الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسيحيو العراق يطالبون ببرلمان وحكم ذاتي في سهل نينوى

صفاء عبد العظيم خلف

2007 / 5 / 14
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


خارطة طريق صناعة شرق اوسط جديد ، بدأت تتضح معالمها اكثر بعد ان دخلت المنطقة في ازمات عمقت الانقسامات الداخلية الى حد التفكير بدولنة الجمهوريات الكبرى و تقسيمها على اساس عرقي وطائفي ، لوأد انفجار كارثي اقل حدة من دخول العالم بدوامة حرب كونية ثالثة.وعلى ما يبدو ان رقية صاحب نظرية ( صدام الحضارات ) صموئيل هنتنغتون ، تكشفت واخذت سريانها في جسد الشرق الاوسط الهش.

تصحيح الاخطاء التاريخية في منطقة الطاقة الهائلة ، بدأت سيناريوهاته في العراق لتتصل بخيط سري بلبنان ليمتد الى السودان ومن ثم تتفجر الصراعات الدينية في مصر يتساوق معها اصلاحات خجولة في دول مجلس التعاون الخليجي لمغازلة المخطط الامريكي وعدم وصول رياحه التغييرية العاتية اليه. إلا ان كل ذلك سيكون بثمن باهض ، قد تغير ملامح المنطقة بالكامل ونشوء دويلات صغيرة اشبه بمنتجعات سياسية ومحطات مناورة ليس الا.

كان التحليل السائد ومايزال في ان العراق اذا ما قسم ، فملامحه بالتأكيد ستكون ثلاث دويلات ( كردية تفكر بالانفصال ، سنية فقيرة ، شيعية غنية ) ولم يكن بالحسبان ان يكون للمكونات الاضعف والاكثر استحقاقا تاريخيا في وراثة الوطن العراقي ، أي دور في لعبة المدن الثلاث ، ونعني بهم المسيحيون بكل مشاربهم و القوميات والديانات الاخرى ، كونهم لايمتلكون ميليشيات مسلحة او ليس لهم حليف او سند اقليمي او دولي يدعمهم اضافة الى قلتهم العددية ، لكن وعبر مصادر اعلامية موثوقة كشف النقاب عن مؤتمر بالغ السرية عقد في مدينة ( عينكاوا ) الملاذ الآمن المسيحي شمال شرق اربيل نهاية اذار المنصرم ، طالب فيه مسيحيو العراق بتأسيس مجلس شعبي ( سورايا ) يكون نواة تشكيل اول برلمان مسيحي عراقي منتخب ، و تقول مصادر مطلعة ان هذا المؤتمر طالب وبشكل صريح وغير مسبوق باقرار حقوق دستورية للمسيحيين وابرزها تاسيس منطقة حكم ذاتي في مناطق تواجدهم التاريخية في العراق ويتم تضمين ذلك في الدستور بعد تعديله و دستور اقليم كردستان.

وياتي انعقاد هذا المؤتمر الاول من نوعه في تاريخ العراق الحديث في سياق انطلاق دعوات دولية و محلية مسيحية على اقامة ملاذ آمن للاقليات الدينية والقومية و المسيحية في (( سهل نينوى )) ليكون منطقة حكم ذاتي مسيحي بعيداً عن مناطق الضغط والعنف التي فر منها مئات الآلاف من الاقليات على ان يكون مرتبطا بالحكومة المركزية او بحكومة اقليم كردستان او أي اطار سياسي يضمن له الشرعية السيادية ، وتتحدث تقارير سربت في الاونة الاخيرة عن مؤتمر سابق عقد في مدينة جنيف السويسرية في 15 تشرين الاول من العام الماضي لتدارس وضع الاقليات الدينية والقومية في العراق والعالم الاسلامي وما تتعرض له من ممارسات اضطهاد وتنكيل وقمع وتهجير وطرد ، حضرته شخصيات دينية وسياسية من العراق والاردن ولبنان ومصر عوضا عن ممثلين للكنائس الكاثوليكية والكلدانية والاشورية في تلك البلدان ، ولم تشر التقارير الى مشاركة الفاتيكان او الكنيسة الارثوذكسية ، لكنها باركت جهود المؤتمر عبر برقيات و رسائل.

وكشفت تلك التقارير ايضا عن ان مفوضية العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوربي و ممثلي الاقليات في المؤتمر اصدروا توصيات تتعلق بمستقبل مسحيي واقليات البلدان العربية على خلفية تصاعد حدة العداء بين (( الشرق المسلم والغرب المسيحي )) بعد ان وسعت القاعدة و الجماعات المسلحة المتطرفة من اساليبها المعادية للاقليات الدينية.

اما المساع الابرز في خارطة حماية المسحيين والعراقيين منهم على وجه الخصوص تلك التي وافقت عليها فرنسا والمانيا وايطاليا بمشورة كنائس العراق و سوريا والاردن في تأسيس كانتون او دويلة مسيحية في الشرق الاوسط تلم الشات المسيحي العربي وتعيد تشكيل توازن القوى وتكون درعاً واقياً من ازمات تاريخية مستقبلية. والبلد الامثل لاحتضان هكذا دويلة او كانتون هو ( لبنان ) بأعتباره بلداص مسيحياً تراجع فيه التكوين الاجتماعي ومعرض لخطر تخلخل بنيته السكانية بسبب تزايد الهجرة و ازدياد اعداد المسلمين فيه.

الولايات المتحدة الامريكية ستأخذ على عاتقها وفقا لتلك التقارير تبني المشروع بالكامل فور الانتهاء من ازمة السيادة السياسية في لبنان وانشاء المحكمة الدولية لمعاقبة قتلة الحريري ، وسيمرر في مجلس الامن ليكون نافذاً للتطبيق ، بوصف الكانتون منطقة دولية تشرف عليها الامم المتحدة وتمول برامجه ومشاريعه التنموية قبل ادماجه كلياً تحت السيادة اللبنانية بعد ان تكون حماية هذا الكانتون سياسيا وامنياً التزاماً اوربياً ، وفي حال تطبيق هذا المخطط فان عدد المسيحيين المقدر دخولهم الى لبنان من العراق وسوريا و مصر والاردن قرابة الـ ( 4 ) ملايين مسيحي اضافة الى ( 2 ) مليون و ( 300 ) الف مسيحي لبناني هجرته حرب الصيف الماضي. كذلك تتولى الحكومة اللبنانية اصدار مرسوماً بمنح الجنسية لنحو ( 3 ) ملايين مسيحي هاجروا منذ عقود الى منافي متعددة ، ويصل عدد المهاجرين اللبنانيين وفقاً لمصادر اعلامية لبنانية (2) مليون نسمة منذ اندلاع الحرب اهلية عام 1975 وما سبقها.

ويقدر عدد مسيحيوا العراق ايام النظام السابق بـ 3 ملايين مسيحي اما بعد سقوط النظام فقد تراجع هذا الرقم تراجعاً مخيفاً ليصل الى مليون مسيحي تقطن غالبيتهم مناطق شمالي العراق ، بسبب اعمال العنف والارهاب الغير مباشر والباشر الذي طالهم حيث تعرضت ( 12 ) كنيسة للتفجير والاعتداء عام 2004 ، ( 6 ) اعتداءات منها حدثت في يوم واحد وهو يوم القداس الاحد فيما شهد العامين 2005 و 2006 اعتداءات بالمفخخات طالت الكنائس وخطف وقتل العشرات من المسيحيين على ايدي جماعات اسلامية متطرفة ، كان اخرها خطف وقتل القس ( بولس اسكندر ) راعي كنيسة السريان الارثوذكس في مدينة الموصل وتعذيبه ومن ثم قتله والتمثيل بجثته من قبل مايسمى بالجيش الاسلامي العراقي.

وضع الاقليات في العراق كما وصفه تقرير منظمة حقوق الانسان العالمية مهدد بالانهيار الكامل اذا لم تضع الحكومة العراقية حلولا جذرية ونهائية لمشكلاتها ، فمطالب اقامة منطقة حكم ذاتي وتمثيل حكومي محلي ، تراه الاوساط الاممية حلا امثلا للحفاظ على نواة تشكيل المجتمع العراقي ، حيث تشير دراسات من مراكز ابحاث في بيت لحم ، ان العراق وفلسطين بغضون العقدين المقبلين سيكونان خاليين من المسيحيين وبعض الاقليات مما يساهم بطمس التراث الحضاري للمساهمين الاوائل في تاسيس البلدين المذكورين ، بسبب السياسات المعادية لهم.
ويقطن الان في لبنان ما يقارب ( 25 ) عراقي بينهم ( 4000 ) مسيحي ، علاوة على مليون و 800 الف عراقي في سوريا وحدها بينما استقبلت دول اوربية ابرزها السويد عدد كبير من العراقيين ، وبدأت دول اوربية اتخاذ اجراءات مشددة على دخول العراقيين منها الغاء العمل بالجواز العراقي من فئة ( S ) و اعتماد جواز سفر يقرأ اليكترونياً يعرف بجواز ( G ) والذي طبقا لتلك الدول لا يمكن تزويره ومن المؤمل ان تقوم الاردن بداية حزيران المقبل بالعمل به ، لمنع تدفق اللاجئين العراقيين الى اراضيها. وتتخوف المفوضية العليا للاجئين الدولية من ان اللاجئين العراقيين ليسوا فارين من سوء الاوضاع من بلادهم بل هم لايفكرون العودة اليه بعد خروجهم منه ، مما سيشكل ضغطاً كبيراً على الدول التي تستقبل الاعداد الكبيرة منهم يومياً ، حيث تقدر هذه المفوضية عدد المهاجرين العراقيين يوميا الذين يدخلون الى السويد وحدها بـ 30 لاجئ اسبوعياً، ومنحت السويد في العام الماضي حق الاقامة لـ 5000 الاف عراقي ، في العام الذي سجل العراق في الـ 6 اشهر الاولى منه المرتبة الاولى من بين 40 دولة يهاجر منها رعايا طالبين اللجوء السياسي او انساني في دول مستقرة و غالبا ما تكون اوربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة