا نتوقع من حليف الصهيونية واللوبي اليهودي الصهيوني في نيويورك ان يتبنى موقفًا انسانيًا متوازنًا وعادلاً. فموقف بلومبرغ مثل موقف رئيسه جورج دبليو بوش يدخل في تحديد طابعه ومعالمه الاخذ في الحساب ايضًا ماذا سيكون موقف اللوبي الصهيوني. ولا نتجاهل قوة تأثير الجالية اليهودية الكبيرة والنفوذ الصهيوني الكبير في نيويورك والتزلّف لكسب رضاهما وتأييدهما ودعمهما حتى يصبح اي كان عمدة مدينة او في اي منصب عالي المستوى. هذا اضافة الى تساوق المصالح بين طرفي التحالف الاستراتيجي العدواني الامريكي - الاسرائيلي الصهيوني. فهل سمعتم يومًا ان الادارة الامريكية دانت او استنكرت الجرائم التي يرتكبها جند الاحتلال الاسرائيلي وعصابات مستوطنيه يوميًا ضد المدنيين الفلسطينيين، ضد الاطفال والنساء والرجال، وضد معاناة الفلسطينيين عند حواجز القهر والاذلال؟ هل سمعتم ادانة امريكية رسمية لقصف طائرات ومروحيات ودبابات وصواريخ المحتل لأحياء فلسطينية آهلة بالسكان تُنزل القتل والموت والدمار بسكانها وبمساكنها وبممتلكاتها. لم تسمعوا سوى الادانة الامريكية للضحية الفلسطينية.
إن الموقف الاحادي الجانب والمنحاز بشكل سافر الى جانب طرف المعتدي لا يخدم ابدًا مصلحة الكفاح لوقف نزيف الدم الذي يعاني منه كلا الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني، وموقف عمدة نيويورك كموقف رئيس ادارة عولمة الارهاب والجرائم الامريكية، أبعد ما يكون عن الانسانية بمكان. ومن يكيل بمكيالين لا يمكن ان يؤتمن على اشغال دور الوسيط والراعي المرافق لعملية التسوية للصراع الاسرائيلي - الفلسطيني ولانجاز السلام العادل، الشامل والثابت والمنشود.

("الاتحاد")

نقلا عن موقع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
http://www.aljabha.org/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ