الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة 80 عاما للشبيبة الشيوعية: صفحات ناصعة في تاريخ الشبيبة الشيوعية

زياد محاميد

2007 / 5 / 15
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


*التجربة الفحماوية- نشاط فكري وسياسي وفني ومسرحي وتطوعي لا محدود
السبعينات....سنوات المد الثوري والوطني الرائع...سنوات كفاحية مميزة...كان يوم الماء في أم الفحم..ويوم الأرض..وانتصار الجبهة في بلديه ألناصره...انطلاقه الجبهة..كان طبيعيا أن تتفاعل الشبيبة الشيوعية مع الأحداث بزخم كبير ..وكيف لا وهي الحرس الفتي واليافع للحزب الذي صنع هذه الإنتصارات....
في أم الفحم كانت جمله تحديات....المجلس البلدي يقوده الشيوعيون وحلفائهم الجبهويون والسلطة تعرقل عمله والمخابرات والفاسدون......الحزب هو القوه السياسية والشعبية المنظمة الوحيدة في الساحة...اثأر النكسة لا تزال تهز الأجيال...الكهرباء والمدرسة الثانوية....مفاهيم جديدة في البلد..حركه أدبيه فقيرة...أراضي مهدده بالمصادرة...وحتى الماء مهدد بالقطاع...ولم يكثر الماء إلا في شارع "الشريفين" حيث سالت مياه قذرة وأدخلت شارع الشريفين إلى التاريخ...شباب يتوقون للعمل والعلم لكن الأفاق ضيقه..
أمام كل هذا كان هناك أملا واحدا للشباب والجيل الصاعد ..انه النادي والشبيبة الشيوعية,,,
الركود الذي ساد العمل السياسي والثقافي لم يعجب الكثير من الرفاق....فقررا النهوض..وفعلا..بعد الاجتماع السنوي لعام 76 تم انتخاب الرفيق جمال احمد محاميد سكرتيرا للشبيه خلفا للرفيق مريد فريد..وتم انتخاب سكرتارية ولجنه محليه تحمل طاقات هائلة...وبدا العمل....ندوات سياسيه وثقافيه...تظاهرات..فرقه نحاسيه من الأفضل في البلاد...منشورات...مخيمات طفولة...مشاركه في المعارك الانتخابية....قياده مخيمات العمل الصيفي...زيارات ودية لفروع الشبيه في المناطق الأخرى....إقامة لجنه الطلاب الثانويين المحلية..
تم بناء النادي الجديد...الشبيبة قدمت أكثر القوى العاملة..نهارا وليلا...ولما حصل الاعتداء على النادي وتم حرقه لاحقا سهرت الشبيبة على حراسته أيام وليال طويلة وكانت جاهزة لتصد أي اعتداء آثم...فرق منظمه من الخلايا والرفاق تحرس ككتيبه منظمة..
في الليل.. كان النادي ملتقى الشبيبة..وكل ليله اجتماع..تفكير وعصف ذهني تلقائي وبحث عن حلول لمشاكل الشباب......ماذا ينقصنا؟؟.ماذا علينا أن نعمل.؟؟؟؟كتب لينين وماركس راجعناها سويه...الأدبيات آنذاك درست ونوقشت سوية...الغد وزعت بأكثر من 500 عدد لكل القرى المجاورة مشيا على الأقدام.....
ينقصنا مسرح؟؟نعم مسرح في السبعينات في أم الفحم..حلم ؟؟؟وقررنا أقامه فرقه المسرح...وقام المسرح.
الرفيق عبد اللطيف حصري تعهد بإيجاد نصوص وتدريب الممثلين ...والرفاق تعهدوا بالتبرع بالتدرب والتمثيل..وفعلا خلال أشهر..أقيمت الفرقة...ونجحنا بعرض مسرحية "قرقاش" للشاعر سميح القاسم مثلت إنا دور الابن –الأمير ..وشارك الرفيق فتحي جبارين وعبد اللطيف حصري وهمام وشفاء(التي استعملت البصل الظهار الدموع) وبديعة حصري ورياض وخالد نجيب محاميد..وآخرون (حوالي ا 15 ممثل) عرضت المسرحية في أم الفحم والطيرة..وعرعره..د إميل توما اعتبر فرقة المسرح التابعة للشبيبة الشيوعية في أم الفحم, فرقه رائده وطلب من الحزب دعمها بميزانيه واهتمام إعلامي..
مضت أشهر قليلة وجهزنا مسرحيه جديدة وهي نص للكاتب الرفيق محمد نفاع "وداعا إفريقيا والى غير لقاء"...من روايته الشهيرة "ودية"..وروعة النص هذا انه كتب للقراءة فقط وليس للتمثيل لكن إبداع الفرقة أخرج النص بسيناريو مسرحي...حيث قام الرفيق عبد اللطيف حصري بإخراج المسرحية ..وفعلا تحملت انأ شخصيا شراء ملابس عسكرية يلبسها الجنود الممثلون...حيث كنت اعمل في تل أبيب..وأرشدني احد الرفاق انه بإمكاني شراء ملابس عسكريه من سوق الدلالة في يافا..حيث يبيع الجنود ملابسهم أحيانا...وشرحوا لي ما العمل..وفعلا حصل...ولا أزال اذكر الخوف الذي أصابني حين حملت الملابس بكيس مخلق وسافرت بسيارات" تنار البيجو "الشهيرة التي نقلت العمال العرب من والى تل أبيب..ولم ارتاح إلا عندما سلمت الملابس للرفيق عبد اللطيف....خفنا أن نسال لمن ولماذا...ونتهم بتهم أمنيه....خصوصا إن عدد من رفاقنا اعتقل وسجن انذك, لكتابه شعارات على جدران البيوت تنادي بوقف مصادره الأراضي العربية...واجبروا على تقديم امتحانات البجروت في السجن..منهم الرفيق المرحوم مصطفى احمد محاميد والذي درس المحاماة لاحقا..وتوفي عام 94 إثر نوبة قلبيه مفاجئه.
نجحنا في تجهيز المسرحية..وقدمناها في مؤتمر الشبيبة الشيوعية في ألناصره بحضور المرحوم توفيق زياد الذي أصر على دعم الفرقة المسرحية هذه مثل إميل توما...
إثناء العرض في ألطيره في ذكرى يوم الأرض الأولى ...كان د أميل توما أحد الخطباء...وكنا(نحن الممثلون) نجهز أنفسنا خلف الستار..وفجاه دخلت أمراه بسيطة تحمل طفلا وقالت :أريد من الدكتور (تقصد د. إميل توما) أن يفحص الطفل..لأنه مريض ..ساعدوني...لا زلنا نتذكر الحادثة...
واصلت الفرقة تدريباتها لمسرحيه" المهرج" للكاتب محمد الماغوط...لكن لم يتم انجاز هذا العمل...
الفرقة النحاسية للشبيه الشيوعية الفحماوي كانت الأكثر عددا وتجهيزا..وكم افتخرنا بفرقتنا عندما كانت تقود مظاهرات أيار في تل أبيب...
الانتخابات كانت مناسبة للإبداع...الملصقات كانت تلصق على الجدران في يوم وصولها ..لا تتكدس...الدبق نصنعه من السكر والطحين بالغلي بالماء...طريقه علمنا إياها المرحوم أبو العفو...والطباخ الشاطر للدبق الشعبي كان رفيقنا المرحوم صالح الحصري..الذي توفي في عز عطائه للشبيبة..فكان يدخلنا بيته ليلا خلسة كي لا نضايق والديه....ولكن لا بد أن نسمع شكواهم لاننا لم نسكت إثناء طهي الدبق..فلا بد من ثرثره "الثوار الشباب",فكان صوت الرفيق الرائع وشيخ الشيوعيين الفحماويين أبو البديع والذي نتمنى له العمر المديد.." الناس نايمه يا صالح... وبعدين هو الشغل بخلصش..."...
لاجتماع الخلية كان طعم وذوق مميز....خلايا منظمه..لكل خلية اسم "ملتزم"..على اسم احد قياده الحركة الشيوعية..خليه ماركس او لينين..او فؤاد نصار أو عبد الخالق محجوب....أو سلام عادل....
نبدأ الاجتماع بأغنية ثورية يعرفها الجميع...ثم البيان السياسي يقدمه احد الرفاق...ثم البيان التنظيمي يقدمه سكرتير الخلية..ثم البيان المالي يقدمه محاسب الخلية..ثم بيان عن مجله الغد وتوزيعها..ليشكر من وزع أكثر ولينتقد من قصر بالتوزيع,...ثم البيان البلدي..يقدمه احد الرفاق الضيوف...وأحيانا كان يقدم بيان ثقافي عن كتاب أو كاتب أو شاعر..
كانت الخلية مدرسه بكل معنى ألكلمه....مدرسه للأخلاق والوطنية والأممية والعلم والتكافل الاجتماعي ..وللسياسة والإبداع .
الشبيبة الشيوعية كانت ويجب أن تكون أكثر من تنظيم شبابي سياسي..يجب أن تكون كليه للمعرفة السياسية والأخلاقية والثقافية..
والشبيبة الشيوعية هي المنبع العذب للثوريين الحقيقيين الذين يعتبرون أن لهم دور اتجاه بلدهم وشعبهم...
ما كتبته لكم جزء بسيط من روائع النشاطات للشبيبة آنذاك..اعتقد أنه آن الأوان لا نعود ونهتم بالشبيبة لنعيدها لعصرها الذهبي...
بالنسبة لام الفحم..فان أروع صفحات النضال الفحماوي الوطنية والأممية في النضالات التي قادتها الشبيبة الشيوعية وعلى رأسها يوم الماء الشهير ويوم التصدي للفاشي كهانا وزمرته, وأيام مخيمات العمل التطوعية الأممية..وأيام الحركة الفنية والمسرحية..حين لم يفكر احد في مصلحه وطن او قوميه او شعب أو بلد..كان الشباب الشيوعيون يعملون ويسهرون الليل الطويل من اجل أضاءه الطريق للأجيال الصاعدة في أم الفحم ..إنها فعلا صفحات مضيئة في تاريخ اتحاد الشبيبة الشيوعية ..ولن نسمح لأحد بسرقة التاريخ الكفاحي المجيد الإسرائيلي ولا لأحد أن يزيفه أو أن يتطفل عليه......فألف تحيه للشبيه وألف تحيه لم تربى وكبر وتخرج من مدرسه الشبيبة ولا يزال على دربها ودرب الشيوعيين الثوريين.......ومبروك للشبيبة الشيوعية في البلد عيدها الثمانين....









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تبدأ من مدينة تبري


.. مقاطعة حفل ممثل هوليودي لدعمه للاحتلال الإسرائيلي




.. حزب الله: استهدفنا مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى ومزارع ش


.. الاتحاد الأوروبي يفعّل نظام كوبرنيكوس لمساعدة إيران.. ماذا ي




.. استشهاد رئيس قسم الجراحة بمستشفى جنين