الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركتي تيضاف بالمغرب وكفاية بمصر ابتكارين شعبيين لتفعيلﺁﻟﻴﺓ الاحتجاج

أحمد الخنبوبي

2007 / 5 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



تتسم الأنظمة السياسية الاستبدادية . بالتضييق على الممارسة السياسية داخلها ، وقمع حرية التعبير و اخماذ أي صوت داع إلى التغيير و الإصلاح . و قد تلجأ هذه الأنظمة في أحسن الأحوال إلى تحسين صورتها . بوضع أجهزة نيابية . و مؤسسات تمثيلية ، و هيئات سياسية صورية . ليس الغرض منها سوى الاستهلاك السياسي الداخلي و الخارجي. هذه المؤسسات لا تدوم مدة صلاحيتها إلا فترة قصيرة . حتى ينكشف للمواطن زيفها ، و غرضها الحقيقي ، و يتبين له عدم استجابتها لطموحاته ، و عدم ملامسته للإصلاح و التغيير الموعود على أرض الواقع ، مما يحثم على المواطنين البحث عن وسائل و أساليب جديدة و أنجح لإيصال أصواتهم و التعبير عن آرائهم . قد تكون هذه الوسائل متمثلة في الصحافة المستقلة أو هيئات المجتمع المدني ،أو اللجوء الى دعم دول أجنبية .أو الاحتجاج ﴿ المسيرات – الوقفات – الاعتصامات – العصيان المدني... ﴾ و غيرها من الوسائل و الآليات لإيصال المواقف و التعبير عن الآراء.
و قد رأينا جميعا كيف تتحكم المسيرات الشعبية في سير اجتماعات الحكومات في إطار منظمة التجارة العالمية و كيف أسقط العصيان المدني للشعب اليوغوسلافي نظام ميلوزوفيتش . و كيف أثرت حركة كفاية بمصر التي تضم فعاليات المجتمع المدني و السياسي المصري في الحياة السياسية بالبلاد و مطالبتها بوقف الاستبداد و النزيف السياسي و الاقتصادي بمصر

فهل ستسير حركة تيضاف بالمغرب صوب خطوات حركة كفاية بمصر كحركة احتجاجية ؟
لقد تشكلت النواة الأولى لحركة تيضاف بالمغرب ، بإقدام مجموعة من الفعاليات الامازيغية ممثلين في أشخاص ذاتيين ، و في هيئات جمعوية على رفع دعوى قضائية ضد وزارة التربية الوطنية بسبب تضمن بعض المقررات الدراسية لوقائع تاريخية مزيفة ، و مس بعضها بكرامة و هوية الإنسان المغربي ، و احتوائها على عبارات عنصرية ضد الإنسان الأمازيغى . و تلت هذه الدعوى جمع آلاف من توقيعات المواطنين من مختلف الفئات و الشرائح الاجتماعية . تساند الحركة و تنضم اليها في دعوتها القضائية ضد الوزارة و تندد بمظاهر التمييز و العنصرية تجاه المكون الأمازيغي ، ثم قامت الحركة بعقد سلسلة من اللقاءات و الندوات للتعريف بالحركة كحركة تصحيحية ، سلمية ، واحتجاجية ، و كحركة رقابة مشكلة من المجتمع المدني . كما عقدت الحركة ندوة صحفية حضرتها الصحافة الوطنية و الدولية لتعرف الرأي العام الوطني و الدولي بأهداف و خطوات الحركة . و أصدرت تيضاف مجموعة من البيانات و البلاغات في مناسبات عدة ، كالدخول المدرسي و ذكرى إصدار الظهير المنظم للمحاكم العرفية ﴿16 ماي 1930﴾ وغيرها من المحطات.


عنون مقال للأستاذ بلعيد بودريس نشر بجريدة الصحراء المغربية ﴿ عدد 5948 بتاريخ 3 ماي 2005﴾ ب " انتفاضة المقررات الدراسية " متضمنا خروج الصينيين إلى الشوارع بسبب تزييف مقرر دراسي ياباني للفترة الاستعمارية اليابانية للصين . وشبه المقال ذلك بدعوة حركة تيضاف ضد وزارة التربية الوطنية المغربية ، و بالتالي يمكن اعتبار ما سماه بلعيد بودريس انتفاضة المقررات الدراسية ، و ظهور حركة تيضاف الشرارة الأولى لانتفاضة ثقافية بالمغرب ستشمل مجالات عدة بدءا بالتعليم فلا بد من قلب المفاهيم الرسمية التي يعتمد عليها التعليم حاليا في المغرب ، فأي إصلاح حقيقي للتعليم يجب أن ينطلق من هذا الأساس فإصلاح التعليم ليس هو تغيير أسماء المؤسسات التعليمية و إعادة رسم جدول العطل المدرسية و كذا ميدان التاريخ إذ لابد من انطلاق ورش كبير لإعادة كتابة التاريخ بعيدا عن كل تأويل إيديولوجي أو رسمي إضافة إلى مجال الفضاء فقد آن الوقت لإدماج الأعراف الأمازيغية الايجابية التي أتبتث تطورها مقارنة مع بعض القوانين العصرية و كذا القوانين المستمدة من اجتهادات و تأويلات فقهية و لعل حق تمزالت أو حق الكد و السعاية خير دليل على ذلك حيث تم تبنيه بطريقة غير مباشرة في مدونة الأسرة الحالية ، و كذا مجال الإعلام و السياحة حيث يتم تكريس دو نية الإنسان الأمازيغي وهويته بشكل يومي .
عودة إلى سؤالنا المحوري ، فالى أي حد تلتقي و تختلف حركتي تيضاف بالمغرب ، و كفاية بمصر كحركتين احتجاجيتين.
الأساس الفكري للحركتين

بالرجوع إلى الأساس الفكري الذي تنبني عليه حركة كفاية نجد ما سماه البيان التأسيسي للحركة " مواجهة المخاطر و التحديات الهائلة التي تحيط بأمتنا المتمثلة في الغزو و الاحتلال الأمريكي للعراق ، و الاغتصاب و العدوان الصهيوني المستمرين على الشعب الفلسطيني ... " وثانيا "مواجهة الاستبداد الشامل الذي أصاب مجتمعنا مما يستلزم إصلاح شامل سياسي و دستوري .." و بالمقابل نجد أن أساس حركة تيضاف هو مقاومة كل مظاهر التمييز و العنصرية تجاه الإنسان الأمازيغي ، وتجاه الهوية الأمازيغية للمغرب و بالتالي يمكن القول ان حركة تيضاف وطنية و مناهضة للعنصرية هدفها مقاومة مظاهر التمييز ، بينما حركة كفاية قفزت على إصلاح الوضع السياسي الداخلي بموطنها مصر معطية الاولوية لمواجهة ما اسمته التحديات المحيطة بامتنا وهنا لفظ يكرس وهنا لفظ يكرس العرقية مما يجعل الحركة بعيدة عن البعد الإنساني-الحقوقي.
المكونات المجتمعية للحركتين

إن بيان تأسيس حركة كفاية مسبوق بعبارة"ان الموقعين على هذا البيان رموز سياسية و فكرية و ثقافية و نقابية و مجتمعية اتفقوا على أن يجتمعوا معا على اختلاف اتجاهاتهم السياسية و الفكرية لمواجهة التحديات ..." من خلال هذه الديباجة نستخلص ان كفاية حركة نخبوية. كونها ركزت في تكوينها على فئة المثقفين و السياسيين رغم جمعها ما يزيد عن 13 ألف توقيع بينما نجد ان الموقعين في اللوائح المساندة لحركة تيضاف تضم مواطنين من مختلف الفئات و الشرائح المجتمعية ، مما مما يعطي للحركة بعدا شعبيا و جماهيريا.
وسائل و اليات العمل

منذ تأسيسها ركزت حركة كفاية بمصر على المسيرات و الوقفات الاحتجاجية أمام المؤسسات الحكومية و مؤسسات الدولة ذات الرمزية السياسية، كمجلس الشعب ، و المحكمة العليا ، و كذا أمام مقر الحزب الحاكم لما له من دلالة و كانت كل هذهأساليب تحرك الحركة اما حركة تيضاف بالمغربفكما اشرنا سالفا ..تتنوع أساليب عملها من وسائل قضائية ﴿ دعوى ضد وزارة التربية الوطنية. .. ﴾ ندوات موتمرات صحفية جمع التوقيعات...

البدائل المقترحة من كفاية بمصر و تيضاف بالمغرب

رغم كون حركتي تيضاف بالمغرب و كفاية بمصر حركتين سياسيتين ذات بعد مطلبي و ليستا هيئات سياسية ذات مشروع مجتمعي و بالتالي فصلاحية الحركتين رهينة بتحقيق المطالب التي تدعوان اليها و تطبيق الالبدايل المقتؤحة و هدا ينطبق كتيرا على حركة كفاية اد يتبين من خلال بيانها التاسيسي ان الحركة ستنحل اوتوماتكيا بخؤوج ما اسماه الاحتلال الامريكي للعراق و نهاية العدوان على فلسطين و تحقيق اصلاح سياسي بمصر اما حركة تيضاف فستبقى كحركة شعبية للرقابة على اي تصرف للدولة يكرس العنصرية و الميز بين المواطنين داخل الدولة.


من خلال ماسبق يمكن القول بان حركتي تيضاف بالمغرب وكفاية بمصر ابتكارين شعبيين لتفعيل الاحتجاج لتحقيق ملفات, ,
مطلبية و التاثير على اجهزة القرار الرسمية في ظل هشاشة المؤسسات التمثيلية وعجز الاحزاب القائمة على تاطير .
وتمثيل المواطنين والتعبير عن ارائهم فهل سنشهد حركات احتجاجية منضمة في دول اخرى?
والى اي حد ستستفيد هده الحركات من تيضاف وكفاية بمصر.


احمد الخنبوبي
باحت في العلوم السياسية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال