الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزير الثقافة الاسرائيلي، غالب مجادلة: دولتي تحارب شعبي

نائل الطوخي

2007 / 5 / 18
القضية الفلسطينية


"أنا من أصل فلسطيني ومواطن في دولة إسرائيل. ليس هناك تناقض شبيه في العالم: دولتي تحارب شعبي." هكذا يقول وزير الثقافة الإسرائيلي غالب مجادلة لصحيفة معاريف، والتي أجرت معه حوارا بصفته أول عربي يتولى منصب وزير في دولة إسرائيل منذ شهرين فحسب، هو الذي يعلن في حوار مع هاآرتس أن الكاتب المفضل بالنسبة له هو "طه حسين" أما أول كتاب اقتناه في مكتبته فهو أشعار محمود درويش الذي يرى أنه أعظم الشعراء الفلسطينيين في العصر الحديث. تشوش الهويات داخل وزير الثقافة الذي تم تعيينه منذ شهرين فحسب لا ينتهي، والارتباك لا ينتهي أيضا: في حوار مع معاريف يقول أنه "إسرائيلي عادي" لأنه يفخر بلغته وبثقافته وبالدولة التي يعيش فيها غير أنه يطالبها في بنفس الوقت بأن تفخر هي به أيضا. يقف مجادلة احتراما في أثناء دوي الصفارة في يوم ذكرى الهولوكست في إسرائيل، كما أنه يشارك كذلك في طقوس "يوم النكبة" التي تمارسها الأسر العربية في إسرائيل والذي مر مؤخرا.

علم إسرائيل وقبة الصخرة
أثار تعيين مجادلة أصداء حادة داخل إسرائيل، ومنها قول وزيرة السياحة التي وصفت تعيين مجادلة وزيرا بأنه "المسمار الأخير في نعش الصهيونية". ردا على سؤال وجهته له يديعوت أحرونوت عن تأخر إسرائيل كل هذا الوقت حتى يتم تعيين وزير عربي، يقول أن هذا يرتبط بالصراعات الشخصية داخل الأحزاب.
"لم يتم خلق وضع سياسي تجعل هذه الخطوة ممكنة، برغم أنه في نظري، فليس على دولة إسرائيل أن تنتظر الوضع المناسب وإنما أن تخلقه. هذا قرار يجب أن يتم اتخاذه بشكل جذري، عقلاني، من خلال رؤية اجتماعية. ليس فقط أن هذا الجماعات تستحق تمثيلا، بل إن مجتمعا خصوصيا مثل المجتمع العربي يستحق. حصل حزب العمل على تأييد واسع من الجمهور العربي. ولكنه في السنوات الأخيرة وبسبب أخطاء القيادة الحزب فجزء كبير من الجمهور العربي تركه. اليوم أعتقد أن الجميع وصلوا لاستنتاج أننا أخطأنا. قرار تعيين وزير عربي مسلم للوظيفة هو قرار شجاع. أؤمن بأنه ليس هناك طريق آخر بخلاف الحوار، وحتى لو كان الحوار متأخرا فهو أفضل من لا شيء."
و يضيف، في حواره مع معاريف أن هذا هو أول عيد الاستقلال الأول منذ 59 عاما يكون فيه وزير عربي في إسرائيل. "صحيح أنها مجرد خطوة رمزية ولكنها أيضا خطوة أولى باتجاه اندماج العرب في حياة الدولة." وبمناسبة يوم "الاستقلال". يتحدث مجادلة قليلا عن شعوره في هذا اليوم بكل هوياته المتناقضة. هذا يتم التعبير عنه في مكتبه على سبيل المثال، الذي يضم بجوار علم إسرائيل، طبقا مرسوم عليه صورة قبة الصخرة في القدس.
قضية ساخنة صاحبت تعيين أول مواطن عربي وزيرا في إسرائيل. قبل تعيينه كانت قد مرت خمسة أشهر أدار الوزارة فيها مدير عام الوزارة، إيتان بروشي الذي استغل كون الوزارة بدون وزير، وقام بإلغاء الدعم الثقافي الموجه لجميع التجمعات العربية في إسرائيل. فور تعيين مجادلة قام بإقالة بروشي فوريا. تترك هذه القضية آثارها على حوار يديعوت أحرونوت مع مجادلة، الذي يتحدث عن إيصال الثقافة إلى جميع التجمعات مهما كانت بعيدة، يشرح أنه يوم تولي منصب وزير الثقافة قد اتفق مع مدير مكتبه إيتان بروشي على النظر في كونهما سيصلحان للعمل معا أولا خلال شهر، وكانت النتيجة بالسلب. الوزير أراد احترام الذاكرة الإسرائيلية الرسمية، أو أن هذا هو قاله للصحيفة الإسرائيلية. تأخر قرار إقالة مدير مكتبه بسبب حلول ذكرى الهولوكست وعيد "الاستقلال" الإسرائيليين.
توجه له يديعوت سؤالا عن الوظيفة السابقة له، فبالنسبة للكثيرين من سابقيه في الوظيفة كانت ثمة محطة انتقالية، أما هو هو فقد "قفز إلى الوزارة"؟
في العشرين عاما الأخيرة انشغلت بشكل مستمر بالثقافة وبالرياضة. كنت المواطن العربي الأول الذي يرأس قسم التعليم، التوجيه والرياضة في الهستدروت العام الجديد "1994-2002". ليس هذا المجال غريبا عني والآن أجد أنه لزام علي أن أقول أنني أحببت مجال العلم وهو بنظري الرافعة الاقتصادية لدولة إسرائيل. حتى تكون لنا ميزانيات للثقافة، يجب أن نستثمر في العلم. حتى نصبح مجتمعا يمكن العيش فيه، حتى نتمكن من أن نكون جزءا من شعوب العالم، يجب علينا أن نستثمر في العلوم والثقافة والرياضة."

العرب "جيراننا"
مجادلة ليس فقط مواطنا إسرائيليا، إنه أيضا ترس في آلة الدولة اليهودية، يتحدث دوما بضمير المتكلم عن نحن "الإسرائيليين". تسأله يديعوت أحرونوت عن آليات توسيع ميزانية الثقافة فيرد: "ينبغي الحرب دفاعا عن توسيع الميزانية غير اللائقة الآن لمجتمع ديمقراطي مستنير. عندما يتصفح ممثلو العالم المستنير دستور دولة إسرائيل، أريدهم أنه يقولوا أنها دولة تعد الثقافة جزءا من جدولها اليومي." ليس فقط هذا، يتحدث أيضا عن العرب بوصفهم "جيرانا" ينبغي سماع صوتهم ليس إلا. تسأله ميراف يوديليفيتس الصحفية بيديعوت أحرونوت:
بعد 59 عاما في إسرائيل تم وضع حجر الأساس للمتحف العربي الأول والذي سيقوم في قرية أم الفحم. أعلن هذا الأسبوع عن افتتاح الكوسرفتوار العربي الأول المدعوم من قبل الدولة في شفارعام ؟ باستثناء الناصرة، في سائر القرى العربية ليس هناك دار سينما واحدة. كيف نقوم بتجاوز سنوات من الظلم؟
أنا واع بالمسئولية وأتلقى هذه المهمة بفخر. أنوي التأكيد على الثقافة العربية والتي على مدار جميع سنوات دولة إسرائيل لم يتم تمثيلها بشكل مرض. أعتقد أن توسيع المساعدة وتقوية الثقافة العربية سوف يخلق مجتمعا عربيا أفضل. في نهاية الأمر سوف يكون هذا لصالح المجتمع الإسرائيلي كله. عندما يكون جارك جائعا، لا تستطيع الجلوس في هدوء. عندما لا يكون جارك على مايرام فأنت تكون قلقا. ينبغي أن نكون جيرانا. نريد قيما عالمية بجانب الحفاظ على قيمنا نحن.
كما يتخذ لهجة أكثر رسمية ويقول في سؤال لمعاريف أنه يحترم المشاركين في الطقوس العربية ل"يوم النكبة"، طالما أن الحديث هو عن "مظاهرة أو مسيرة تتم بإذن ولا تضر بالقانون وبالنظام العام. يضيف: "ذهبت إلى احتفالات شرعية ثقافية فكرية تتحدث عن الشعب الفلسطيني وعن مواطني إسرائيل العرب." يضيف أن كثيرين من طائفته يشاركونه وجهة نظره، التي تعدها معاريف معتدلة ومفهومة، على الأقل بالمقارنة بما يقوله أحيانا الأعضاء الكنيست العرب، في تلميح غير مباشر إلى عزمي مباشر التي تزداد قضيته سخونة هذه الأيام.


كما يقول أباؤنا المؤسسون
لأجل حل معضلة الهويات التي يعاني منها المجتمع الإسرائيلي يعرض مجادلة اقتراحا على معاريف: "التغيير الكبير الذي يمكن أن يحدث في يوم "الاستقلال" القادم هو أن تتحلى قيادة الدولة بالشجاعة وتسير في طريق السلام بكل قوتها من جانب، وتفعل كل شيء لأجل تمكين المساواة واندماج المواطنين العرب في الدولة من جانب آخر، حتى نغلق الفجوات بين المجتمعين في الدولة، وحتى يشعر مواطنو الدولة أنهم جزءا حيويا من الدولة. نتطلع في يوم "الاستقلال" القادم إلى أن تعبر وثيقة "الاستقلال" عما قاله "الآباء المؤسسون: "إن العالم سوف يحاكمنا على وضع الأقلية التي بداخلنا".
الآباء المؤسسون هم مؤسسو إسرائيل، يتقبل مجادلة المنطق الصهيوني الأبوي ويتحدث باسمه، في إشارة لكونه غدا جزء منه، الأمر الذي تم التعبير عنه أيضا في برنامج "أرض رائعة"، والذي يورد صورا كاريكاتورية للزعماء الإسرائيليين مثل نتنياهو وبيرتس وأولمرت. حلقة كاملة من البرنامج انشغلت مؤخرا بتقديم صورة كاريكاتورية لمجادلة يهتف فيها على الدوام: المجد للطائفة. والمقصود بالطبع هو الطائفة العربية.
تسأله يديعوت أحرونوت إن كانت هذه الصورة مهينة أم مبهجة بالنسبة له؟ فيرد بشكل دبلوماسي: هذا برنامج ساخر وأنا أعتقد أنه مهم لنا حتى نكون أكثر قوة. البرامج الساخرة مهمة للحياة الثقافية في مجتمع ديمقراطي، لها وظيفة وينبغي أن تقوم بها. ويجب أن نحترم هذا. حتى نستطيع معرفة ماهيتها ينبغي أن ننفتح على العروض الثقافية بشكل عام وأن يتم هذا منذ سن صغير. ينبغي على الثقافة أن تصبح هواية لكل من يعيش هنا. عندما أسأل تلميذ المدرسة عم يريد أن يصبح عليه عندما يكبر، أتمنى أن يقول لي: ممثل، نحات، مسرحي، منتج أو فنان. اليوم أنا لا أسمع هذا. الأطفال يتحدثون عن رغبتهم في أن يكونوا محاسبين، محامين، أطباء، لاعبي كرة قدم."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: القيادي اليميني المتطرف إريك زمور يتعرض للرشق بالبيض


.. وفد أمني إسرائيلي يزور واشنطن قريبا لبحث العملية العسكرية ال




.. شبكة الجزيرة تندد بقرار إسرائيل إغلاق مكاتبها وتصفه بأنه - ف


.. وزير الدفاع الإسرائيلي: حركة حماس لا تنوي التوصل إلى اتفاق م




.. حماس تعلن مسؤوليتها عن هجوم قرب معبر -كرم أبو سالم- وتقول إن