الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة الحضور و الغياب في فيلم

يسير بلهيبة

2007 / 5 / 17
الادب والفن



دم الغزال أو دم الوطن المسفوك

"أنا عايز حد أمين مؤتمن يسمع اللي حقولوا
أنا عمري ما كان لي ارض في البلد دي
وعمري ما كان لي أهل يسألوا عن أحوالي
كان لي أصحاب ..بس هي ..أحلى حاجة كنت بشوفها
هي اللي كانت الشمس ما بتشرق
إلا لما تفتح شبكها وتطل
دايما كان نورها يسبق نور الشمس"
شهادة المواطن المصري عميش قبل موته
الوطن تاريخ لامرأة محلل دمها
حينما سئل وحيد حامد كاتب القصة عن المقصود بدم الغزال أجاب :
- " مقصود به دم الوطن ولذلك طرحت تساؤلا من خلال قصة الفيلم وهو من المسئول عن هدر دم الوطن"
تدور أحداث الفيلم عن نماذج اجتماعية، تقاتل من اجل البقاء في ظل مجتمع الغاب القروسطي ، حيث يأكل فيه القوي الضيف: الغلابة المساكين ، و يحرم أبناء الوطن من اقتسام ثرواته ، وفي مقابل بقاء طبقته على قيد الحياة يجتهد في اغتيال أي حلم كما لا يتردد في اغتيال كل بريق أمل ، لا يربطه بالقاع و بالساكنين أنقاض الأرض العربية (الجنوب /الجنوب)سوى بعض الأجهزة القمعية التي تتدخل لتقبض على زوج حنان (منى زكي)، أو توظيف لتناقضات مجتمعية هو صانعها في الأول و الأخير (الإرهاب ، البطالة ، الإجرام ) .
حنان في فيلم دم الغزال فتاة يتيمة التي تظهر مند مشهدها الأول ، بئيسة ، معدمة ، مغلوب على أمرها ،ملامحها التائهة تعبير بالنيابة عن قهر النساء، ويفصح عن عدم رضاها عن عالتها وتبعيتها للرجل ، وتحاول من خلال رفضها لنظام الإعالة الذي يرتبط بالعم عميش و العم عبده ان تقبل بزواج هو الآخر لا يقل تبعية و قبولا بنظام العالة ،بل حتى بشروط الحد الأدنى بالقبول باستمرارية الحياة تفاجئ حنان بزوج مدمن للحشيش ، مهنته الوحيدة بيع الحشيش ، ينسلخ من أسرة منحطة موقعا وموقفا ، كتعبير عن حدة الأزمة الاجتماعية وتأثيراتها على الوعي الجمعي وهيمنة الثقافة السائدة التي يجد فيها النظام الرسمي( مشهد العرس يظهر مجتمع بكامله غارق في الكحول و الحشيش ، والعربدة ).. حنان التي فجعت مرتين ، في وحدتها وعزلتها وأنوثتها المغتصبة من جهة ومن جهة أخرى في بلد لم يقدم لها غير الشقاء و الاضطهاد و التهميش ، تفجع مرة أخرى في رجل اعتبره المجتمع ستر وغطاء لها " ظل راجل ولا ظل حيطة " ، تفترش غطاء رجل هو الأخرى منبوذ ويعالج نبده بانخراطه التلقائي في قانون تعاطي الأفيون و الحشيش ، كما يرى الجنس /الزواج - وهو المعدم - الثمن الوحيد الذي سيقبضه جسدا وروحا مقابل ما دفعه من صداق ، إلا انه هو الآخر سيفجع بدوره من قبل رجال الأمن الدين سيعتقلونه ليلة العرس دون أن يتحقق له ما أراد .
.ينتهي العرس بمأثم كان الهدف منه حسب العم عبده ستر الفتاة بأي ثمن ، انطلاقا من كون المرأة عورة وعبء على المجتمع الدكوري ، وان يكسب في حقها ثواب او صدقة جارية ، مما يثير غضب العم عميش الذي يعتبر أن عبده قد أخل بالوصية وقدم حنان لقمة صائغة لكلاب المجتمع ، وانه بدلك يكون قد الحق بها الضرر ، عوض الوفاء لأبيها ، تقف حنان لحظاتها المؤثرة التائهة ، تبحث عن نقطة أو بريق أمل ، تنادي ظل الرجل من اجل الاستقرار، بحثا عن ملاذ امن بعيد عن الرذيلة و القهر و التيهان ، فلا تجد إلا مجتمعا غارق في الفساد و الاضطهاد،، كل المجتمع يهوي تحت قدميها حافيا هو الأخر ، لا مبادئ له و لا قانون ينظمه سوى قانون الإقصاء و القمع و الرجم لصوتها الساكن أعماقها بكل أطياف العذاب و العقاب ، يتدخل العم عبده محاولا تخفيف شدة الأثر النفسي لعقاب يعتقد انه الهي " باسم القدر و المكتوب " قائلا:
-" يالله يا بنتي ..
-تستنكر بحيرة : على فين يا عم عبده ..
يجيب بارتباك : على بيت زوجك ،انت الآن على ذمة راجل ..صحيح هو في شدة بس انت امرأته ..كل ده قدر و مكتوب ."
تتجه الفتاة المغتصبة طفولتها و شبابها إلى بيت حماتها ، حيث تطردها بدعوى خرافة النحس ، و الفأل السيئ ، وتعتبر الله طيلة سنوات منجي لولدها الحشاش ، حيث سبق أن تزوج قبل أربع سنوات ولم يصادف نفس المصير ... ترتمي حنان بحثا عن الاستقرار و الاستقلالي في أحضان سيدة بورجوازية تهرب من ماضيها ، وتتاجر بكل شيء ، وباسم الأمانة وشرف المهنة و سريتها ، تستقبل الفتاة اليتيمة ، حيث تعكس سيدة المجتمع مختلف أشكال الانحلال و البذخ في عالم رجال الأعمال ، تقامر بكل شيء حتى عفتها و هي فتاة شابة و فيما بعد بفلذة كبدها الوحيد مقابل الظفر بسلم المجد ، في حين يتهدد استقرارها العائلي غيلان البورجوازية المتفسخة في فسادها ، ترى في حنان ماضيها و فقرها و حاجتها إلى من يساعدها في وجه عاري آخر (نسبة إلى مؤلف نوال السعداوي : الوجه العاري للمرأة العربية ) لحقيقة شخصيتها المزدوجة ، فتحاول تقديم المساعدة لها ، إلا أن الفشل يتعقبها بالنظر إلى الإطار العام المرتبطة بعلاقة الدولة بالإرهاب و جذوره، حكم سلفا في تواطئ مكشوف بين الرجعية على دم "حنان " ..الدولة من جهة التي وظفت حنان كدرع بشري للقبض على الشيخ ورشة ، و من جهة أخرى طلقات رصاص الجماعات الإسلامية التي أسالت دم حنان وأهدرته ..
الراقصة صفوة ترقص وتراقص الطبلة لتحرر مكبوتات الرجال ، فلذة النظر في الجسد النسائي المتحرك من منظور الحاضرين او : بالنظر الى ما يرسمه الايقاع على خصر الحزام ، "المعازيم " لا تعبر الا عن حاجة مكبوثة في رفض الرقابة الدينية و المحضور في ثقافة الزواج و البحث عن بدائل لأكوام الأجساد النسائي المركونة في المنازل ، تتاجر صفوة بهزات الخصر لتثير شهوات الرجال ، فتثيرهم غرائزهم من خلال الابحار في مسيرة السكر و ابتياع الحشيش ،صفوة لا يهمها تجسيد النمط الفني الشعبي المطلوب تبنيه إرضاء لإنسانية الإنسان ، بل إن واقعها الاجتماعي دفعها لان تجسد نموذجا كئيب مظلم يخضع لقانون من يدفع أكثر .
سال دم "حنان "..سال دم وطن بأكمله يئن تحت الفقر و ديكتاتورية الأسواق فيحول الجميع إلى غاب ، الكل فيها يتسارع من اجل البقاء..تموت براءة حنان و على الجنبات يقف مشاريع موتى وطابورات إلارهاب، في ظل أحياء ملؤها أحزمة الفقر و الجوع و القهر
الوطن في سيكولوجية الرجل المهدور او الوجه العاري للرجل المقهور .
"عم عبده " صديق والد حنان و نادل بأحد الأندية التي يستمتع فيه الوزير يعتبر نفسه مسئولا عنها ، طبقا لوصية أبوية مفادها " استر عليها" في حين أوصى الأب صديقة عميش بقوله " صنها " ، لا يتردد في طرح مقاربة غريبة ، ليلة عسكرة العرس بقوات الأمن ، لكنها
لسان حال الإنسان المقهور في المجتمعات الطبقية :
* " لو الفرح ده كان في لوكندا (فندق) ، وكل المعازيم وزراء و ناس أكابر ، وكانوا بيشربو بانكو ولا بيشموا هيروين ، كنت حاتنكد عليهم ، أكيد واحد من المهمين حايقولك ما عليش ، وكنت حا تعملوا خاطر ، فيها إيه لو عملت خاطر لواحد غلبان زي "..
ينتهي العرس المأثم ، كان الهدف منه حسب العم عبده أن يستر الفتاة بأي ثمن ، طالما أن المرأة عورة وعبء على المجتمع الدكوري ، وان يكسب في حقها" صدقة جارية" ، مما يثير غضب العم عميش الذي يعتبر أن عبده قد اخل بالوصية، الحق الضرر بها ، بل وقدم حنان لقمة صائغة لكلاب المجتمع .
الشاب ريشة عاطل عن العمل، طبال الراقصة (صفوة ) نموذج آخر من ضحايا الإرهاب المضاد لمجتمع الملكيات الفردية و الاستفراد بالسلطة ، مما يدفعه للحلم بان يكون أحد من هؤلاء المستفردين بالحكم و القوة ،من خلال احتمائه بالجماعات الإسلامية ،وقد اتضحت ركائز مجتمع الملكيات الفردية حينما سال ظابط الشرطة احد سائقي سيزار ة( كان على مثنها الشيخ رضا ريشة يختبئ فيها )عن أسباب تسترهم على الإرهابي ريش فرد احدهم قائلا :
*- السائق :يا باشا أنا كنت بس بسوق بقولي أحوج (انعرج) يمينا فأحوج ..يقول لي خش شمال اخش .
*- الضابط : كل ده على عين وراسي ..بس أنا عايز اعرف هو كان عاوز يعمل ايه بالعربية .
*- المساعد : يابيه تسمح لي اسأل حضرتك سؤال..هو السيد رئيس الجمهورية يطلب منك طلب حاتنفد ولا لا ؟
*- أنفد طبعا .
*- اهو احنا عملنا كده ..الشيخ ريشة زي ما انت عارف رئيس جمهورية حتثنا وأمرني اجب له عربية فجبت
السائق : وأنا كمان ما قدرش ما نفدش طلب لرئيس جمهورية حثثنا..
ريشة ، دو النظرات الحادة ، دو مظهر الطيبوبة و السكون الذي يسبق العاصفة ، يمنعه من الوصول إلى حنان اليتيمة، زواجها من جهة ومن جهة أخرى الهجام أو البلطجي الذي يترصد حنان بمنطق القوة و لا يتردد في استعراض عضلاته ، في البدء عمل الهجام على فرض الطلاق بالقوة على الحشاش ثم بعدها رصد الطبال ريشة (مشروع إرهابي ) ، و اعتدى عليه بالضرب أمام أهالي الحي و أمام حبيبته ، يحاول ريشة أن يتدارك الهزيمة فيظهر بمظهر بمظهر الفارس المغوار لحبيبته حنان، الصيد الذي تتلقاه الأعين بشغف المنتظر لسقوط الفريسة ، يخفي بدواخله حنقا و حقدا على المجتمع الذي لا يتحدث إلا بمنطق الأقوياء مما دفع به إلى البحث عن قانون أخر يقيه إرهاب الدولة و إرهاب الشارع ، انه إرهاب الجماعات الإسلامية ، فكل من يملك حد السيف وينتظم في الجماعة يصعب اختراقه او إيقاع الهزيمة به ، حيث لا الدولة و لا جماعة البلطجية قادرة على إلحاق الهزيمة بريش ورجاله ، بناءا على ميثاق تفوضي ، يربطهما (ريشة و الجماعة) اتفاق ضمني مفاده : أن ينفد ريشة أوامر الجماع دون قيد او شرط في حين تجهزه اقيادة بالرجال الضروريين لفرض هيبته باسم الدين و تلقبه بأمير الجماعة الشيخ رضا ريشة ، بل لا يتردد الطرفين باسم الدين ان يمارس البعض منها عملية الفتوى في حق ابناء عمومتهم من المجرمين بفرض القصاص بناءا على فهم انتهازي للشريعة " القصاص " ، فأنت في نهاية المطاف مطلوب هدر دمك إما بإقامة الحد من خلال الإرهابيين و انفجاراتهم وإما من قبل الدولة من خلال انعكاسات سياساتها و تضييقها على الحريات .
مات العم عميش وهو يحاول إتقان احد دوره المهني المختل ، فلكي يضمن قوت يومه يتوجه العم عميش كلما دعت الضرورة إلى إشارة المرور ويرمي بنفسه في أحضان احد السيارات الفاخرة ، ليحصل على مبلغ مقابل تنازله عن حقوقه في حادثة سير هو مخرجها وممثلها ، الا انه في نهاية الفيلم يلفظ أنفاسه الأخيرة في احد محاولاته البائسة حيث يستفسره احد المارة قبل لفظه أنفاسه الأخيرة :
احد المارين يسأله *- يا عمي قول اسمك وعنوانك ؟
يرد عليه العم عميش *- انا ماليش اسم ولا عنوان ..انا مواطن عشوائي
صاحب العربية مالوش دنب ...دي شغليتي وانا باكل منها عيش
كنت باسترزق منها ..بردو عشوائي ...

وحيد حامد في فيلم دم الغزال:*
الكاتب السيناريست مدرسة إبداعية بامتياز بغض النظر عن الحلول البكائية التي لا تتوقف عند بلورة الإجابات العملية لأشكال التغيير ، بحيث إن معظم أعماله الجريئة لا تخرج عن نطاق التأمل و المراجعة السطحية اجيانا لطبيعة المجتمع الطبقي ، الا انه بالمقابل يثير فينا أسئلة عريضة في ظل غياب السينما البناءة و النقدية للمجتمعات العربية ،فسينما وحيد حامد تبتدئ حيث ينتهي الإخراج من التصوير ومع كل نهاية فيلم يبدئ سؤال الواقع يستفز فينا روح التساؤل عن المصير و أشكال المقاومة اللازمة ، سينما السيناريست المذكور موفقة من حيث خصوبة الفكر و ابتكار أشكال وأساليب التعبير الرمزية ، ذات البساطة المركبة أو السهل الممتنع ، فليس من السهولة أن تخاطب اللسان العام بلغة دلالية رمزية استفزازية مفهومة ، لا تقفز على الواقع بل تستنبط منها موضوعاتها وطروحاتها ، لتحلله بلغة جادة وأحيانا ساخرة لاذعة ، تدل على عمق معانات الشعب المقهور . ويظل فيلم دم الغزال على غير ما يعتقد بعض النقاد لبورجوازيين الذي تستهويهم مداخيل الأفلام وإراداتها ،تجربة جديدة في الأدب السينمائي ، من منظور بورجوازي معارض ، يحلم بالتغيير ويقاسم المتضررين من نمط الإنتاج ، عدم الرضا عن الأوضاع ، ويحمل المسؤولية كل المسؤولية للكل ، مما يزعج الكثير من الليبراليين ، المصفقين للسياسات الدولة الاجتماعية ، يرفضون هدا الطرح ويعتبرونه تحاملا على الدولة و مؤسساتها، كما صرح الناقد السينمائي طارق الشناوي كون الفيلم "يقدم لغة فنية تجاوزها الزمن من حيث الرؤية الفنية وكتابة السيناريو،و حواراته المباشرة ولغة الصريخ العالية" التي اتسم بها" وأشار إلى أن الفيلم حمل "إدانة للجميع حيث ان دم الغزال يعني البراءة فكل الشخصيات التي شاركت في الفيلم مدانة من نور الشريف وصلاح عبد الله ويسرا والارهابين والدولة في اراقة دماء براءة الشباب المصري". في المقابل اعتبرت الناقدة علا الشافعي ان الفيلم "يدين الدولة والنظام من خلال تصوير الكادرات المصورة للمنطقة التي تظهر الفقر والعشوائية وتدمير آفاق المستقبل أمام الشباب والتي جعلت من كل ابطال الفيلم شخصيات عشوائية تنتهي نهاية مفجعة باستثناء رجال الأمن وأعضاء الجماعات الذين لا يكترثون بما سيؤول إليه حال الوطن".في حين يذهب احدهم إلى اتهام الكاتب و المخرج بالسطحية:" يقدم الفيلم تحليلاً سطحياً وساذجاً لظاهرة التطرف الديني، يصور القطر المصري على انه منفلت امنياً لا تحكمه قوانين الدولة ويقدم الجماعات المتطرفة على أنها عصابات تنتقل بكل حريتها وتفرض سيطرتها وتطبق قوانينها في حين إن قائدها الذي تحول من طبال إلى أمير الجماعة مازال يمارس الرذيلة ولم تردعه أفكار الجماعات المتطرفة التي كانت تستخدمه طعماً للجهات الأمنية حتى تنفذ مخططاتها التخريبية".
كلما ارتبط التخريب بمواقع الأمن و الأثرياء أضحت المحاولات التدميرية أصعب ، كون هؤلاء يتحصنون بحرسهم و قواتهم ، في حين يسهل إنزال العقاب بالفقراء .ولان الرأسمالية أضحت من خلال السياسات الاقتصادية التي تبنتها الدولة من خلال تدميرها للمرفقات العمومية ، و إثقال الشعب بالضرائب ، و إحلال نظام الامتيازات ، حيث لا تتحدث البلد الا باسم الناس المهمين أما البقية الباقية فهي تتكدس كجماعات في الأحياء الفقيرة و تآكل بعضها البعض لتتمكن من العيش.
* - من الانترنيت ، تعريف باعمال السناريست وحيد حامد : فى فيلم "ملف سامية شعراوى" (إخراج: نادر جلال، 1988) يصوغ "وحيد حامد" نصاً سينمائياً من خلال السيناريو والحوار عن قصة للكاتب الصحفى "وجيه أبو ذكرى"، يتناول "وحيد حامد" من خلالها إزاحة الستار عن أحد وجوه الفساد السياسى، فجانب من رموز الحكم يستولون على المال ويسعون لتهريبه خارج البلاد. واستمراراً من "وحيد حامد" للسعى فى هذا المجال، فإنه يصبغ من أقصوصة لـ "إحسان عبد القدوس" فيلم "الراقصة والسياسى" (إخراج: سمير سيف، 1990) يعرض فيه بعضاً من الجوانب المبتذلة فى حياة كبار السياسيين، بما فى ذلك سوء استغلال نفوذهم. كما يستند مضمون فيلم "اللعب مع الكبار" (إخراج: شريف عرفة، 1991) إلى فكرة الكشف عن انحراف بعض كبار المسئولين والمخاطر التى تنجم عن مواجهتهم؛ بما يصل إلى حد التصفية الجسدية لمن يظهر فى طريق انحرافهم . ومن خلال فيلم "الإرهاب والكباب" (إخراج شريف عرفة، 1992) نصحب المواطن المصرى البسيط الذى يتورط فى مظاهرة من العنف المسلح عن غير قصد، بينما هو يحاول أن يقتضى حقاً بسيطاً يتقاعس المسئولون الصغار عن تنفيذه، ومن خلال المظاهرة المسلحة غير المقصودة تتكشف جوانب من عورات مجتمع يفتقر إلى الحد الأدنى من الحقوق ، وسلطات ترتبك إزاء أقل بادرة خروج عن المألوف المستكين عادة. ويكشف فيلم "طيور الظلام" (إخراج: شريف عرفة، 1995) عن عوامل تآكل المجتمع المدنى التى تنمو وتتعاظم قدراتها بدون أن ينتبه أحد إلى حقيقة خطورتها، خاصة عندما يجتمع الفساد والتطرف على الإضرار بهذا المجتمع المدنى بكل مقوماته السياسية والاقتصادية والروحية. وإذا كان فيلم "النوم فى العسل" (إخراج: شريف عرفة، 1996) يطرح واحدة من نتائج القهر العام الذى يمكن أن يتعرض له أعضاء المجتمع فرادى، فيؤدى إلى نوع من الداء ذى طابع وبائى، فإنه (فى نفس الوقت) يؤكد على حق هؤلاء المواطنين فى التعبير عن شكاواهم والمطالبة بمواجهة الداء لعلاجه.، وفى مرحلة لاحقة ينتقل بنا "وحيد حامد" إلى فكرة خطورة القهر الانسانى الذى إن تعوده الإنسان من الممكن أن يصبح مدمناً له، وبدلاً من أن يقاومه، فإن إدمان القهر هو الذى يتمكن منه حتى بعد أن يتاح للإنسان أن يتخلص من هذا القهر، وهى الفكرة التى يقوم عليها فيلم "سوق المتعة" (إخراج: سمير سيف2001 ).ومرة أخرى يعود "وحيد حامد" للكشف عن عورات السلطة المتورطة فى الفساد من خلال فيلم "معالى الوزير" (إخراج: سمير سيف، 2002).
**- حامد أكد أنه كان يتمنى أن يتم انتاج الفيلم منذ عدة سنوات وتحديدا منذ 3 سنوات عندما انتهى فعليا من كتابة السيناريو ولكنه لم يجد المساعدة والدعم من قبل شركات الإنتاج التي لم تتحمس للفكرة ومع ذلك ظل يجاهد حتى ترى فكرته النور . وحيد حامد يتنازل عن أجره ككاتب سيناريو ونور الشريف مقتنع بالدور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاكرين القصيدة دى من فيلم عسكر في المعسكر؟ سليمان عيد حكال


.. حديث السوشال | 1.6 مليون شخص.. مادونا تحيي أضخم حفل في مسيرت




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص