الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعلام يحرض على العنصرية مباشرة

ثائر كريم

2007 / 5 / 13
الصحافة والاعلام


تصاعد الخطاب العنصري في اساليب عدد متزايد من الكتاب من الاصول الكردية والعربية والتركمانية وسواهم لاسباب عديدة. هذا ما صارت تكتض به، مع كل الاسف، مواقع صحفية واعلامية كثيرة لم يستطع محرروها أوالقوى التي تقف وراءها، على ما يبدو، ان يكبحوا غواية التنكيل بالاخر. لم يستطيعوا العمل وفق مبدا احترام حق التعبير للجميع الذي لا يعني ابدا تشجيع اي خطاب مهما كان سببه ومبغاه يحرض على العنصرية.
ان السقوط في حبائل العنصرية او التحريض على كره الاخر هو من باب الجرائم الكبرى التي يحاسب عليها القانون العراقي والدولي بما لايمكن تبريره تحت اي طائل. وخصوصا اذا جاء هذا السقوط في فخ الخطاب التحريضي العنصري من مصادر حكومية. على سبيل المثال لا الحصر هناك مقالة تحمل عنوان يقشعر له الجلد هي " لاتقتل الحية والعقربا بل أقتل الكردي والكردية إذا إستعربا !!! قد نشرت في العديد من المواقع الاعلامية حتى الحكومية الاقليمية! نشرت في
http://www.krg.org/articles/article_detail.asp?RubricNr=&ArticleNr=11102&LangNr=14&LNNr=35&RNNr=45
http://pukmedia.com/arabicmaqalat/news433.html
http://www.sotaliraq.com/articles-iraq/nieuws.php?id=31383
http://www.dengekan.com/doc/2004/10/salahGarmyan14.htm
من الطبيعي ان تدعي كل تلك المواقع ان المقالات المنشورة تعبر عن اراء اصحابها. هذا التعبير موجود في كل مكان في العالم. ولكن ثمة، ايضا، في كل العالم المتمدن، معايير للنشر وقواعد محددة . وهناك قبل كل شىء مبدأ الاخذ بنظر الاعتبار لاخلاقيات مبدا التعبير عن الراي. فمن جهة ثمة حاجة ماسة للغاية في كل زمان ومكان لتاسيس سلطة الصحافة الديمقراطية بما يعني تشجيع نشر النتاجات النقدية العقلانية. ولكن هذا المبدا يفترض ايضا الرفض القاطع لنشر اي مادة صحفية او اعلامية او بحثية تحرض على العنصرية والكره بل والقتل ايضا! لا اعرف اذا كان المبدا المذكور يعمل في عراق ما بعد الدكتاتورية كجزء مما يسمى اعتباريا العملية السياسية الديمقراطية. ولكن يعرف من يقرأ هذا المقال ان هذا المبدا يعمل في العالم المتمدن فقط- ولنستخدم كلمة متمدن بلا خوف ابدا لانها مفهوم اصيل يعكس فعلا تطور البشرية من حالة تتسم بالكثير من الانعزال والتخلف والهمجية الى حالة حضارية معاكسة.
لا اعرف ما المقصود بالاستعراب في مثل هذه العناوين. هل المقصود الكلام باللغة العربية رغم ان الكلام لاي انسان باي لغة اخرى غير لغة الام هو بالتاكيد ميزة رائعة ثقافيا ومفيدة مصلحيا وانسانيا؟ ام المقصود الانتماء جزئيا لثقافة عربية فيها الكثير من المشترك مع الثقافات الاخرى من ملبس ومأكل وتقاليد ايجابية رائعة ورجعية قميئة في نفس الوقت؟ ام المقصود ربما ممارسة افكار عنصرية معينة قام بها حكام عرب، وهي ممارسة لاانسانية ومرفوضة قلبا وقالبا ولكن يمارسها ايضا حكام اخرين من اصول مختلفة؟ واذا عكسنا قاعدة الاستعراب الى قاعدة الاستسواد- اذا صح التعبير-، فهل يحق لنا، في هذه الحالة، القول بقتل الكردي او الكردية اذا صاروا سويديين وهناك عشرات الالوف من الاكراد وغيرهم الذين يفتخرون ويفتخر المجتمع السويدى معهم وكاتب المقال ايضا انهم نجحوا في صناعة انتماء انساني مبدع للثقافة السويدية ايضا ومنهم من صاروا مسؤولين كبار في الحكومة العراقية؟
تشكل مثل هكذا مقالات وعناوين دعوة صارخة للعنصرية. وهي دعوة تحريضية على كره الجماعات الاجتماعية الاخرى. وهي دعوة غير انسانية، ولنستخدم كلمة انسانية مدى الحياة لانها تعبير عن قيمنا الحقيقية وتعبير عن مثلنا الكبرى. بلا خوف.
لعل لهذا السقوط في حبائل العنصرية، ربما، علاقة معينة بغواية التنكيل بالاخر التي يمتلكها بعض المثقفين والساسة الذين يعتبرون انفسهم ضحية وضع مأساوي معين يرجع السبب لماساويته ليس لقوى سياسية محددة بل لشعب كامل. من هنا فان نظام صدام حسين كان نظاما دكتاتوريا وبنفس الوقت ايضا نظام عربي بحت يمثل العرب وللعرب. وبهذا يريد ان يتناسى هلاء المثقفين او الساسة، وغالبا عمدا وبسبق الاصرار، ان نظام صدام حسين كان نظاما دكتاتوريا لاسباب عديدة سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية. وهو نظام عبر عن مصالح طبقة سياسية عريضة كان على قمتها نخب معينة من عائلة معينة وعشيرة او عشائر عربية معينة ولكن ايضا كان يشارك فيها مشاركة رئيسية نخب من عوائل وعشائر اخرى كردية وتركمانية ومسيحية وشيعية. يمكن ايراد عشرات ومئات بل والاف الاسماء من كل القوميات التي شاركت مباشرة في التخطيط لسياسات النظام الدكتاتوري او التي عملت بكل قوة على تنفيذها. يريد البعض نسيان ان نظام صدام حسين كان نظام تلك الطبقة السياسية الواسعة اجتماعيا، في كل المناطق. ولهذا النسيان اسباب واضحة كثيرة لعل من الهام جدا تحليلها في اطار آخر. ولكن لعل اهم هذه الاسباب قاطبة هو مصلحة المستفيدين طائفيا وقوميا من تحويل العملية السياسية في عراق ما بعد الطاغية الى محاصصة طائفية وقومية.
عزيزي القارىء. لنقف معا ونعلن بالكلام الواضح العريض رفضنا لاي دعوات عنصرية ضد اي مجموعة كانت. لقد عاش وسيعيش سكان العراق جنبا الى جنب الى ابد الابدين مهما اختاروا من نظام حكم. وسيكون من باب ضيق الافق وقصر النظر والتخلف اذا لم ندين النظاهر العنصرية اينما تظهر وعند كائن من كان وفي كل وقت وزمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد