الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروع الهلال السامي تعزيز للحلف الانجلو - فرنكو -امريكي

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

2007 / 5 / 15
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


من يتابع الشؤون الدولية يلاحظ أن من يراهن على خلاف أو تضارب المصالح الأمريكية والفرنسية يجهل تماما العلاقات الدولية فالقطب الأمريكي الواحد الذي يهيمن عليه المحافظمون الجدد يحبون أن يظهروا أعضاء نادي المحافظين الجدد من القادة الأوروبيين على أنهم قادة دول عظمى .

فهم يحبون أن يظهر ساركوزي على أنه صاحب الكلمة العلياء في مناطق النفوذ الفرنسي وأن يظهر رئيس الحكومة البريطانية بمظهر صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الكومنويلث وكل ذلك باسناد قوى من أمريكا فلا تريد واشنطن أن يظهر ساركوزي بمظهر من يتلقى الأوامر من رايس وزيرةالخارجية الأمريكية .

عندما أعلن مشروع الهلال السامي كان ساركوزي المرشح الأكثر تحمسا له لدوافع شخصية وهكذا كان الأفر حظا وفاز بالانتخابات وتنفيذ المشروع في مناطق النفوذ الفرنسي سوف يتم بدعم وإسناد منه وفي العلاقات الدولية التدخل الدولي لأي قضية لايتم إلا عبر قنوات الكبار فيما بينهم فرئيس مالي لايستطيع أن يجلب أمريكا لصراعه ضد الطوارق إلا بدعم دول كبرى وهو ما جعله يسييس مكافحة الإرهاب ويطلب دعم مصر والجزائرحتى جرت المناورات التي تمت العام الماضي.

والمؤتمر الوطني لتحرير أزواد لا يستطيع إفشال برامج رئيس مالي إلا بمساعدة ممن هو أقوى من مصر والجزائر مثل اللوبي الإسرائيلي ولترجيح كفة أي من الطرفين يجب حسم الموضوع عبر فرنسا المستعمر السابق وصاحبة النفوذ في المناطق الفرنكفونية ومع إعلان مشروع الهلال السامي كان من الضروري أن يدعم اللوبي الإسرائيلي مرشح يرجح كفة استقلال الطوارق ويلغي مكافحة الإرهاب المستعملة ضدهم .

وهكذا يخيب أمل من يراهن على وجود تنافس بين فرنسا وأمريكا فالعلاقة الفرنسية الأمريكية هي مثل العلاقة البريطانية الأمريكية وأن ساركوزي حليف لواشنطن وأن فرنسا دولة عظمى في مستعمراتها بدعم لوجستي أمريكي وأن المحافظين الجدد يحبون أن يظهر قادة الدول الأوروبية الموالين لهم بمظهر القادة العظام أصحاب القرار في مناطق نفوذهم .

إن الأسلوب الذي استخدم في بناء دولة إسرائيل مرشح لتكرار مع الطوارق يقوم ساركوزي بإصدار وعد بقيام دولة الطوارق على طريقة وعد بلفور لأن الطوارق في مناطق نفوذه الأفريقية ثم ترعى واشنطن دولة الطوارق المستقلة كما رعت دولة إسرائيل ويكون ما حدث في الشرق الأوسط من تثبيت لدولة إسرائيل يتكرر في غرب إفريقيا تثبيت دولة للطوارق بدعم غربي أولا فرنسا تبني الدولة ثم أمريكا تحميها من أطماع دول الجوار.

بقي أن تفهم دول الجوار أن الطوارق قرروا الاستقلال ولن تستطيع قوة منع ذلك وعليهم أن يكيفوا وضعهم مع ذلك والفرق بين الطوارق واليهود أن الطوارق مسلمون على مذهب الإمام مالك وهم أصحاب الأرض ولا يختلف اثنين على ملكيتهم لأرضهم شمال مالي والنيجر ولم يهجروا من أوروبا أو أسياء بل هم أصحاب أرض قسمت من فوقهم والآن رئيس الدولة المستعمرة التي قسمتهم يمنحهم وطن في الجزء الذي كان ضمه للزنوج وهو شمال مالي والنيجر بينما يبقى الجزء الموجود في الجزائر جزء من الجزائر ويلعب طوارق الجزائر دورهم في الجزائر كمواطنيين جزائريين لايحق لأحد الحديث باسمهم أو توريطهم في مشاكل فهم جزائريين متمسكين بوطنهم ونحن نشجعهم على وطنيتهم ويقربوا بين الجزائر ودولة الطوارق المستقلة كما يقرب البشتون في جنوب أفغنستان بين باكستان وافغنسان .

خلاصة القول مشروع الهلال السامي يوحد المصالح البريطانية والفرنسية والأمريكية في الشرق الأوسط وشمال وغرب افريقيا وأن بريطانيا تنفذ جزءها في الشرق الأوسط والكومنويلث وفرنسا تنفذ جزءها في افريقيا وأمريكا ترعى القوتين العظميين بريطانيا وفرنسا ضمن منظموتها الغربية الأطلسية وأن بريطانيا وفرنسا تستمدان عظمتهما في مناطق نفوذهما من الدعم اللوجستي الأمريكي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد