الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعرَاسُ المِلحِ !

محمد بن جلول

2007 / 5 / 14
الادب والفن


عيناكِ
والغَسقُ الأَخيرُ ،
مَرافيءٌ مخبؤَةٌ في لُجَّةٍ للإنتِظَارِ ،
وكُلُّ نافِذَةٍ ،
يدٌ مفتوحةٌ نحوَ المغيبِ .

كأنَّني
تعويذَةٌ منسيَّةٌ ، في عُتمةِ الظِلِّ الوَشِيكْ ،
وكأنَّني تلويحةٌ ...
" تَنهِيدةُ النَّاي المُكسَّرِ في يدي"
ويَدي أُحدِّقُ في يدِي ،
مذبُوحَةٌ
وكأنَّني الملحُ المطِيرْ .

عَيناكِ كلُّ مدَاخِلي
وحَدَائقِي ، وفَنادقِي ، ومَقاهيَ القَلبِ المُضمَّخِ بالنَّوى ،
وكَراسيَ اللَّيلِ البهِيمْ .

وأنا الغَريبُ خِلسَةً تحتَ المطَرْ .
متصَبِّباً بالحُزنِ يفضَحُني ، وتَفضحُني المُقَلْ .
عَارٍ وأَرجفُ وجههَا ، متَلبِّداً صَوتَ الشَّوارعِ ،
والمآذنِ ،
والخُطَى
....................
.....................
شَجَراً يُغطِّي لَهفَةَ الظِلِّ
المحَطَّمِ ،
فوقَ أعتَابِ الظَّلامْ !

" ربَّاهُ وَحدي كُنتُ أبكِي جَاثياً فوقَ الرُّخَامْ ! ".

وكَأنَّكِ الحنَّاءُ ،
أُغنيَةٌ على كَتفِ الحَمَامْ !
مَغرُوسَةٌ ،
وَحدي وأَسقِي طَلعَها الفِضِّيَّ ، من كَسَلِ الغَمامْ .

***
عَيناكِ
هَل تَكفي ،
لأَرفَعَ رايتي فَوقَ النَّخِيلِ ، ولَهاً وأنصُبَ خَيمتي ،
كَيما تَجِيءَ ، قَوَافِلُ الشَّرقِ المُوَزَّعِ في دَمي ،
ودَمي المُوَاجعُ في فَمي !
أعرَاسُ ملحٍ ذَائبٍ ،
وشمٌ علي جَسدي النَّحِيلْ .

أخَذوكِ يا قَمرِي الجَميلْ !
أخَذُو النُّبوَّةَ ،
والبرَاءةَ ،
والأُنُوثةَ !
كَسَّرو بلَّورَ عَينَيكِ الثَّمينَ ،
والمَحَاراتِ القَديمةِ ،
قَطَّعو الشَّعرَ الطَويلْ !
أخَذُوكِ في وضَحِ النَّهارِ ، حيثُ الرَّايةُ البيضَاءُ ،
والأَزهَارُ ،
والأشجَارُ ،
والأعمَارُ ،
حَيثُ مدِينتي قِصصٌ مُسيَّجةٌ ،
بأسرَارِ البُطُولةِ ، والطُّفولَةِ ،والحضَارةِ !
حَيثُ كلَّ لوازمِ التَجمِيلِ ، والأزياءِ ، والعِطَارةِ ،
أرجُوزَةٌ خَضراءُ !
هل يا تُرى
نَجترُّ من حَبقِ المَواسمِ زَهرهَا ؟
ونسُبَّ في وهَجِ الظَّهيرةِ ، عِطرَهَا الغَرَّاءُ !؟

أيَّتُها الضَّفيرةُ ،
والقَبيلةُ والقَبائلِ ...

انِّي ابنُ السَّبيلِ ،
وعَليَّ من لَفحِ الرُّطُوبةِ ، واصفِرارِ العُشبِ
في غَبشِ النَّهَار ،
غُنَّةٌ !
وحدِي اُغَنِّي للمَدى ، رجعَ الحَمامْ .

http://nailly.arabform.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل