الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قنوات فضائية مسمومة .. الجزيرة انموذجا

طارق الحارس

2007 / 5 / 18
الصحافة والاعلام


هناك حقيقة جلية نعرفها جميعا هي أن حكومات أغلب البلدان العربية لم يرُق لها التغيير الذي حصل بالعراق والمتمثل بسقوط نظام المقبور صدام وحتى منها الدول التي أعلنت رسميا وقوفها مع الحكومة العراقية بعد الضغوطات التي تعرضت لها من طرف الولايات المتحدة الأمريكية فهي لا زالت تمارس دورها السلبي بين تارة وأخرى من خلال وسائل عديدة نذكر منها ايواء العديد من أزلام النظام السابق على أراضيها ، وكذلك دعم الارهابيين والمساعدة في ارسالهم للأراضي العراقية ، فضلا عن ذلك فان اعلامها المرئي والمكتوب يواصل ، وبكل وقاحة ، التحريض على النظام الجديد .
الحقيقة الأخرى التي نعرفها جميعا هي أنه ليست هناك أية قناة فضائية ، أو أرضية غير تابعة للحكومة في بلدان الوطن العربي ، أو على أقل تقدير ، تستطيع أن تتبنى منهجا سياسيا لا يتوافق مع المنهج السياسي الذي تتبناها هذه الحكومات واختصارا أنها قنوات تابعة حتى تلك التي اسمها مستقلة .
نستثني من هذه الحقيقة بلدا واحدا من البلدان العربية هو العراق ، بعد سقوط النظام الصدامي ، ونقول ذلك بأعلى أصواتنا ، إذ أن هناك اليوم العشرات من القنوات الفضائية المستقلة أو التي تمثل حزبا أو قومية معينة ومنها التي تقف ضد الحكومة العراقية بشكل واضح وصريح .
على أساس هذه الحقيقة ، أي حقيقة عدم وجود قنوات فضائية مستقلة في البلدان العربية ، قررت بعض البلدان العربية قطع علاقاتها الدبلوماسية مرات عدة مع بلدان عربية أخرى بسبب تعرضها لهجوم شن ضدها عبر برامج سياسية تبث في قنواتها الفضائية .
نحن هنا لا نطالب الحكومة العراقية بقطع العلاقات مع الدول التي تبث منها هذه القنوات الفضائية لأننا نتفهم الظرف السياسي الذي يمر به العراق في هذه المرحلة ، لكننا نتساءل : ماذا تنتظر الحكومة العراقية لتمنع بث هذه القنوات على أراضيها ؟


هل وصل العراق الى مرحلة متقدمة من الديمقراطية والحرية بحيث أنه لا يستطيع أن يركل قناة الجزيرة القطرية ، مثلا ، الى خارج حدود العراق بحجة حرية التعبير عن الرأي ، تلك القناة التي دأبت منذ سقوط النظام الصدامي الى يومنا هذا ببث سمومها التحريضية ضد العراق وشعبه ؟
ربما هذا ما نحلم به ، لكن واقع الحال يشير الى غير ذلك ، إذ ما زلنا نسير في الخطوات الأولى لطريق طويل لم تصله الدول الأخرى الا بعد سنوات طويلة لا يقارن عددها مطلقا بالسنوات التي عاشها العراق بعد سقوط نظام الديكتاتورية الصدامية ، وحتى هذه الدول المتقدمة علينا ديمقراطيا فان بعضها قررت منع بث بعض القنوات الفضائية على أراضيها نتيجة اعتقادها أن هذه القنوات تحرض على الارهاب والعنف والكراهية ، فلماذا لا نتعلم منها ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كير ستارمر -الرجل الممل- الذي سيقود بريطانيا


.. تحليق صيادي الأعاصير داخل عين إعصار بيريل الخطير




.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية في إيران لخلافة رئيسي؟


.. قصف إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله جنوبي لبنان | #رادار




.. سلاح -التبرعات- يهدد مسيرة بايدن في السباق الرئاسي! #منصات