الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاطفال ...وطرق التربيه الحديثه

فواز فرحان

2007 / 5 / 18
حقوق الاطفال والشبيبة


تشكل الطفوله في المجتمعات العربيه ومعها مجتمعات العالم الثالث واحده من المشاكل الاساسيه التي تجعل منها مجتمعات ترث التخلف من جيل الى جيل دون التوقف عند الاسباب الحقيقيه التي تقود لاستمرار هذا الخلل فيها وكذلك تغض النظر ربما عن دراسه واحده من اهم الحالات التي من شأنها القضاء تدريجيا على هذه البؤره التي تنبع بأستمرار مشاكل جديده تصدرها للمجتمع حتى يغرق بها ويصبح عاجزا عن ايجاد الحلول الملائمه لها..وتنعقد كل فتره الكثير من المؤتمرات لمناصره قضايا كثيره اخرى في المجتمع كقضيه السجناء والمعوقين والمرأه وحقوق الانسان بشكل عام دون ان نرى نفس الاهتمام بواحد من اهم المواضيع التي ارى انها تشكل الحجر الاساس في بناء مجتمعات متوازنه تراعي حقوق الطفل كحاله اساسيه من حالات حقوق الانسان وربما أهمها..وقبل الخوض في موضوع طرق التربيه الحديثه التي تعتمدها معظم دول العالم اليوم سأتوقف عند حالة الطفل العراقي اليوم في ظل الاحتلال فبعد القضاء على الدكتاتوريه وخلاص الطفوله من واحده من اسوأ المراحل التي كانت تفرض عليهم برمجه حياتيه بغيضه ربما كانت تدفعهم في احيان كثيره الى التمرد وممارسة سلوك غريب يعبر عما يعانيه من ضغط الحاله التي شكلت اطارا لحياة الاسرة العراقيه في ظل تلك السلطه الحديديه التي دفعت الاباء للحذر حتى من التعبير عن ارائهم امام اطفالهم وهذا بدوره شكل عاملا في جعل الاطفال يعيشون حالة الخوف مع اسرهم دون معرفة اسباب ذلك,ان احد اهم عوامل تشكيل شخصيات قويه عند الاطفال تكمن في جعلهم يعبرون عن انفسهم بمنتهى الحريه ويعيشوا طفولتهم بطريقه تبعد عنهم التاثيرات التي من شأنها جعل حياتهم مليئه بالتناقضات...وبعد احتلال العراق يعيش الاطفال اليوم حاله من البؤس قلما يتمكن الانسان من التعبير عنها في ظل حاله من الفوضى والرعب اللذين سيطرا على المجتمع العراقي منذ بداية الاحتلال وحتى هذه اللحظات,عندما شاهدت قبل اسابيع مجموعه من الاطفال في مدينه الصدر من على شاشات التلفزيون يلعبون كره القدم بجمجمة شخص تطايرت على ما يبدو نتيجة انفجار سياره مفخخه هالني المنظر ورحت افكر بالمستقبل الذي ينتظرهذه الطفوله في عهد يمكن للطفل ان يشاهد في اي لحظه والداه يقتلان امام انظاره او ان تسقط قذيفه على داره وتلقي اقسى انواع الرعب في داخله...لقد غدا كل شئ مألوفا امام انظارها ويكفي ان تنهض تلك الطفوله كل صباح على اصوات تلك القنابل والمفخخات التي تترك اثارا بعيده المدى على نفسيات هولاء الاطفال..ان هناك جمله من المشاكل التي تواجهها وفي مقدمتها طبعا الحرب وتداعياتها والضرب في المدارس والحاله الاستثنائيه التي يمر بها المجتمع وحالات الفقر وانعدام الخدمات والحاجه الملحه الى الشعور بالامان وممارسة حقهم في الحياة بدلا من الهلع الذي ينتابهم بين الفينه والاخرى..اما حالات التطور التي تشهدها معظم بلدان العالم في مجال العنايه بالطفل فأنها قطعت شوطا طويلا من الاهتمام حتى انها اخذت تندرج في البرامج الحكوميه الاساسيه ,كما ان حالة التطور هذه لم تأتي من فراغ بل من التجارب المره التي عانت منها هذه الشعوب فوضعت لنفسها برامجا توجيهيه قامت على اسس علميه تسهم في جعل الاطفال احتياطيا يعول عليه لانقاذ المجتمع من حالة الدمار التي وصلت اليها خاصة بعد الحرب العالميه الثانيه..ووضعت هذه الدول نصب اعينها ان خلاص المجتمعات من حالات التخلف التي يعانيها يحتاج لبرامج ربما تستغرق بعض الوقت لكنها ستثمر بالجديد وتخلص المجتمع من الكثير من الامراض التي تجعل منه عاقا غير قادر على تخطي المراحل الصعبه التي يمر بها وهذه البرامج يجب ان تبدأ من الطفوله وتأخذ خطا تصاعديا في مراحل الدراسة حتى انتجت الاجيال الحاليه التي اخذت على عاتقها قيادة المجتمعات الى حاله من التوازن وتحقيق العداله الاجتماعيه,في الدول الاوربيه يترك الطفل ليعبر عن نفسه بشكل حر في المدرسه في البيت وحتى في الشارع وتشمل مناهج التعليم تعويده على الاطلاع على مختلف المواضيع الحياتيه من اوجه متعدده مما يساهم في اعطاءه تصورا متكاملا يسهم في خلق نفسيه متوازنه داخله..وفي اليابان تلعب الابحاث التربويه دورا فاعلا في رفد المجتمع الياباني بالامثله التي تمكنه من جعل عملية التربيه تأخذ بعدا اوسع ففي نهايه التسعينات من القرن الماضي اكتشف خبراء التربيه الحديثه طرقا تساهم في مساعده الوالدين والمدارس في تنشئه اجيال ذكيه ومحتوى هذا الاكتشاف لتطوير ذكاء الطفل يتضمن ان تقوم الام الحامل في الشهر الثالث للحمل وحتى نهايه شهرها التاسع بترديد جدول الضرب بصوت مسموع يوميا بمعدل نصف ساعه وكذلك سماع موسيقى هادئه لنفس المده اي ان هذا البرنامج لا يكلف الام الحامل يوميا سوى نصف ساعه ناهيك عن رغبة واندفاع الامهات لممارسه المطالعه والاتجاه لتحقيق هوايات اخرى تصب في نفس الاتجاه من العمليه بأسرها..وراحت وسائل الاعلام اليابانيه تخصص يوميا في اعلاناتها جزءا من الوقت لنشر هذه التعاليم للام الحامل بعد ان اثبتت التجارب عمليا نجاحها واخراج اطفال تكون نسبة ذكاءهم تفوق بكثير الاطفال الاخرين من الذين لم تمارس امهاتهم هذه التجارب اثناء الحمل..كما تساهم هذه التجارب عمليا في تنميه النظام داخل الطفل المولود وتجعله يلتقط الاشياء بتفهم اوسع من الاطفال الاخرين..والصين ايضا اخذت على عاتقها تحقيق التقدم في هذا المجال من خلال التجارب التي تجريها في مدارسها والتي تتضمن كتابه الطفل منذ السنه الاولى لدراسته وحتى انهائه الابتدائيه مقاطعا طويله من جدول الضرب حتى وان عاد العمليه وكتابتها اكثر من مره واثبتت الابحاث التي اجرتها مجموعه من المتخصصين في علم نفس الطفل ان هذه الطريقه تخلق اندفاعا كبيرا لدى الاطفال في تقبل مختلف المعلومات القادمه اليهم بشكل سلس خالي من التعقيد..لقد قطعت معظم شعوب العالم اشواطا من التطور في هذا المجال بينما يعيش الطفل في مجتمعاتنا حاله من التشتت والضياع يتحمل جيلنا الحالي مسؤولية ذلك بالدرجه الاساس حالة التشتت هذه موزعه بين ضياعه في غياهب الحرب اليوميه وبين العمل في سن مبكره لمساعده اهله وبين مغادرته لمواقع الدراسه مبكرا ومعاناته اليوميه في الحرب التي لا دخل له بها.وفوق كل ذلك يأتي من يشبعه بافكار متطرفه تعكس شخصيه اباءه لتنتج حاله مستمره من الخلل في المجتمعات يكون من الصعب علاجها في فتره قصيره..عندما نرغب بتلقين الطفل معلومه معينه يجب ان ننتبه الى ذكر نقيضها ونوضح له ذلك كي يتمكن من موازنه الامور جيدا عندما يكون وحيدا يجب غرس فيه حالة التوازن التي تجعله يتعامل مع حياته وطفولته بشئ من التوازن بدلا من ان يكون عرضه للتخبط..ان خلق مجتمعات تتسم الرقي والتقدم يجب ان يبدأ من الاهتمام بالطفوله فهي الرقعه البيضاء النقيه التي تستقبل كل ما نكتب عليها من افكار لتعطنا ثمار ما كتبنا فيما بعد...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئاسة التركية: نجري متابعة للأجواء السلبية ضد اللاجئين الس


.. الدكتور محمد أبو سلمية: هناك تعذيب شبه يومي في السجون الإسرا




.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - الأونروا: الأوضاع في غزة كارثية ج


.. جهاز الشاباك: حذرنا بن غفير والأمن الوطني من استمرار الاعتقا




.. شهادات أسرى غزة المفرج عنهم حول التعذيب في سجون الاحتلال