الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قادة في العراق

جواد الديوان

2007 / 5 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


يبرر القادة السياسيون في العراق اجراءاتهم او قراراتهم باعتبارها نتيجة ضغوط قواعدهم وجماهيرهم. وكذلك تبرير تهديداتهم، ومنها مواقف حادة تتقاطع مع الاتجاهات المعلنة سابقا. ان تبرير المواقف القرارات والتهديدات، وغيرها يعني عدم اقتناع القائد به بالكامل، ويبدو عندها ضحية للموقف الجماعي والاغلبية (وياتي التبرير بان الجهل منتشر بين الجماهير والشعب). وهذه التصرفات تحدد دور القائد في عكس مطالب الاغلبية في الصياغة على شكل مطالب او تهديدات او انذارات او اجراءات عبر بيانات وتصريحات ومذكرات عبر وسائل الاعلام، مع ما يرافق ذلك من انفعالات وهيجان عصبي وحركات هستيرية!.
ان ذلك هو دور قديم للقائد او شيخ العشيرة، ويعبر شاعر، في الجاهلية، في تبريره تواجده في المكان الخطا وكذلك الزمن الخطا في ضغط الجماعة (القبيلة) رغم معرفته باشكاليات ذلك الموقف، فكانت تداعياته:
فلما عصوني وكنت منهم وقد ارى
غوايتهم واني غير مهتد
وهل انا الا من غزية ان غوت
غويت وان ترشد غزية ارشد
فهو ضحية لموقف جماعته وقبيلته، ورغم ايمانه المغاير لذلك الموقف (انظر كلمة عصوني).
ويتشبه بالشاعر (دريد بن الصمة) قادتنا السياسيون فيظهروا باعتبارهم ضحايا الجموع ويقدمون اعذارا واوهاما وتبريرات شتى (وردت امثلة في مقالات عديدة على المواقع الالكترونية). فان كانت القبيلة والعشيرة بعلاقتها الخاصة (شيخ العشيرة اب لكل الافراد، علاقة ابوية) منعت الشاعر من مغادرة المكان للوقاية من ضربة!. فان القادة السياسين يخشون عاقبة مواقف مغايرة، حيث تنفض جماهيرهم من حولهم! واشكالية الانتخابات القادمة. ورغم اختلاف الزمان والمكان والاسباب فان النتيجة واحدة، حيث يتخلف القادة عن صياغة راي عام ينسجم والتغيرات في الواقع والعالم، وتخشى كوادر مهنية مخالفة خطا شائع.
ويرفض شاعر عراقي في ثلاثينات القرن الماضي موقف دريد بن الصمة باصرار، بقوله:
ولا قائل: اصبحت منكم، وقد ارى
غوايتكم او انني غير مهتد
ولكنني ان ابصر الرشد اؤتمر
به، ومتى ما احزر الغي ابعد
فيتجاوز ثوابت العرب منذ الجاهلية! وتظهر بشكل واسع في هذه الايام في تصرفات القادة السياسيين او غيرهم من قادة المجتمع مثل اساتذة الجامعة وكوادر الصحافة ... الخ. والاشارة الى الرشد باعتباره محرك اساسي للسلوك والتصرفات وبناء المجتمع. ويتجاوز العصر في اشارته الى احتمالات الغي (احزر الغي)، واحتمالات خطأ الموقف والاجراء والتجمع والاستجابة للنداءات مهمة جدا، فلا ينتظر النتائج ليعرف الخطا بل يخمن ذلك. اما القادة في العراق هذه الايام يشكون للعالم ضعفهم في تصريحاتهم عبر الفضائيات (تنقل الفضائيات الاحداث لكل العالم)، وهذه صيغة اعتذار من العالم المتقدم. ويتسابق البعض على التصريحات والانذارات الحادة مع الاشارات والاصوات العالية، فيظهر الجانب الهستيري (الرحامي) من الشخصية، عندما يكون الهدف جذب الانتباه للموقف والتصرف وطريقة التصريح.
ان القائد من يشكل الراي العام، ويكون دافعا له ومحركا لكل مصادر تشكيله (الندوات وورش العمل والاعلام والاحزاب والجمعيات وغيرها). الا ان ذلك مفهوم حديث على قادتنا، حيث يتشكل الراي العام من اقوال القائد (صاغ صدام احاديث طلب حفظها من قبل الطلبة ووضعها على الكتب الرسمية!)، وتكون بعدها المظاهرات العارمة (طلبة المدارس والجامعات وعمال القطاع العام)، حيث اوامر القيادة، وقد طالبت تلك الفئات في بلد اخر قائدا مهزوما! بل سبب رئيسي للهزيمة ليبقى في السلطة. لنترحم على القائل:
سلام على خالع من غده فخارا على امسه الدابر
الدكتور جواد الديوان









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كثر المدعون وضاع المضمون
د.علي ح./طالب البورد العربي ( 2011 / 5 / 31 - 12:47 )
مقاله رائعه يا استاذ.. واضيف هنا حيث كثر المدعون بالقياده وبأهليتهم لها وللأسف لم يتقدموا شبرآ واحدآ ويثبتوا لجماهيرهم انهم اهل للقياده فضاع مضمون هذه القياده بقرارات انفراديه تدفع بالأمور الى الوراء..فهم لايصنعون القاعده الجماهيريه بل تأتي اليهم على ظهور الغير ‏‎ ‎

اخر الافلام

.. ثلاثة قتلى إثر أعمال شغب في جنوب موريتانيا • فرانس 24


.. الجزائر: مرشحون للرئاسة يشكون من عراقيل لجمع التوقيعات




.. إيطاليا تصادر طائرتين مسيرتين صنعتهما الصين في الطريق إلى لي


.. تعازي الرئيس تبون لملك المغرب: هل تعيد الدفء إلى العلاقات بي




.. إيران .. العين على إسرائيل من جبهة لبنان.|#غرفة_الأخبار