الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرة تحليلية للعلاقة بين الدول النامية ومنظمة التجارة العالمية - الحلقة الثالثة

فاضل العقابي

2007 / 5 / 13
الادارة و الاقتصاد


الدول النامية مابين المعاملة الخاصة والتفضيلية وفرصة الوصول الى الاسواق في مفاوضاتها مع منظمة التجارة العالمية

لعل جل اهتمام الدول النامية في مفاوضاتها مع منظمة التجارة العالمية ينصب على محورين مهمين هما 1-الحق في معاملة خاصة وتفضيلية 2- فرصة الدخول الى الاسواق وفي هذا المجال سنركز الحديث عن المعاملة الخاصة والتفضيلية ومستقبلها وما يترتب عليها ان المعاملة الخاصة والتفضيلية قامت خلال جولة الاوروغواي والتي اعتمدت على ركيزتين اساسيتين الاولى المعاملة الخاصة الممنوحة للدول المتقدمة بمقتضى القواعد والدخول التفضيلي لاسواق الدول الصناعية الثانية عدم المعاملة بالمثل في المفاوضات التجارية التي لا تلزم الدول النامية بشروط الدخول الى اسواق الصرف الاجنبي في مقابل فرصة افضل لدخول منتجاتها الى الاسواق الاخرى، حيث تبقى اشكالية الاتفاق على تعريف البلد النامي فأن كل دولة تضع نفسها في ظل الصفة التي ترغبها فقد اصبح من العسير تحديد المعاملة الخاصة والتفضيلية فعلى سبيل المثال سنغافورة يبلغ نصيب الفرد فيها من الدخل بحدود 26 الف دولار سنويا وتجد لها في اطار منظمة التجارة العالمية نفس الحق في الحصول على معاملة خاصة وتفضيلية بينما غانا التي يبلغ نصيب الفرد من الدخل فيها بحدود 400 دولارسنويا لكنها لاتجد لنفسها الحق في الحصول على معاملة خاصة وتفضيلية وفي ظل هذه الاوضاع لابد من اتخاذ اجراء لمعالجة تلك الاوضاع والتي ستكون بأتجاهين الاول ممارسة الضغط وشدة على الدول المماثلة لوضع سنغافورة لاخراجها من مجموعة الدول النامية الثاني وضع تعريف لمجموعات فرعية او اكثر تحت مجموعة الدول الناميةحتى يمكن ان تحظى بأحكام خاصة ففي جولة الاوروغواي تم تحديد ثلاث مجموعات فرعية هي

الاولى :الدول الاقل نموا
الثانية: الدول الواردة في الملحق 7
الثالثة: الدول المستوردة الصافية للاغذية
اذ ان من نتائج جولة الاوروغواي انها قامت بتجزئةالمعاملة الخاصة والتفضيلية وقد كان حريا بها ان تقدم البديل وكان من اللازم وجود احكام خاصة اخرى للمجموعات الفرعية التي تشكلت حديثا ومساعدتها على تمثيل اتفاقات منظمة التجارة العالمية وان ماحدث في جولة الاوروغواي فتح الباب امام نوعين من القضايا هي
أ-الاعتراف الصريح من ان هناك دول تحتاج الى بعض المساندة لمساعدتها في الاندماج بالنظام اندماجا كاملا
ب-ان الدول المتقدمة الكبيرة ستستمر في اختيار المزيد من المجموعات وتوليد المزيد من المزايا لمن تشاء
وعلى الرغم من هذه الاحكام ابدت الدول النامية اعتراضها وعدم رضاها عن الكثير من الموضوعات مثل الوصول التفضيلي الى اسواق الدول الصناعية وفترات الانتقال ونهوض المساعدة الفنية وهنا يرى العديد من المهتمين في هذا المجال من ان الدول النامية وعلى الرغم من عدم حصولها على فرصة تفضيلية للوصول الى اسواق الدول الصناعية في الاتحاد الاوروبي ومع الولايات المتحدة ، فأن حصصها التجارية اخذة بالتناقص بالمقابل نجد ان دول شرقي اسيا لم تتمتع باية معاملة تفضيلية في السبيعينيات من القرن الماضي ومع ذلك فأن أدائها التصديري اقوى بكثير مما اثار الشكوك حول جدوى المعاملة الخاصة ولتفصيلية بأعتبارها الاداة المساعدة للدول النامية على الامتثال لاتفاقات التجارة العالمية
ولعل حل مثل هذه المسألة يتأتى من خلال اجراء اعادة النظر لبعض الامور بشكل تفصيلي في مقدمتها خروج الدول النامية من هذا الوضع والحد من اعلام المزيد مكن المجموعات الفرعية الى جانب تبسيط الجوانب التنظيمية للمعاملة الخاصة والتفضيلية حتى تحقق احتياجاتها بصورة افضل
وهناك من يرى ضرورة توجيه المزيد من الاهتمام الى فرصة الوصول الى الاسواق لانه تبين انها الوسيلة الفعالة والافضل ولكن يرى البعض الاخر ان فرصة الوصول الى الاسواق يمكن ان تكون غير مجدية شأنها شأن المعاملة الخاصة واتفضيلية ذلك لانها تعتمد بالاساس على الارادة الحقيقية من جانب الدول المتقدمة في فتح اسواقها امام المنتجات للدول النامية ويذهب اخرون الى القول ان طبيعة هياكل اقتصادات الدول النامية هي السبب الحقيقي وراء ضعف ادائها وان هناك حاجة ماسة الى تصحيح سياساتها الداخلية وبرامج الاصلاح الاقتصادي فيها حتى تتلائم واتفاقات التجارة الدولية واحكامها للمساعدة على النهوض بأدائها التجاري وازدياد اندماجها مع مجتمع التجارة الدولية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف هو الاقتصاد الفلسطيني بعد 8 عقود من النكبة؟


.. شبكات | إحباط تهريب أطنان من الذهب خارج ليبيا..




.. فرص كبيرة لتنمية التبادل التجاري العربي


.. محمد علي ياسين: غياب السلام أضاع فرص ثمينة على اقتصادات المن




.. غزة تشهد نقصا حادا في السيولة المالية بسبب تعرض البنوك للتدم