الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنهم محكومون بالفشل ولكن بعد حين...

قاسيون

2007 / 5 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


كثرت في الآونة الأخيرة الإشارات المتضاربة حول احتمالات تطور الوضع في المنطقة، وتحديداً فيما يخص آفاق السلوك الأمريكي اللاحق. وبالفعل هناك على سطح الأحداث إشارات إذا تم الاستناد إليها فقط لأمكن الوصول إلى استنتاجات متضاربة.

فهناك تصريحات إعلامية تطمينية على لسان مسؤولين أمريكيين حول استبعاد أية ضربة عسكرية لاحقة. ويحذو حذوهم بعض المسؤولين الإسرائيليين، كما أن الاجتماعات والزيارات والمؤتمرات المختلفة تعطي إشارات بالميل نحو الحلول السياسية والدبلوماسية للوضع في منطقة الشرق الأوسط.

ولكن من جهة أخرى تأتي الحشود العسكرية في منطقة الخليج التي وصلت إلى حد غير مسبوق مع الزيادات في عدد القوات العسكرية في العراق، وآخرها نشر عشرة ألوية عسكرية تضم 35 ألف جندي في ظل الحديث المكثف عن احتمال انسحاب عسكري لاحق، لتزيد المخاوف من تأزم وانفجار الوضع الذي إذا أضيفت إليه المناورات الإسرائيلية وحشد القوات العسكرية في شمال «إسرائيل»، مع ما روج إليه فعلياً تقرير لجنة فينوغراد الذي شدد على ضرورة تجاوز الفشل السابق في تموز 2006، لأصبحت اللوحة أشد خطراً...

وكي لا نبقى في إطار الإشارات التي يمكن أن تحمل دلالات مختلفة على احتمال تطور الوضع في المنطقة، وبما أن الحرب هي امتداد للسياسة ولكن بوسائل أخرى، وبما أن السياسة هي تعبير مكثف عن الاقتصاد، كي لا نبقى في هذا الإطار، يجب سبر الوضع الأمريكي الداخلي وخاصة الاقتصادي منه، لاستشراف الآفاق الأكثر احتمالاً للتطور في المستقبل.

تقول التقارير الأخيرة ما يلي:

1 ـ عمم وزير الخزانة الأمريكية ما مفاده أن الحكومة الأمريكية على حافة الانهيار الاقتصادي الذي تعتبر حافته من زاوية المديونية 8.184 تريليون دولار، هذه الحافة التي ستصلها حسب وزير الخزانة نفسه، الولايات المتحدة، في شباط القادم، لأن دينها الحالي هو 8.162 تريليون دولار، وهي مستمرة بالاقتراض من السوق الدولية.

2 ـ مع بروز ميل عام لدى بعض الدول الهامة المصدرة للنفط مثل إيران وفنزويلا بالتحول نحو البتروـ يورو عوضاً عن البترو- دولار، سوف تفقد الولايات المتحدة مبالغ هائلة كانت تكسبها بمجرد كون عملتها الوحيدة التي كان يباع بها النفط سابقاً، مما سيزيد الطين بلة بسرعة كبيرة ويزيد من مديونيتها.

3 ـ وإذا أضيف إلى ذلك الضغط الإنفاقي المالي الذي تسببه حرب العراق، ندرك كم هو خطير وضع الاقتصاد والدولار الأمريكي اليوم.

لذلك تصبح الحرب وتوسيع رقعتها الحل الوحيد للأزمة الخانقة التي يعيشها الاقتصاد الأمريكي ذو الطابع العسكري أكثر مما هو مدني، لأنها مشروع اقتصادي لتصريف السلاح والتدمير الذي يستدعي إعادة الإعمار، مما ينشط الاقتصاد الأمريكي، الأمر الذي إذا أضيف إليه احتمال تحقيق انتصار عسكري جديد وسيطرة جديدة على حقول نفط جديدة، لأصبح مفهوماً ما هو محرك السياسة الأمريكية الحالية في نهاية المطاف.

لاشك أن المشروع الأمريكي يلاقي مقاومة متصاعدة داخل الولايات المتحدة نفسها وفي العالم كله بشكل عام وفي منطقتنا بشكل خاص، هذه المقاومة التي عرقلت مخططات هذا المشروع وأربكت آجاله الزمنية، أي أنها أدخلته في مرحلة الفشل، ولكنه لم يفشل نهائياً، ولو أنه محكوم عليه بالفشل ولو بعد حين، إذا تصاعدت إرادة الشعوب في المقاومة، وهو ما يجري على الأرض فعلاً.

إن الإسراع بالإعلان عن فشل المشروع الأمريكي قبل انهياره النهائي سيؤدي إلى النتائج التالية:

1 ـ إعطاؤه الفرصة للخروج من مرحلة الفشل، واسترداد أنفاسه عوضاً عن «مساعدته» بالمقاومة الشعبية الشاملة للغوص في الفشل حتى انتصارنا النهائي.

2 ـ إعطاء إشارات خاطئة تؤدي إلى تخفيض درجة التعبئة ضد المخططات الأمريكية ـ الصهيونية، التي لن تزداد إلا شراسة نتيجة دخولها مرحلة الاحتضار.

3 ـ تخفيض خسائر العدو واحتمال زيادة خسائرنا نتيجة التشخيص الخاطئ لمرحلة الفشل الأمريكي، مع ما يحمله ذلك من المبالغة في المناورات والتكتيكات على حساب الهدف الرئيسي، ألا وهو إحباط المشروع الأمريكي ـ الصهيوني.

وفي نهاية المطاف فالتحضير لأسوأ الاحتمالات على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي والشعبي، هو الذي يخفض تكلفة الانتصار، ويرفع خسائر العدو، وفي ذلك ضمانة لكرامة الوطن والمواطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كينيا: قتلى وجرحى إثر تفريق الشرطة مظاهرات مناهضة للحكومة في


.. احتجاج أمام شركة -سيمنز- الألمانية رفضا لتعاونها مع إسرائيل




.. تأثير الذكاء الاصطناعي في الحروب


.. السياسي العراقي فائق الشيخ علي يوجه رسالة لحسن نصر الله: -كي




.. الإفراج عن عشرات أسرى الحرب الروس بعد تبادل للأسرى مع أوكران