الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذا فرقتنا السياسة يوما ** فلا ينبغي أن نخون الجزائر

عاشور سرقمة

2007 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


تعيش الجزائر في هاته الأيام ، حركة سياسية كبيرة للتحضير للانتخابات التشريعية التي ستكون الخميس المقبل الموافق ل17ماي 2007،وسأبدأ الحديث عن هاته الحركة التي أعتبرها غيمة صيف عابرة أو رياح موسمية ، لطالما سيصحو الجو بعدها ، قلت سأبدأ حديثي بتلك الطرفة التي صنع تفاصيلها أحد الأئمة في المسجد الذي أصلي فيه صلاة الجمعة في إحدى مدن الشمال الجزائري التي أشتغل بها وأقيم بها ، هذا الإمام الذي كان كبقية الأئمة كما يبدو لي على المستوى الوطني استجابوا للرسالة التي أرسلت إليهم من طرف وزارة الشؤون الدينية ، ومن ثم مديرياتها على مستوى كل الولايات ، فكان درس الجمعة دعوة لأولئك المواطنين الذين ملوا من الكلام في السياسة وتلك الخطب التي يطالعهم رؤساء الأحزاب والمترشحين كل يوم وفي كل وقت وفي كل زمان وأينما حلوا أو ارتحلوا ، ولكنهم هاته المرة وجدوا أن الحديث انتقل حتى إلى أقدس مؤسسة ، أو ذلك المكان الوحيد الذي يجدون فيه راحتهم هربا من هموم الحياة التي أثقلت كواهلهم وأرواحهم ، وحولت ليلهم إلى ظلام حالك ، ولكن الإمام أدرك أن الناس قد استاؤوا كثيرا من هذا الخطاب السياسي ، فلم يجد إلا الاعتذار والقول بأن خطابه هذا كان نتيجة لحبه للوطن وغيرته عليه ، فلو كان صادقا لكان أحسن وقال بأنه خبزة طالبة معيشة كما يقول المثل الجزائري أوأنه عبد مأمور ، لكان أفضل وأحسن ، ولم يقف عند ذلك الحد ، بل الخطبتين أيضا كانتا مواصلة للدرس ، وكان في آخر الخطبتين في كل أسبوع يدعو بالنصرة لإخواننا في فلسطين وفي الشيشان والعراق والصومال..ويدعو بالمغفرة للحاضرين بمغفرة ذنوبهم وشفاء مريضهم وعودة الغائب وتزويج الشباب ، ولكنه في هذه المرة أنساه الموضوع كل ذلك واكتفى بقوله : " اللهم انصر ولي أمرنا وقيد له البطانة الصالحة ، إن الله يامر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر واتلبغي لعلكم تذكرون ، وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله". ونحن من خلال كلامنا هذا لا ننقص من شأن هذا الإمام المحترم ، ولكن نقدم صورة عامة للأوضاع التي تسود الجزائر هذه الأيام ، إذ أصبح كل يغني على ليلاه .
وينتظر أن يتقدم الشعب الجزائري يوم الخميس المقبل لانتخاب ممثليهم في البرلمان الجزائري ، وتتنافس حول ذلك الكثير من الأحزاب السياسية التي أبرزها جبهة التحرير الوطني و التجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم والنهضة وغيرها من القوائم الحرة ، فيما ينادي البعض بعدم الانتخاب على قوائم حركة الإصلاح الوطني التي كان يتزعمها الشيخ عبد الله جاب الله ، وذلك لأنهم يشككون في مصداقية الجمعية العامة للحزب التي تم فيها الانقلاب على جاب الله وانتخاب السيد بولحية خلفا له .
ويبدو أن الشعب الجزائري قد تعب من الوعود التي يقدمها له المترشحون أحزابا كانوا أم أحرارا ، لأن سابقيهم وعدوا وأخلفوا ، وهذا التعبير نىحظه جليا خاصة على الصور التي علقتها مختلف القوائم الانتخابية فالبعض نكل بالمترشحين الذين فيها وغيروا من صورهم للتحول إلى صور كاريكاتورية مضحكة ، والبعض همه أن يقطع كل ما وصلت إليه يديه من القوائم المعلقة ، ولكن أمل الشعب ما زال قائما للبحث عن الاستقرار والعيش الكريم الذي أتعبه البحث عنه ، وخاصة في الجزائر العميقة من قرى ومداشر ، فيا ترى من سيحالفه الحظ ليكون عضوا في البرلمان .الذي يشكل هما كبيرا بالنسبة لبعض المترشحين وخاصة تلك الامتيازات من أجر مرتفع وسيارة فخمة وإقامة في أفخم الفنادق ، علاوة على النفوذ الكبير الذي يتمتع به صاحبه ، لذلك فقد أقدم بعض المترشحين على صرف مبالغ كبيرة على المواطنين وعلى بعض وعلى بعض الهيئات والمؤسسات وخاصة الدينية منها من مساجد وكتاتيب وطرق صوفية وغيرها الوهو ما جعل الشعب أحيانا لا يغريه بعض المترشحين الذين يحملون كفاءات عالية تمكنهم من التغيير الهاديء والهاف ، إذا أعطيت لهم الفرصة للصعود إلى البرلمان ، مثل صديقي الدكتور عبد الرزاق عزوز الذي عاد بشهادة الدكتوراه من جامعة موسكو الدولية ، دكتوراه في التخطيط والاحصاء ، والذي يتصدر قائمة الحزب الجمهوري التقدمي بولاية المدية ، والذي تلقى الكثير من العراقيل منذ وضعه لملف ترشحه ، حتى إجرائه للحملات الانتخابية ، هذا الصديق مكث في موسكو سبعة عشر سنة درس اللغة الروسية فأتقنها واشتغل في تركيا ، وهو يتقن خمسة لغات ، وهذه ليست حملة لهذا الصديق العزيز ، ولكن ضربت مثالا به على تلك الكفاءات التي ربما تذهب وتدوسها الأقدام ، ولا ينتخب عليها الشعب ، لأنها لم تنفق أموالا كما يفعله البعض لشراء التوقيعات ثم الأصوات .
أتمنى أن يعي الشعب ، أن صوته مسؤولية ، لذلك يجب عليه أن يتريث في الاختيار ، ويجب عليه أن يتقدم للانتخابات في اليوم الجور جي كما يقال بالفرنسية بالفرنسية أو اليوم الفيصل .
ونقول للذين يمارسون التفرقة بين الناس باستعمال السياسة ، ما قاله أحد الشعراء :
إذا فرقتنا السياسة يوما ** فلا ينبغي أن نخون الجزائر .

أ.عاشور محمد سرقمة
أستاذ جامعي
المركز الجامعي المدية الجزائر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تعيش باميلا كيك حالة حب؟ ??????


.. نتنياهو يعلق على تصريحات بايدن بشأن وقف إرسال أسلحة لإسرائيل




.. مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بوتين يوافق على سحب قوات روسية من مناطق مختلفة في أرمينيا




.. باريس: سباق البحث عن شقة للإيجار • فرانس 24 / FRANCE 24