الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا العبور السريع لنقاط الإتفاق ولماذا التوقف الكبير عند نقاط الخلاف

أحمد نصار

2003 / 9 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



طالعت بإهتمام بالغ موضوع اليسار المصري .... والتيار الإسلامي .. والديموقراطية بقلم الأستاذ المحترم / إلهامي الميرغني ، وبدافع التواصل والرغبة الصادقة في تقريب وجهات النظر ، أحب أن أسجل عدد من الملاحظات :-
1.  أن إقتراح تشكيل الروابط الطلابية الوطنية الديموقراطية الذي تقدمت به لتفعيل دور الحركة الطلابية واستعادتها إلي معسكر القوى الوطنية والديموقراطية ومن أجل التصدى لنفوذ تيارات الإسلام السياسي ومحاصرة التوجه الجديد للحزب الوطني الحاكم في تشكيل أسرة طلابية في كل كلية من الكليات يشترط في أعضائها أن يكونوا منضمين للحزب الحاكم وسوف تلقي هذه الأسر كافة أشكال الدعم اللازم كما وعد الدكتور مفيد شهاب وبدأت بالفعل آلة عمداء الكليات والأجهزة الأمنية وأمناء الحزب الحاكم ورؤساء الإتحادات الطلابية في تنفيذ هذا التوجه كي يخرج إلى النور بدآ من العام الدراسي المقبل والذي يبدأ بعد أيام قليلة مع ملاحظة أن هذه الأسر هي إحدي التوصيات الغير معلنة للجنة السياسات بالحزب الحاكم !!!

2.  توقف الأستاذ المحترم / إلهامي طويلا عند مسألة مشاركة نشطاء الإخوان المسلمين والجماعات المسماه إسلامية وكأن الوجود الوطني الديموقراطي داخل الحركة الطلابية يتوقف على تواجد هؤلاء أو أن تواجدهم هو شرط قيام مثل هذه الروابط وهنا يبدو الأمر مختلط للغاية فوجود هذا التيار متأكد بالفعل ولكن الغائب هو التيار الديموقراطي الذي هو يعنينا والذي نحن جزء منه والذي لابد أن يشغلنا ويكدرنا غيابه والذي ينبغي أن نشحذ كل الهمم من أجل استعادة دوره المفقود , أي أن نعيد وجودنا كقوي ديموقراطية داخل الجامعة , وأعتقد أن هذا جوهر الإقتراح , ونحن أضعف من أن نستبعد أحدا ولكننا في ذات الوقت لانقبل أن يكون أحد شروط تواجدنا أن نندمج في تنظيم جماهيري ديموقراطى مع قوى غبر ديموقراطية بالمرة

3.  يدعونا الأستاذ المحترم /إلهامي إلى نسيان الماضي ورغم أن هذه دعوة غريبة حيث أنها تنفي عن علم التاريخ ضرورته ، هل نفعلها نحن ياأستاذ إلهامي وننسى تجارب الماضي وأيضا الحاضر المعاش في الجزائر والسودان وباكستان واليمن والسعودية وإيران وأفغانستان سابقا ، ثم أليس الأولى بالتجاوز ولا أقول النسيان هو خلافاتنا نحن اليساريين التي ينبغي ان نعيد ترتيبها على جدول أولوياتنا من جديد ، حيث أصبح وجودنا ذاته مهددا بخطر الزوال ولابد أن يحتل التصدي لهذا الخطر والعمل على إعادة تواجدنا واستعادة مواقعنا كل البنود المتقدمة في جدول أعمالنا

4.  يقول الأستاذ المحترم / إلهامي ومنذ دخول القوات الأمريكية والبريطانية العراق ....... ومع مبادرة كولن باول كثر الحديث عن المسألة الديموقراطية !!!!!! ويبدو أن هذا المدخل المثير تم اختياره عمدا من جانب الأخ إلهامي كي يضفي علي الموضوع إثارة تحدث ضجيجا فالأمر ليس فقط استبعاد التيار المسمي إسلامي ولكن هناك شبهة أيضا أمركة القضية !!!! والأخ إلهامي لابد أنه يعلم جيدا كافة المبادرات التي طرحها اليسار المصري من أجل الإصلاح السياسي والديموقراطي وشاركت في ذلك كافة القوي الديموقراطية في مصر وكافة منظمات وجماعات حقوق الإنسان والموضوع قديم ولاعلاقة له بالغزو الإستعماري الأنجلو أميريكي للعراق الشقيق ولا علاقة أيضا له بمبادرة باول التي شاركت أنا وعشرات الآلاف من الديموقراطيين المصريين في التوقيع على بيان – نشرته جريدة الأهالي المصرية التي تصر عن حزب التجمع - برفضها والتأكيد على أن قضية الديموقراطية شأنا مصريا نناضل نحن من أجله ونرفض كل الإملاءات الخارجية في هذا الشأن

5.  أخيرا وبخصوص الموقف من جماعة الإخوان المسلمين وجماعات الإرهاب المسماه بالإسلامية عليهم أن يجيبوا علنا وللرأي العام على عدة أسئلة توضح موقفهم الديموقراطي

·   مصدر التشريع الأمة أم القرآن ؟؟

·   الميثاق العالمي لحقوق الإنسان بدعة فرنجية أم وثيقة ينبغي الإلتزام بها ؟؟

·   حقوق المرأة والطفل والأقليات كما تكفلها المواثيق الدولية أم كما يقررها الفقهاء ؟؟؟

·   التربية الجنسية والصحة الإنجابية للجميع ضرورة أم دعوة للإنحطاط ؟؟؟

·   الحدود والختان عقوبات تتنافي مع حقوق الإنسان في عدم المساس ببدنه وإيذائه أم أنها واجبات شرعية واجبة النفاذ ؟؟؟

 

           هذه نماذج لبعض الأسئلة التي يمكن على ضوئها تقرير ما إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين وكل من خرجوا من تحت عباءتها يمكن أعتبارهم من القوي الديموقراطية التي لاينبغي استبعادها أم أنهم قوى غير ديموقراطية يجب استبعادها وتقليص نفوذها حتى تعدل من مواقفها بفعل الصراع والتطور.

          أما موقفهم المعادي لإسرائيل فهو ينطلق من أرضية دينية وكذلك موقفهم من الولايات المتحدة الأمريكية ، فهم ليسوا ضد الإحتلال لو كان تحت رايات القرآن ، لأنهم ببساطة لايعترفون بالقوميات وهم جزء من أمة الإسلام التي لاتعرف مصريا من أفغانيا ولا شيشانيا من باكستانيا ،

أخيرا ياأخ إلهامي :  الأخوان المسلمون لاهم وطنيون ولاهم ديموقراطيون إلي أن يثبتوا هم بأنفسهم عكس ذلك وليتهم يفعلون ،

 

                                                                            د/ أحمد نصـــــار

 









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا