الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نملك جرأة تسمية الأشياء بمسمياتها...؟

يونس العموري

2007 / 5 / 15
القضية الفلسطينية


ما الذي يجري بالأراضي الفلسطينية...؟؟ وما هو طبيعة مسار الأحداث...؟؟ ومن الذي يتحكم بالمزاج العام ..؟؟ وما حقيقة تلك العناوين التي تطالعنا فيها كل يوم صحفنا المحلية ..؟؟ بل من المسيطر الفعلي اليوم على الشارع الفلسطيني...؟؟ هل هي بالفعل الأجهزة الأمنية وامراء الفعل السلطوي ..؟؟ ام ان القانون قد صار ضحية من ضحايا فعل البلطجة ..؟؟ واصبحت هوامش فعل الزعرنة واسعة لدرجة انها متشعبة الأشكال والنفوذ بشكل افقي وحتى عمودي ... وصار لهذا الفعل امتدادته على مختلف مساحات الوطن وبمختلف المناطق وله بؤره وممالكه التي تحمي امراءه بالغطاء العشائري العائلي تاره وبالغطاء الفصائلي والشللي تارة اخرى...
كثيرة هي الأسئلة التي تفرض نفسها... بل كثيرة هي الإستفسارات التي تدور بأذهاننا عما يجري ولماذا كل هذا العنف اتجاه الذات واتجاه الداخل... ؟؟ ومن اين أتى ويأتى هذا المخزون من فعل البلطجة...؟؟ واين هي تلك السلطة بكل قوامها وهيكليتها... واين نحن من تقاليدنا الوطنية الكفاحية ...؟؟ واين اضحت صورة فلسطين اليوم..؟؟ جريمة قتل هنا .. واخرى اقل ما يقال عنها (انحطاطية) وخارجة عن المألوف... اين نحن اليوم من سيادة القانون..؟؟ ومن مسألة السلم الأهلي والمجتمعي ومن الأمن الحياتي بالمفهوم الإجتماعي ..؟؟ بل اين نحن اليوم من الأمن الوظيفي في ظل انهيار المؤسسة الوطنية عموما..؟؟ اين نحن اليوم من الإستقرار الحياتي بشكله العملي وتوفير اسباب صمود المواطن بالمعنى المجتمعي...؟؟ اين هو ذاك المواطن الذي يملك زمام المبادرة..؟؟ اين كل تلك القوى الفعلية في المجتمع التي تملك جرأة التصدي لفعل البلطجة...؟؟ كل شيء هان واضحى محل شك وتشكك من قبل هذا المواطن البسيط في ظل انهيار منظومة القيم المجتمعية الوطنية الكفاحية في الوقت التي تحولت بنادق الكفاح الوطني الى بنادق للفعل البلطجي واصبحت مجرد بنادق تُستثمر في حسابات الفعل الفصائلي الفئوي الضيق وتعمل لصالح خدمة زعماء الطوائف الحزبية والفصائلية.. كنا قد قلنا ان فعل الإقتتال الداخلي ما بين فصائل الفعل الوطني سيحمل في طياته نتائج كارثية ولن تتم السيطرة على امتدادته... في الوقت التي تحولت فيه البدقية الوطنية الى مجرد خادمة ومطيعة لرغبات الزعيم الفلاني ابن الفلاني ابو الفلاني والذي بلا شك انه مرتبط بأجندة اخرى غير وطنية ولا اعتقد ان للفعل الوطني في حساباته حضورا فعليا... وها قد اتت ساعات الإستحقاق الحقيقة التي لطالما حاولنا التستر عليها واخفاء عوراتنا بورقة التوت.. فحينما يهون الوطن على من يدعي انه يحمي ويعمل من اجل الوطن وشعبه وتصبح القيم والمفاهيم الوطنية مجرد شعارات لتسويق المصالح الشخصية وتلك التنظيمية الفئوية الضيقة على حساب قضايا الوطن الكبرى يصبح كل شيء مباح وتختلط المفاهيم ببعضها وتضيع معايير الحق مختلطة بمفاهيم الباطل وتسقط كل اشكال الممانعة الفعلية لفعل السلب والنهب للتراث الوطني الكفاحي للشعب وضياع التراكمات الإنجازية الفعلية على مدار عقود الفعل النضالي الأمر الذي يعني تصدع بالمفهوم التراثي الكفاحي الوطني الذي ارسى قواعد مجتمعية كان لها الأثر الكبير والفضل الأكبر بحماية المشروع الوطني برمته الذي اصبح في مهب الريح بعد كل هذه الفصول من فعل الإقتتال الفصائلي الداخلي وبعد ان اضحت عناوين المشهد الفلسطيني اليومي مجرد عناوين لحالة الوقائع الفلسطينية المجتمعية حيث انعدام الأمن المجتمعي وسيطرة الفعل المليشوي والعصابات العشائرية والعائلية وحملة البنادق المشبوهة التوجه والأهداف... وباتت الجريمة المنظمة جزء من الصورة الفلسطينية العامة بل انها بدات تأخذ ابعاد افقية وعمودية بالشكل والتوجه... وكل هذا بسبب انهيار المقدسات الوطنية التي لطالما شكلت السياج الحامي للقيم المجتمعية حتى في ظل سيطرة الاحتلال الفعلية على كل الأراضي الفلسطينية ما قبل قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية وكافة اجهزتها الأمنية التي من المفروض انها اولا واخرا قد جاءت من اجل حماية المشروع الوطني وكبح جماح فعل التخريب عبر الأساليب الإجرامية والتي تصب بالنهاية بتقويض المشروع الفلسطيني العربي القومي التحرري والذي يواجه اليوم التحدي الأكبر والمتمثل بجملة التحديات الداخلية للوقائع الفلسطينية والتي تهدد بإنهيار اركان هكذا مشروع له تراثه وتراكماته الوطنية العروبية... ولعل اهم تلك التحدياات التي يواجهها المشروع الفلسطيني اليوم هي حالة الفوضى العارمة المسيطرة على الشمهد الفلسطيني ككل واختلاط الحابل بالنابل حيث ان الفعل الفوضوي لم يتوقف والفلتان لم يضبط منذ توقيع اتفاق مكة وسقط العديد من القتلى والجرحى ، في نزاعات حملت طابعاً عائليا للالتفاف على هويتها التنظيمية وما رافق ذلك من عمليات قتل وحرق للمنتديات والمطاعم والمؤسسات واقتحام المهرجانات وعمليات الاختطاف التي كان اخرها الصحفي البريطاني الن جونستون. الا ان الانفلات هذه المرة يحمل مخاطر اكثر من تلك التي مضت عقب اغتيال احد القادة الميدانيين البارزين لحركة فتح وما اعقبه من اتهامات متبادلة بين الحركتين، وجدت ترجمتها في عودة المظاهر المسلحة ونصب الحواجز والاعتقال على الهوية التنظيمية في شوارع القطاع .لا شك ان الاوضاع الداخلية مهددة بالانفجار الكبير اذا لم تجر عملية معالجة لملفات كثيرة خاصة ملف الاقتتال الداخلي بين فتح وحماس على اسس موضوعية وفعلية تأخذ بأسباب الإقتتال الحقيقية ومعالجتها وفضح امراء الفعل الإقتتالي اولا وكشف حقيقة اجنداتهم.
ان النظرة التحليلية للأمور الأنية والراهنة لتؤكد انه من ممكن تطويق الاحداث ولكن مؤقتا والسبب في ذلك انه ما تزال هناك مصلحة لتلك الاطراف في وجود حكومة الوحدة الوطنية ولا تزال لديها مصلحة طالما هي من خلالها تحقق اهدافا خاصة وفصائلية، كذلك فان بقاء حكومة الوحدة لن يمنع الصراع على السلطة باشكال مختلفة حتى لو كان من بينها الاشتبكات على نطاق ضيق.
اعتقد ان المطلوب اليوم واكثر من اي وقت مضى هي الجرأة الصريحة والواضحة بهدف تسمية الأشياء بمسمياتها وفضح كل الممارسات والأفعال والتي باتت بحق مخزية ولا تعبر عن اصالة وحقيقة الشعب الفلسطيني بكافة اعرافه وتقاليده الوطنية والكفاحية وهو الأمر الذي يتطلب اولا كشف كافة المتورطين بفعل الجريمة المنظمة وتعريتهم وسحب الغطاء التنظيمي عنهم. واقالة كافة المسؤولين المتورطين بفعل المحاصصة وتجييش الشارع وتجنيده خدمة لمصالحم واجنداتهم الخاصة. ولعل الأهم برأيي ضرورة المبادرة المجتمعية بكل التشكيلات الجماهيرية وان تأخذ دورها الفعلي والريادي وان تتصدى لفعل الجريمة ولفعل الإقتتال الداخلي وذلك عبر اسقاط كافة المشاريع التي بلا شك انها تدور بغير الفلك الوطني الفلسطيني فالطالما كانت الجماهير قادرة على اسقاط اعتى الزعامات التي تتكشف حقيقتها... بل مطلوب من الجماهير اليوم ان تتصدى لفعل الجريمة العائلية والعشائرية والمفياوية المسيطرة على الصورة بالعموم ...
اعتقد ان مسار الأحداث واليوميات الفلسطينية لتؤكد ان القضية الوطنية قد باتت على المحك ومهددة بالإنهيار جراء اللامسؤولية الوطنية وعدم القدرة على ابتداع الأساليب الوطنية الصحيحة القادرة على استيعاب مهام المرحلة الراهنة وتقديم البرنامج السياسي والوطني بروافعه الكفاحية للنهوض بالمسألة الفلسطينية وقضاياها الداخلية مما يؤدي الى ضياع كامل وشامل للفعل السياسي وبالتالي الحياتي العام... ويصبح الإرتجال سيد الموقف بكل الشؤون الوكنية والمجتمعية والأمنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟