الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى النكبة أمطرت السماء الفلسطينية دماء وأشلاء متناثرة

صباح الشرقي

2007 / 5 / 18
القضية الفلسطينية


الشعب الفلسطيني له كيان وإرادة مند الأزل بل إرادة مستقلة يتوقف عليها كل أمر من أموره العامة والخاصة حسب الموازنة بين الظروف وليس بالاضطرار كما يجوز لنا قوله الآن. فالدولة في شخص قادتها يتوجب عليهم حماية الوطن والمواطن من غوائل المطامع والأحقاد والمآمرات الداخلية والأجنبية بخلق وسائل محققة لتوطيد أركان السلم والأمن وتوحيد رؤى الجماهير، لكن للأسف الشديد نلاحظ أن الخطر الأكبر خيم بأحداثه الأخيرة على الساحة الفلسطينية بطابعه الفاقد للانسجام وذات المغزى العميق لسياسة العناد الضيقة.

انفجر برميل البارود وانطلقت شرارته على أن تطورات أخرى مدته بشحنة زادت النار اشتعالا، وأصحاب القرار غير قادرين على إخماد اللهب المتأجج من خلال البحث عن حلول سياسية وإنسانية للأزمة بل واقفين كغيرهم مذهولين كأن قدر فلسطين أصبح قدر دمــاء. ولو أن ذلك الاقتتال عبثية انتقام محض من المدنيين الأبرياء والذي خلفت أضرارا كبيرة لا توصف. بل جرت معه الدماء انهارا حول غزة إلى جحيم مندلع الأوار وتدفقت الدماء الطاهرة لتطبح أمامها بكل معاني الحياة وترفع صخب الاقتتال والتخريب والتدمير وتضاعف عدد ضحايا القتل والجرحى والمعتقلين ... كل هذا يحصل أمام عجز شل قدرات السلطة على احتواء الوضع بل قررت دفن المطالب العامة جوار الجثث في القبور.

الأسوأ ما في الأمر وما احتوى جنون الجميع هي عناوين الصحافة العالمية والعربية باختلاف انواعها، التي أبرزت للعيان الأحداث الدموية بين الإخوة الأشقاء وكشفت عن عجز وقوف أصحاب القرار في وجه المتناحرين مما زاد شماتة الأعداء وقوى حججهم وفتح الأبواب أمام سياسة الترهيب الذي يسلكونها.

إن الوضع الفلسطيني بشكله الدموي يبعث على الأسى والحزن والإحباط، والشعب لن يستطيع أن يتوحد إلا بتوحد فصائله وتكثيف جهودهم وقواهم، من خلال الدفاع عن المصالح العليا للوطن أولا وأخيرا، كذلك مأساة فلسطين تكمن وراءها أيدي متعددة ولو كان كمونها خفيا، لأن هذا الاقتتال والصراع الموصل على سدة الحكم أو السلطة يلقي بالظلم الممزق للوحدة بصفة عامة ومأشر على أن النزاع سيظل مستمرا ولن تكون الغلبة فيه لأحد بشكل نهائي.

كفى، ما جدوى الحياة وعبثيتها؟ وما معنى أن يكون الإنسان إنسانا؟
مادام هذا الكائن ينعم بحاسة الوعي الذي يعد المنبع والمصدر، ويدرك العبث فلا يجوز له الاقتتال عن طريق العبث فيكون سببا في موت الأطفال والنساء والرجال والأحبة الأبرياء... إن هذا الفعل الأكبر ظلما على وجه الأرض . احفظوا حياة جمهور لا حول ولا قوة له، والذي بلغ وضعه حتى هذا السوء بسبب الفجوة العميقة بين الحكومة والرئاسة التي تلتهم الأخضر واليابس والشعب هنا هو الضحية، دب فيه الضعف وسرى في عروقه اليأس، وأصابه الإنهاك والعياء وفقد الأمل جراء الهزات الشديدة المتعاقبة والتي أثرت تأثيرا كبيرا عليه وعلى مستقبله.

بالله عليكم اسمعوا الأصوات الواضحة والكلمات الرشيدة، خذوا لكم موقف حاسم جدي وسليم وموحد ، قدموا القليل من العروض والتنا زلات المعقولة التي تتناسب مع امن واستقرار البلد ، من خلال بذل الجهد والمثابرة ذات الطابع الفلسطيني الذي عاهدناه فيكم والفطنة والحرص طابع أصحاب القرار الذي سبقوكم ، انظروا للشعب ومشاكله بنظرة متفهمة، بروح متعاطفة ومساندة، وفروا له سبل العيش الكريم والحياة الآمنة العادلة، أسوة بباقي شعوب المعمور.

علمونا انه حين يتصاعد الخلاف بين فريقين أو يتعثر التفاوض يتدخل طرف ثالث يتمتع بالمصداقية والاحترام والتقدير والرضا وان يقدم جهدا لحل الخلاف أو إيقافه لحين عودتهما إلى التفاوض بدلا من اللجوء إلى القوة والاقتتال وان يكون خطا رفيعا بين مساعي الصلح والوساطة، لكن للأسف الشديد هذا الوسيط المنتظر وافته المنية وتخلف عن الركب وبهذا أصبحت الأمتين العربية والإسلامية إلا لقبا وعنوانا لا يفيد ولا يصلح لشيء يذكر.

في الأخير حكمة يعمل بها السنهاليون والبوذيون التي تقول :

على الإنسان أن يتغلب على غضبه بالشفقة وان يزيل الشر بالخير وان النصر يولد المقت لأن المهزوم في شقاء وان الكراهية يستحيل عليها في هذه الدنيا أن تزول بكراهية مثلها وإنما تزول بالحـــــــب والتســــــــامح.
16/5/2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط


.. النازحون يعبرون عن آمالهم بنجاح جهود وقف إطلاق النار كي يتسن




.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: نتنياهو ولأسبابه السياسية الخاص


.. ما آخر التطورات وتداعيات القصف الإسرائيلي على المنطقة الوسطى




.. ثالث أكبر جالية أجنبية في ألمانيا.. السوريون هم الأسرع في ال