الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا بين احلام العثمانيين من خلال الجيش و ما يسمون انفسهم بالعلمانيين

بافي رامان

2007 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


من خلال استطلاعات الرأي في تركيا في الاونة الاخيرة تؤكد كل الاستطلاعات على الفوز الساحق لحزب العدالة و التنمية بغالبية الاصوات في الانتخابات التي ستجري في حزيران ، على الرغم من عدم كسب الثقة في البرلمان السابق اثناء ترشيح عبدالله غول لرئاسة الجمهورية ، لان الجيش لم يوافق على ترشيحه و حركوا ما يدعون انفسهم بالعلمانيين و الاشتراكيين ضده في المجلس النيابي ، و كذلك من خلال المظاهرات التي عمت اغلب المدن التركية الكبرى ، لان هؤلاء على يقين تام لو فاز عبدالله غول فان اغلب برامج حزب العدالة و التنمية ستتحقق و ان توجه تركيا نحو الاتحاد الاوروبي تكون اسهل من خلال حل اغلب القضايا المتعلقة بحقوق الانسان و مسألة الديمقراطية ، و مسألة قبرص ، و حتى المسألة الكردية يمكن كانت تفتح لها افاق مستقبلية للحل ، و لكن كل ذلك ليست لمصلحة الدولة الخفية و المتمثلة في العسكر و القومجيين الاتراك ، وهؤلاء القومجيين ينادون بالعلمانية التركية ومؤسسها مصطفى كمال اتاتورك ، على الرغم ان اتاتورك اكد مرارا و تكرارا على ان الدولة التركية تتكون من قوميتين اساسيتين التركية و الكردية ، و لكن هذه الجملة حذفت من كل اقواله من قبل هؤلاء الشوفيينين و العنصريين ، و كلنا نتذكر معاهدة سيفر في 1921 ، بين الاكراد و كمال اتاتورك التي تم من خلالها الاعتراف بوجود الشعب الكردي كثاني قومية في البلاد و الاعتراف بحقوقهم في الحكم الذاتي ، و لكن الظروف الدولية لم تساعدهم في تحقيق ذلك ، و كانت كل الظروف لصالح الاتراك فالغيت كل ذلك في معاهدة لوزان في عام 1923 ، و لكن كل هذه الممارسات لم تقضي على القضية الكردية ، و ان الشعب الكردي استمر في الانتفاضات و الثورات ضد الدولة التركية من اجل نيل حقوقهم القومية و الديمقراطية ، و هؤلاء العنصريين و الشوفييين عملوا الى صهر الشعب الكردي في البوتقة التركية من خلال ممارسة سياسة الانكار و التتريك و الهجرة القسرية من كردستان الى المدن التركية و لكن كل هذه السياسات فشلت ، و ان الشعب الكردي حافظ على وجوده القومي و استمر في نضاله السياسي و العسكري ضد الحشود العسكرية و الجنرالات و العنصريين و الشوفينيين منذ تأسيس الدولة التركية و حتى الآن ، و ان الاتراك عملوا و اتفقوا مع الانظمة التي تتفاسم كردستان في سوريا و ايران و العراق منذ عام 1991 ، لافشال التجربة الديمقراطية في كردستان العراق على الرغم من خلافات السياسية و الاقتصادية بين هذه الدول و النقطة الوحيدة التي كانت تربطهم هي ابادة الشعب الكردي و الانكار لوجودهم القومي ، و بهذا الاتجاه يتحرك السنجر العسكري التركي نحو كردستان العراق من خلال الحشود العسكرية على الحدود التركية – العراقية ، لافشال التجربة الديمقراطية الفيدرالية في العراق بشكل عام و كردستان بشكل خاص من خلال التمسك باحلام العثمانية في لواء الموصل و العمل من التركمان قميص عثمان في كركوك ، و كذلك من خلال الاتفاق مع النظام السوري في تدريب الارهابييين في المحافظات و ارسالهم الى العراق لتدمير البنى التحتية و لاشعال الفتنة الطائفية ، وكذلك تحرك النظام الملالي في دعم بعض الجماعات الشيعية من خلال الجيش المهدي و بعض الجماعات الاخرى لضرب السنة على الهوية ، لاشعال حرب اهلية و في الاونة الاخيرة فان هذا النظام دعم حتى السنة لضرب الشيعة ، و ان هدف هذه الدول كما قلنا :
1 – افشال التجربة الديمقراطية الفيدرالية في العراق .
2 – ضرب القوات الامريكية في العراق لاضطرارها الى الانسحاب لان الوجود الامريكي تشكل خطرا كبيرا على الانظمة الديكتاتورية و الاستبدادية الشمولية .
3 – خوف هذه الدولة ان تكون العراق الشرارة الاولى لانتشار الديمقراطية في المنطقة .
4 – افشال التجربة الديمقراطية الفيدرالية في كردستان العراق لكي لاتكون اللبنة الاساسية لباقي اجزاء كردستان لاحقاق حقوقهم القومية و الديمقراطية .
5 – وان هذه الانظمة تعمل من خلال اجندتها السياسية في العراق .
لقد شهد الموقف التركي تخبطا سياسيا ، كما تغير اكثر من مرة ، نتيجة لعوامل داخلية و اقليمية و دولية عديدة ، وزادها تعقيدا الجدل السياسي المحتدم الذي دار بين دوائر صنع القرار ، ففي البداية لم يوافق البرلمان التركي على دخول القوات الامريكية عبر تركيا لضرب العراق ،و بذلك فان موقف تركيا تجاه المطالبة الامريكية بشأن الحرب ضد العراق شابه الكثير من التعقيد ، و تجاذبته عدة عوامل مهمة و مؤثرة قيدت حركتها في التحرك تجاه الازمة العراقية ، مما اجبر قوات التحالف على تغيير خططها ، ثم عاد البرلمان فوافق على طلب امريكي بارسال قوات الى العراق بعد انتهاء الحرب و لكن عاد ورفض ، و لكن فان العلاقات بين الولايات المتحدة الامريكية و تركيا تقوم على المصالح المتبادلة و المشتركة ، فالولايات المتحدة لازالت تحتاج الى تركيا اكثر من اي وقت مضى لكي تلعب دور من الادوار الجيوسياسية في كل من اوروبا من جهة و الشرق الاوسط و افغانستان من جهة اخرى ، مثل الدور التركي – الامريكي في جمهوريات وسط اسيا المتمثل في خط النقل النفطي من منابع النفط في اذربيجان في بحر قزوين عبر جورجيا الى ميناء (( جيهان )) التركي بطول 1750 كيلومترا بدعم امريكي مباشر ، لحرمان روسيا و ايران من المرور عبر اراضيهما ، هذا بالاضافة الى ارتباط تركيا بحلف الاطلسي و علاقاتها الاقتصادية و العسكرية مع اسرائيل . اما تركيا فتحتاج الى المساعدات المالية و الاقتصادية التي تلوح بها الادارة الامريكية لتخرجها من ازمتها الاقتصادية ، كما انها تحتاج الى مساعدة امريكية سياسية لبذل جهودها لدى حلفائها لضم تركيا الى عضوية الاتحاد الاوروبي . لان تركيا تعلم جيدا انها فقدت دورها السابق التي كانت تقع سابقا داخل دائرة اهتمامات قادة حلف الاطلسي باعتبارها كانت واحدة من دول الطوق الذي يحيط بالاتحاد السوفيتي السابق ، و لكن تضاءلت هذه الدائرة و بقيت مجرد قاعدة لوجستية احتياطية قوية في المنطقة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي . و لكن بعد مرور تركيا بمرحلة صعبة و عصيبة بسبب الحرب الدائرة بين القوات العسكرية التركية و مقاتلي حزب العمال الكردستاني في كردستان تركيا منذ عام 1984 ، و الخسائر الذي كبت الجيش التركي و تدهور اقتصادها بالمليارات الدولارات تعلم جيدا انه لايمكن ان تتخلى ان حليفها الاساسي الولايات المتحدة الامريكية بسبب دعمها المالي و كل ذلك بسبب تعنت الدولة الخفية في عدم حل القضية الكردية بالطرق السلمية لان ذلك ليست لصالح الجيش التركي لانه الجيش في حال حل هذه القضية سيفقد دورها الاساسي في التحكم في السياسية التركية ، على الرغم من اعلان الشعب الكردي اكثر من مرة بوقف اطلاق النار و اعطى الاستعداد للتفاوض بشكل مباشر من خلال الاعتراف بوجود الشعب الكردي و الاقرار بحقوقه القومية و الديمقراطية .
على الرغم ان لحضور التركي في السياسة الخارجية في الشرق الاوسط على امتداد العقود الماضية دور اساسي من خلال البوابة الغربية – الاسرائيلية و هو الامر الذي اسسس لتراكمات من الهواجس و الشكوك و الحساسيات و التواترات بل حتى لاشتباكات مسلحة بين بعض العرب و الاتراك و كاد ان يصل الى حرب شاملة في نهاية العام 1998 بين تركيا و سوريا بسبب وجود حزب العمال الكردستاني و زعيمهم عبدالله اوجلان في سوريا ، و لكن سوريا عمل على تجنب الحرب و ضحى بصديقهم و بذلك سلم عبدالله اوجلان الى الدولة التركية على كف من الذهب ، و بعد ذلك تطورت العلاقات الدبلوماسية و السياسية و الاقتصادية بين البلدين و خاصة بعد استلام السلطة في تركيا من قبل حزب العدالة و التنمية ذات الطابع الاسلامي في نهاية عام 2002 ، و ان هذا الحزب عمل على جبهتين ، الجبهة الاوربية من خلال التفاوض و التقارب مع الدول الاوربية لانضمام الى الاتحاد الاوربي ، و من جهة اخرى عمل الى التقارب مع الدول العربية و الشرق الاوسطية للعب الدور الاساسي في رسم سياسة المنطقة و خاصة بعد دخول القوات الامريكية الى المنطقة بشكل عام و العراق بشكل خاص بعد عام 2003 ، و ان النزعة الاسلامية لسلطة العدالة و التنمية تمظهرت في تقارب اكبر مع ايران و في توثيق العلاقات الاقتصادية مع دول الخليج كما ان العلاقات مع سوريا تجاوزت توقعات الكثيرين من المراقبين من خلال الاتفاقيات الامنية و السياسية و التجارية ، و لان هواجس الامبراطوريات القديمة دغدغ مشاعر العثمانيين و الفارسيين في المنطقة ، و كل طرف حاولت و تحاول استخدام اجندتها السياسية في العراق للضغط على الولايات المتحدة لتحقيق مآربهم القديمة في المنطقة ، و بذلك فان مصالح الولايات المتحدة الامريكية تضاربت مع مصالح انقرة ، على الرغم ان حزب العدالة و التنمية عمل على اجرى بعض الاصلاحات السياسية لانضمام الى الاتحاد الاوروبي و لكن فان ممثل الاتحاد الاوروبي في تركيا هاينز كراتشمير قال : بان الجيش التركي عاد الى نفوذه السابق في الحياة السياسية ، في حين ان الجيش في الديمقراطيات الاوروبية يخضع لامرة السلطة السياسية دائما ، كان الجيش التركي يحمل حساسيات تتعلق بالهوية العلمانية للدولة تجاه النزعات الاسلامية . و يحمل قادة الجيش حساسية عالية جدا تجاه الموقع الرسمي الاعلى ، اي رئاسة الجمهورية التي هي رغم اقل اهمية من رئاسة الوزراء ، الا انها رمز (( للجمهورية )) التي اسسها مصطفى كمال اتاتورك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #


.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق إز


.. رصد لأبرز ردود الغعل الإسرائيلية على اغتيال القيادي في حزب ا




.. وزير الخارجية اللبناني يتهم إسرائيل بـ-الإرهاب- بعد انفجارات