الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركات الزعابيط وآخرة التنطيط

فيليب عطية

2007 / 5 / 18
حقوق الانسان


تعرضت مصر خلال تاريخها الطويل للعديد من المصائب والكوارث مابين غزو خارجي يبتلع ثرواتها وخيراتها وبين كوارث طبيعية تتفاوت بين فيضان النهر او شحته وبين الامراض الفتاكة كالكوليرا والطاعون وغير ذلك من الكوارث ،وقد صمدت مصر في مواجهة الغزاة كما احتملت الالم والموت
مصر ليست بلدا حديث النشأة يحبو في ميدان الحضارة ،وتكشف كل الدراسات الانثروبولوجية الحديثة ان مصر مازالت تحتفظ بتراثها وتقاليدها الفرعونية وان تخفت تحت ستار المستورد فالمصريون منذ القدم يعشقون القنزحة وها نحن نعبد الاله المصلوب وهم في الواقع اسري اوزيريس الطيب او بل نحن نعبد الاله الواحد الاحد وذكري آمون لاتفارق خيالهم .....كل هذا يحتاج الي عشرات المقالات ولكنه لايشكل موضوع المقال الحالي الذي يطرح سؤالا محددا واضحا:هل يمكن لابناء مصر الاوفياء ان يتركوا الرعاع ليقودوا البلاد الي مستنقع الحرب الاهلية والفتنة الطائفية؟
غالبا ما تركنا المصائب تستفحل وهي تختمر تحت اعينناحيث نميل الي التخفيف والتهوين حتي تضربنا العاصفة ،ومن السخرية ان يمسك اصحاب الزعابيط بدفة الاحداث ،فابو زعبوط الآن لاتهمه الحياة التعسة التي يحياها ،لاتهمه البطالة والجوع ...لاتهمه البلهارسيا والانكلستوما وعلاج اصبح الآن بالمصاري واللي مايشتري يتفرج....لاتهمه البيوت القذرة التي تأويه والتي يختلط فيها برازه بماء الشرب والماء الطاهر الذي يتيمم به
كل مايهمه الاتقام كنيسة ولو في زرائب المواشي وان يكلف كل زائر لمقام الست الطاهرة ان يأتيه بميكروفون من صنع الفرنجة كي يذيع عليه الصلوات والابتهالات والاذانات حتي تضاربت الميكروفونات حتي في قلب العاصمة لكي تشكل واحدة من اسوأ صور التلوث السمعي في العالم التي ضج منها المسلمون انفسهم
لايهمني هنا الاشارة الي جملة الممارسات الخارجة عن الذوق والدين التي اصبحت من التقاليد الشائعة لحثالة اتخذت من الدين ستارا لاثبات ذواتها الفشنك ولكن مايهمني هو الاشارة الي مايتصل بحرية الفرد وانسانيته
ان يتفق بعض الاهالي في قرية من القري علي بناء كنيسة او حتي معبد بوذي فهذا حقهم المشروع والدستوري في بلد كانت مهدا للافكار والديانات ،ويزيد الطين بلة ان يتسع مفهوم النجاسة لدي مجموعة من الاغوات الخصيان ليشمل الافراد ايضا وليس الممتلكات ،وانضم المتعلمون ايضا الي الزفة ممن يطلق عليهم _وياللسخرية كلمة مثقفين -اذا نحن لسنا امام ظاهرة بسيطة ،نحن امام ظاهرة فرز وتقسيم قائمة علي قدم وساق ،تجاوز عمرها الآن اكثر من ربع قرن ولايملك النظام الحالي حيالها غير المحاكمات الهزلية ،اما اذا اشتعلت الكارثة نتيجة غياب السلطة الحاكمة نفسها اونتيجة اي سبب آخر فسوف يكون الجميع في مهب الريح
دعونا من تلك الفكرة الصبيانية بأن الاقلية العددية من السهل ابادتها فتلك افكار زمن ابو الفوارس عنترة بن شداد ،ودعونا ايضا من تلك الفكرة الاستهبالية بأن مصر لم تعد مطمعا للمحتلين والغزاة ومنهم من يتلمظ شوقا لقطعة من تراب مصر .دعونا ندخل مباشرة الي قلب الحقائق
اولا :مصر ليست لبنان وليست كوسوفو.نيران الفتنة الطائفية في مصر يمكن ان تلتهم الاخضر واليابس،ولن تعود مصر جنة الله في ارضه بل جحيم الآلهة مجتمعة
ثانيا :كل تلك الاحداث القديمة والحديثة كان يمكن منعها بتدخل حازم وصارم للنظام :حلوا مشكلات الشباب الاجتماعية وفي مقدمتها الوظيفة والحياة الكريمة وهكذا بدلا من ان تتكدس اعداد الشباب العاطل التي تحولت الي قنابل موقوتة تتحول الي قوة منتجة وماالمانع ان تتحول سيناء ووادي النطرون وحتي الصحروات القاحلة الي ارض مزهرة.....اسألوا علوم الزراعة الحديثة لتعرفوا ان ذلك ممكن ومطلوب
ثم....تعاملوا بحزم مع كل من يسئ الي تاريخ مصر وقيمها وحضارتها وما المانع من انشاء محكمة خاصة ولنسمها محكمة الامن القومي او محكمة درء الفتنة لها سلطة اصدار كل الاحكام بما فيها الاعدام والكل يعلم انه بمجرد صدور حكم صارم او اتنين سيتواري كل الصغار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال


.. أزمات عديدة يعيشها -الداخل الإسرائيلي- قد تُجبر نتنياهو على




.. وسط الحرب.. حفل زفاف جماعي بخيام النازحين في غزة


.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء




.. ميقاتي ينفي تلقي حكومته رشوة أوروبية لإبقاء اللاجئين السوريي