الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرة أخرى لماذا يكرهون بناء الكنائس ؟

جورج فايق

2007 / 5 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


كنت قد كتبت مقال بعنوان ( لماذا يكرهون بناء الكنائس ؟ ) نشرت بتاريخ 4 / 3 / 2006 عقب أحداث قرية العديسات وتم الإعتداء على المسيحيين على أساس أنهم سوف يقوموا ببناء كنيسة واليوم أكتب في نفس الموضوع بعد أحداث قرية بمها مركز العياط فما أشبه اليوم بأمس بل ما أشبه القرن الماضي بالقرن الحالي وبالقرن القادم على ما يبدو فهذه الأمة لا تتغير وهذا الشعب لا أمل فيه وأقوى دليل على ذلك ما حدث بقرية بمها مركز العياط والتي لا تبعد عن القاهرة العاصمة ومركز الحكم إلا مسافة قليلة فبمجرد شيوع خبر ببناء كنيسة و قد يكون هذا الخبر شائعة و ليس صحيح لكن تم تجميع الأهالي بعد صلاة الجمعة للمشاركة في الغزوة المباركة لمنع الصلاة في الكنيسة المزعومة وفي هذه الهوجة تم الاعتداء على ممتلكات وبيوت المسيحيين وحرقها وإتلاف متاجرهم وفي أحيان أخرى تصل للقتل وهم يهللون ويكبرون فهم يشاركوا في أعظم عمل خيري إنساني ألا وهو منع بناء أو افتتاح معبد للكفر أو كنيسة في قريتهم المؤمنة .
وأعتقد لو أن هذا التجمهر قد تم لمعارضة نظام الحكم أو لتنظيم مظاهرة سياسية لما تهاون الأمن في إخمادها أو ما سمح بتكونها من الأساس أما إذا كان التجمهر لاعتداء على أقباط مسالمين فالأمن لا يتدخل إلا بعد حدوث الغزوة المباركة وبعد الغزوة يحاول الأمن بشتى الطرق إن يضغط على الضحايا للتصالح وتقام مؤتمرات الجاتوه والبيبيسي وتقبيل اللحى ونحن نسيج واحد وشعب واحد وإلى آخره من هذا الكلام الذي ملته الأذن وأصبح أشبه بأسطوانة مشروخة مملة شاهدناها كثيرا ولا نصدقها
وإن تعطف الأمن وقدم متهمين للمحاكمة فالأدلة مهلهلة سواء عن قصد أو عن تخاذل فلا دليل قاطع ليعاقب الجناة أو الجاني مختل عقلياً غير مسئول عن تصرفاته وبما أن الجاني لا يعاقب فهذا يشجع المزيد والمزيد من مجاهدين الإسلام على الاعتداء علينا للإرضاء إلههم والذي يبدو أنه لا شيء يرضية إلا الاعتداء على المسيحيين وكنائسهم وترويع أطفالهم والتنكيل بهم
ليت هؤلاء يجدوا شيئاً يرضوا به ألههم غير الاعتداء علينا وعلى ممتلكتنا وما أكثر أعمال الخير التي يمكن أن يعملوها في دولة أصبح الغالبية العظمى من قراها تحت خط الفقر
وإن كنتم تعانون من إفلاس روحي وفكري ولا تستطيعون أن تفكروا في أعمال خير غير الاعتداء على المسيحيين وممتلكاتهم فإليكم بعض الأفكار التي قد ترضي ربكم عسى أن ترحموا ناس مسالمين لا ذنب لهم غير أنهم يخالفونكم في العقيدة هذا إن كان مازال في قلوبكم رحمة
لو تجمعتم وقدمتم مساعدة لفقير لا يجد قوت يومه في قريتكم وما أكثرهم في هذه الأيام لأسعدتم ربكم
لو تجمعتم وجهزتم فتاة يتيمة وزوجتموها لأسعدتم ربكم
لو تجمعتم وقمتم بإنشاء مشروع ولو صغير ليعمل به بعض العاطلين لأسعدتم ربكم
لو تجمعتم واشتريتم ملابس وأحذية للأطفال العريانين الحفاة في شوارع قريتكم وما أكثرهم لأسعدتم إلهكم
لو تجمعتم وربيتم أيتام وكفلتموهم لأسعد هذا ربكم
لو دفعتم مصاريف تعليم غير القادرين في قريتكم لأسعدتم ربكم
لو قمت بإنشاء ولو حجرة واحدة لأسرة لا تجد مأوى لأسعدتم ربكم
لو قمتم بأي عمل في صالح لقريتكم وليكن مثلاً مستوصف خيري لأسعدتم ربكم
ما أكثر الأعمال التي يمكن أن تعملوها غير الاعتداء على المسيحيين المسالمين لإرضاء ربكم ولا أظن أنكم ستفعلون ذلك فقد فطمتم على الكره والتعصب ورفض المخالف وقمعه وإيذائه مستغلين أكثريتكم وتخاذل القانون في عقاب الجناة وترسخ في عقولكم أن إيذاء الغير فقط هو المطلوب منكم لنصر دينكم حصرتم الخير فقط في الجهاد ضد أشقائكم في الوطن والتضييق عليهم انظروا ماذا فعلتم بمصر ؟ لقد أصبحنا ندور في حلقة مفرغة متفرغين للخلافات ولا نجيد إلا الهدم والحرق بالله عليكم ما يضركم من بناء كنيسة في القرية؟ انظروا إلى الحالة التي وصلنا إليها وتراجعنا في كل شيء وعلى كل المستويات لتفرغنا للتعصب والكره بدلاً من العمل والبناء
لا يهمنا انهيار بلدنا وتدني الخدمات وانتشار الفساد وانحطاط مستوى المعيشة وكل الذي يهمنا إلا يبني المسيحيين كنيسة في قريتهم وكأن عدم بناء الكنائس هو الذي سوف ينهض بمصر
ففي الوقت الذي تشارك فيه حكومة الإمارات في افتتاح كاتدرائية للأقباط في أبو ظبي في احتفال رسمي والأقباط هناك عاملين وافدين على الأمارات وليس مواطنين لهم حقوق المواطنة
في نفس الوقت يمنع الأقباط من إنشاء ولو مبنى صغير في قريتهم يتعبدون به لربهم وهم مواطنين ومن المفروض إن لهم حقوق في بلدهم و ابسطها حرية إقامة شعائرهم الدينية وبناء كنيسة تخدمهم
في النهاية ليس في يدي إلا أن أقول ليتنا نفكر لما تتقدم البلاد و نحن نتراجع ؟ أين نحن على كافة المستويات من الأمارات الدولة الناشئة بالقياس لتاريخ مصر وعمرها ؟
لما هذا الحقد و المقت الذي في قلوب المصريين ؟ ما شأن الأخر في عبادتي و ما يضره أن كنت كافر أو مؤمن ؟ ما يضر القرية أن بنيت كنيسة على ارض مسيحيين وبأموال مسيحيين ؟ ماذا يستفيد هؤلاء من الاعتداء و الحرق وربما القتل لفئة مسالمة كل ذنبها أنها أقلية في بلد لا تعترف بحق الأقلية ؟ هل هذا يرضى إله المسلمين الذي الحق أسم من أسمائه
أن كنتم تؤمنون بالله أعطوا كل صاحب حق حقه وانتظروا حكم الله فهو قريب
جورج فايق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. … • مونت كارلو الدولية / MCD كان 2024- ميغالوبوليس


.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح




.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با


.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على




.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف