الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماية اقليم كوردستان مهمة جميع العراقيين- في ضوء التفجيرات الاخيرة في اربيل و مخمور

محمد مشير

2007 / 5 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


كيف تفكر الجماعات التكفيرية و الارهابية؟
ان الجماعات الظلامية التكفيرية طبقاً لمناهجها الجامدة في التفكير لاتستطيع التعامل مع الموضوعيي المتغير الا من خلال رؤيتها الاحادية لتفسير ظواهر الواقع ولا تستطيع التعايش معها لذا تقف دوماً على النقيض منها، وتحاول باستمرار ايقاف وتحطيم كل ماهو حي و متحرك وان كلفها ذلك تقديم القرابين بابشع صوره وذلك بسلب حق الحياة منه. انها جميعاً على صلة وثيقة مع ايحاءات الثيوقراطية في مراحلها الاولى بحيث تعطي لنفسها حق تطبيق قواعد الشريعة نيابة عن الجميع مانحاً لنفسها سلطة الالهة التي لا سلطان فوق سلطانها المطلق، وما على البقية الا الخضوع التام دون المعارضة والمشاككة في نتائج احكامها. فهي ترى عملية تكامل نفسها في نفي و محو الاخر من الوجود ولهذا الغرض لا تتراجع في مسالكة ابشع واعنف السبل حتى تطبق ما تراه الحق المطلق الخالص الذي لا وجود له الا في تصوراتها الذهنية. لذا نراهم على النقيض تماماً مما يطلبه و يدعو له الاديان من تسامح و تراحم لتقوية الوشائج الانسانية و لا يشبعون من اراقة الدماء البريئة لكونها ترفض طريقتهم في التفكير والحياة.

كوردستان لماذا؟
في ظرف عقد و نصف من الزمن تحول اقليم كوردستان، بعد ان دمرّ النظام السابق بناه التحتية على مدى اكثر من 35 عاماً، شيئاً فشياً الى اكثر المناطق اسقراراً واماناً وتطوراً بالقياس الى بقية مناطق عراق مابعد الدكتاتورية، وشهدت المنطقة تطوراً ملحوظاً على صعيد استقرار نظام الحكم فيها كما خطت خطوات لافتة للنظر في مجالات الاعماروالاهتمام بالمشاريع الاقتصادية و الخدمية و الاستثمارية ونمو الحركة التجارية و....الخ، وكل هذا يشكل بدوره حافزاً قوياً لبقية المناطق على ان تخطو على الطريق نفسه لتتخلص بالحصيلة النهائية من جملة المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية و الأمنية التي تشكل في مجملها مرتعاً خصباً لنمو الارهاب والعنف الطائفي و الارتباك الامني و تفشي ظاهرة القتل الطائفي الاعمى و الفساد الاداري و السياسي .
اقليم كوردستان ليس بمدينة افلاطون الفاضلة حتى تخلو من الشوائب،الا انه اثبت خلال فترة قياسية كنموذج تطبيقي للنظام الفيدرالي، و بالاستفادة من قدراته الذاتية من انه قادر على قهر الصعاب و ان ماهو عليه الان كامر واقع ينبغي اخذه بنظر الاعتبار كنموذج يقتدى به ليس في العراق وحده بل في المنطقة كلها على الرغم من الصعوبات الداخلية و العراقيل التي وضعتها حكومات المركز المتتالية على درب مسيرته( مثل الاتفاق على ميزانية الاقليم و السياسة النفطية و الية العلاقة التي تربط الاقليم بالمركز و التنصل من تطبيق مادة 140 الدستورية و...)، و فضلاً عن التحرشات و التدخلات المستمرة لدول الجوار في الشؤون الداخلية للاقليم بغية زعزعة الأمن و الاستقرار فيه و وأد تجربته الديموقراطية الفتية خوفاً من ان تشكل نموذجاً يهز كيان الانظمة الشمولية والدكتاتورية في المنطقة وتكون مركزاً لاشاعة الحرية والفكر الديمقراطي .
فبسبب هذه المخاوف و الهواجس المريضة التي تلاحق السلاطين المنطقة المتسلطة حتى في مضاجعهم، تحاول الانظمة المذكورة،ضاربة عرض الحائط جميع المعاهدات والمواثيق الدولية والاقليمية التي تنص على عدم التدخل في شؤون الغير و التعامل على اساس حسن الجوار، مستخدمة كل الاساليب الملتوية وغير الشرعية للوصول الى ما تربو اليه عن طريق الدعم المباشر وغير المباشر للعناصر المشبوهة في ولائها من الاحزاب و الجماعات القومية و المذهبية العربية، وحتى غير العربية، المتطرفة سواء كان تلك التي تشترك الان في العملية السياسية العراقية أو تلك التي ترفض جملة وتفصيلاَ هذه العملية من الجماعات التكفيرية والارهابية المسلحة و بقايا النظام المقبور.
تلعب الدول الاقليمية دوراً خطيراً لعرقلة العملية السياسية الجديدة في العراق وذلك لعلمهم الكامل بان نجاح هذه التجربة سيكون له انعكاسات خطيرة تكون عروشهم الازلية في الحصيلة النهائية ثمناً لها. وكذلك يدركون جيداً جدلية العلاقة بين الكل والجزء في العملية السياسية الجارية الان في العراق . لذا يحاولون باستمرار عبر اساليبهم الديماغوجية الحاقدة تعميق الهوة بين المكونات الاساسية المشتركة في بناء عراق ديمقراطي اتحادي حر و تعددي. اذ ان اقليم كوردستان الامن والمستقر يشكل داخل الاطار الفيدرالي العراقي العام الجزء الحيوي او (القلب النابض) لمستقبل العراق الفيدرالي، وبناءً عليه ان توجيه اي ضربة موجعة الى الجزء سينعكس بشكل مؤثر على الكل المنهلك اساساً نتيجة تدخلاتهم الفاضحة والمتكررة في شؤون العراق الداخلية عبر تمويل الجماعات الارهابية بشكل دائم.
فاقليم كوردستان الفيدرالي الذي شكل ويشكل دوماً ملاذاً امناً لجميع العراقيين على اختلاف الوانهم و انتماءاتهم القومية و الدينية والمذهبية و مشاربهم الفكرية، قد اثبت حكومةً وشعباً، و طوال الاعوام الاربعة من انهيار النظام السابق، بانه دوماً احضان دافئة و رحبة تستقبل اخوتها المهجرين قسراً و خوفاً من بطش و ارهاب الجماعات التكفيرية والارهابية وبقايا ازلام النظام المقبور، عليه لابد لجميع المتطلعين الى غد افضل للانسان العراقي افراداً و جماعات واحزاب وطنية ديموقراطية ويسارية، توطيد العلاقة و التضامن مع شعب و حكومة الاقليم والمساهمة الفعالة في ردع القوى الظلامية التي تحاول بين حين واخر زعزعة الامن والاستقرار في الاقليم عن طريق عمليات التفجير ونصب المفخخات و الاحزمة الناسفة بغية حرمان جميع العراقيين من هذه المنطقة الامنة التي تشكل الحوزة الامنية الوحيدة المستقرة او البيت الخلفي الامن للذين يبحثون عن ماوى سلبه منهم غصباً دراكيولات القرون الوسطى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د