الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي.. إضافة نوعية للحركة الأمازيغية بالمغرب

أحمد الخنبوبي

2007 / 5 / 17
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


لا يخلوا أي نظام سياسي بمفهومه الحديث في العالم من وجود أحزاب سياسية أو على الأقل من وجود حزب سياسي وحيد. فكما هو معلوم تسود في الأنظمة اللبرالية تعددية حزبية (le multipartisme) تتسم بوجود أحزاب متعددة تختلف حول البرامج وتتنافس حول السلطة. وقد لعبت الأحزاب السياسية دورا مهما في انتقال هذه الأنظمة من أنظمة لبرالية كلاسيكية إلى أنظمة ديمقراطية حديثة، وقد تؤدي التعددية الحزبية في كثير من الأحيان إلى ثنائية حزبية (le Bipartisme) يلعب فيها حزبان رئيسيان اللعبة السياسية بوجود أو عدم وجود أحزاب صغيرة هامشية أو ما يمكن أن نسميه بالأحزاب أرانب السباق السياسي.
إضافة إلى التعددية والثنائية الحزبية يسود في بعض الأنظمة السياسية ما يسمى بنظام الحزب الوحيد (le régime de partie unique) الذي تتبناه الأنظمة الشيوعية فالنظرية تفسر وجوده كنتيجة لزوال الصراعات المجتمعية ،كما تتبناه الأنظمة الفاشستية كما حصل في ألمانيا النازية. وتقوم بعض الأنظمة التسلطية في الوقت الراهن بتبني هذا النظام تحت ذرائع كبناء مؤسسات الدولة،أو تقوية الوحدة الوطنية، أو إنامة الفتنة وغيرها من الذرائع التي ليس الغرض منها سوى التسلط والسيطرة على الحكم.
إن حق تأسيس الأحزاب السياسية والجمعيات والنقابات، وكذا الانخراط فيها. من أهم الحقوق التي يفرض العقل والمنطق توفرها للإنسان وهذا للتجربة الموالية لخلق تراكم ودينامية في العمل والنضال من أجل الاعتراف بالحقوق والهوية الأمازيغية وبالتالي فإن تأسيس حزب أمازيغي لا يعتبر إسقاطا للتجارب الأمازيغية السابقة. كما لا يعتبر نفيا للنضالات الأمازيغية الحالية ( الجمعيات، التنسيقات، الحركة الطلابية...( ولا يعتبر احتكارا للعمل السياسي الأمازيغي فحق تأسيس الأحزاب مضمون دستوريا لمن شاء خوض العمل الحزبي بأجبذة تضع الاعتراف بالهوية الأمازيغية للنغرب ضمن أولوياته.
عكس ما يتصوره بعض المختلفين داخل الحركة الأمازيغية مع تأسيس حزب أمازيغي. فإن دور الحزب السياسي ووسائل عمله تختلف تمام الاختلاف عن الجمعية أو الفصيل الطلابي أو اتحاد الجمعيات. فالوقوع في مقارنة من هذا القبيل خطأ منهجي- سياسي لأن الأحزاب السياسية يتجلى دورها الأول في تكوين الرأي العام وتجميع الأشخاص المعبرين عن نفس الأفكار والتوجهات والمستهدفين نفس الأهداف السياسية وتكوين الناخبين والمنتخبين وتقريب وجهات نظرهم وهذا بمعناه السياسي العمل على خلق برامج للسياسة العامة قد تكون سياسة الأغلبية وبالتالي الحكومة الناتجة عنها أو برامج المعارضة.
كلنا نعلم أن الحياة السياسية في المغرب تعاني من أمراض حادة فبالإضافة إلى ضيق الهامش السياسي وضعف سلطات البرلمان والحكومة دستوريا هناك مشكل تغلغل اللوبيات المصلحية والانتهازية في العمل السياسي والحزبي وبالتالي تمييعه إضافة إلى نفور المغاربة وفقدانهم الثقة في الأحزاب وفي العمل السياسي لكن السؤال المطروح هو ما العمل أمام هذا الوضع؟
البقاء في موضح المتفرج ؟
-إخلاء الساحة السياسية وكريس الحياد السلبي؟
-مقاطعة السياسة والانتخابات؟
الدخول في اللعبة السياسية بزي الآخرين؟
إذا تمعنا في كل هذه الخيارات نجد أن إحداهما يعتبر حلا للإشكال المطروحك ما العمل أمام هذا الوضع؟
إن ما يبدوا في اعتقادي مجديا وواقعيا وأقول واقعيا في الوقت الراهن هو بلورة إطار حزبي نظيف متحدين كل العواقب وكل الشوائب التي تشوب العمل السياسي بالمغرب وإعطاء نموذج وقدوة ولما لا للعمل السياسي والحزبي لقد أثبت الحزب الديموقراطي الأمازيغي المغربي ورغم حداثة تأسيسه مجموعة من المؤشرات الايجابية تجعله رقما ليس ككل الأرقام في المعادلة الحزبية المغربية ويمكن أن نلخص هذه المؤشرات في كونه:
- أول حزب مغربي يضع ضمن أولوياته الدفاع عن الحقوق والهوية الأمازيغية للمغرب.
- تأسس بعد نقاشات فكرية وسياسية واسعة داخل الحركة الأمازيغية طرحت منذ منتصف التسعينات.
عقد مؤتمره التأسيسي بطريقة ديموقراطية وليس بانتقائية كما هو معهود لدى جل الأحزاب المغربية.
انتخب هياكل الحزب بطريقة ديموقراطية هذه الهياكل تضم اشخاصا من مختلف الشرائح الاجتماعية ومستقرين بمختلف المناطق المغربية.
-الحزب المغربي الوحيد الذي تضم هياكله الوطنية إطارات شابة لا تتجاوز الثلاثين سنة.
إعداد برامج الحزب وأوراقه تتم حاليا بطريقة شفافة وبإسهام كل المنخرطين والمتعاطفين.
- لقي خطابه تجاوبا كبيرا من طرف المواطنين .
- تتبع الحزب لكل المستجدات السياسية، الثقافية الاقتصادية، الاجتماعية، الوطنية والدولية بإصدار بلاغات وتقارير (قضية الصحراء، قضية الهجرة، قضية البطالة ، المسألة الدستورية).
وفي الأخير أود أن أقول إن المعتقدين بأن تأسيس الحزب الديموقراطي الأمازيغي المغربي هو تسييس للقضية الأمازيغية وقعوا في خطأ ، كون القضية الأمازيغية هي أصلا قضية سياسية ما دامت تحمل مطالب وإن كانت مطالب في مقدمتها مطالب ثقافية، فأي قضية مطلبية هي قضية سياسية في جوهرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام