الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نانسي و تدمير منزل

محمد أبوعبيد

2007 / 5 / 16
القضية الفلسطينية


الفنانة نانسي عجرم طبّقت شهرتها الآفاق العربية بشكل يندر له مثيل, شاء البعض أمْ أبى, سمح لها البعض بدخول بلاده أم رفض . معظم الصغار يرددون اسمها كما الكثير من الكبار. فنانة بهذا الوزن الجماهيري تمسي موئلاً للمعلنين, فتضع في جيدها حبلاً من ذهب, أو تدني على جسدها زي هذا المصمم أو ذاك, وترتوي من مشروب تلك الشركة, طبعاً مقابل جزيل العطاء.

لدينا مشهورة تتمنى مكانتها كلُّ مغمورة. من المفيد لو تستثمر هذه الشهرة جهاتٌ أخرى غير المعلن التجاري أو منتج الأغاني , بموافقة المشهورة, وذلك للتعريف بما لا يعرف حقيقته الكثير, خصوصاً أن الفنانين حالياً باتوا قدوة للكثير ممن هم في عمر الربيع والذين لا يعرف معظمهم من قضاياهم اللهم إلا أسماء دولهم وعواصمها, أو عدد السكان في أحسن الأحوال, من دون أن يعرفوا, مثلا ً, نسبة من هم تحت خط الفقر أو البطالة في بلادهم.

في مدينة ليخانس الإسبانية عرض فنانون أوروبيون مسرحية درامية اسمها "تدمير منزل", تحكي معاناة عائلة فلسطينية ولّدها جدار "الفصل العنصري" الذي بنته إسرائيل على الأراضي الفلسطينية. وفقا لأقوال القيمين على هذا العمل المسرحي, فإن الهدف تعريف الجمهور الأوروبي بالإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وذلك ضمن مشروع "إكتشف فلسطين". ليس غريبا ً أن يكون "الغربيون" سباقين آونة للكثير من العرب في الدفاع عن بعض القضايا العربية. هناك من دفع حياته ثمنا لهذا الدفاع مثل "راشيل كوري " الصبية الأمريكية, ذات العقدين, التي داستها جرافة إسرائيلية عندما كانت تنتفض ضد هدم منزل فلسطيني كانت ستفترسه الجرافة التي افترستهما معا. ماتت راشيل ولم تنل تكريما ًأقلّه إطلاق اسمها على شارع مهم في مدينة عربية, غير فلسطينية. إن كان هناك شارع رئيسٌ يحمل اسمها, فالمعذرة, وأتمنى أن أعرف أين يقع.

ليس الذي يرى كمن يسمع. من يشاهد جدار الفصل يشعر أن الحرب العالمية الحامية والباردة ما انفك مشتعلاً أتونها بتذكر برلين. ولعل أسئلة كثيرة تخالج من يرى الجدار الذي يصل ارتفاعه إلى ثمانية أمتار , ولم يشطر الأرض الفلسطينية إلى قسمين فقط , بل قسّم بيوتا وساحاتها إلى شطرين. لو أُجري استطلاع للرأي, خصوصاً بين الشباب العربي, بمن فيهم بعض الفلسطينيين, حول ما يعرفونه عن الجدار, قد تفاجئنا النتيجة أن البعض ربما لم يسمع به, أو في أحسن التوقعات قد يكون البعض الآخر يعرف فقط أن هناك جداراً لا أكثر,من دون أن يدرك أهمية المَعاول لهدمه.

التقصير في تعريف الشباب على بعض القضايا ناجم آونةً عن انعدام الآلة الإعلامية الضرورية, وإن وُجدتْ فإن اهتراء لغة الخطاب المستخدمة, وأحياناً تعفنها, يجعل وجود الآلة وانعدامها سيّان, لذلك لا تقع على مسامع الشباب الذين باتوا يستطيبون آلات بديلة منها آلة الفن المستحدثة. لو تغني الفنانة نانسي عجرم, أو مَنْ هُمْ بشهرتها , عن"جدار الفصل", فإن ذلك قد يؤتي أُكُلاً كل حين أفضل من ثمارمعظم الندوات والمؤتمرات وحتى النشرات الإخبارية المشكورة جداً على جهودها المبذولة للتعريف بالمصائب والمناقب, لكن الغزالَ يسبق السلحفاة.
**الإعلامي الفلسطيني بقناة العربية: محمد أبوعبيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية: حماس والفصائل جاهزة لإبرام اتفاق يتضمن وقفا دائما لإطل


.. مؤتمر صحفي في ختام أعمال قمة سويسرا بشأن السلام في أوكرانيا




.. الحرس الثوري أعلن في وقت سابق عدم التدخل في انتخابات الرئاسة


.. انتخابات الرئاسة الأميركية.. في انتظار مناظرة بايدن وترامب ا




.. جيك سوليفان: وسطاء من مصر وقطر يعتزمون التواصل مع حماس مجددا