الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على ان اكون حرا

احمد قرة

2007 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


" لقد ولدتنا امهاتنا احرارا ولن نورث او نستعبد بعد اليوم " , كلمات مأثورة يملؤها الاعتزار والافتخار , محفوظة عن ضهر قلب , منحوتة فى وجدان كل مواطن مصرى منذ ان اطلقها الزعيم احمد عرابى فى ساحة قصر عابدين , ولكنها للاسف مغلوطة , بل هى ببساطة التحدث باللغو ,وادعاء حكمة مدمرة , ركنا اليها زمننا طويلا وتغللت فينا والفناها, فاصبحت كالزر الذى نمد الية ايدينا دائما ,ونضغطة فينفجر صارخا
الحرية ....الحرية...احترس السيارة ترجع الى الخلف ,دون ان ندرك ان للحرية ثمن ,وانها مخضبة الناب والمخلب,وان علينا مسئولية ان نسعى اليها وان نوسع الانشطة التى تنشد تحقيق هذة الحرية , ونكون اكثر فاعلية فى تحديد الاشخاص الناجحون والفاشلون ,المشوقون والمملون,المثمرون والعقيمون ودور كل منهم بما يتناسب تماما مع ادراكنا باهمية تلك الحرية المنشودة ,وحجم المشكلات التى تعالجها ,ومعرفتنا انة حتى الديمقراطية فى حد ذاتها لا تضفى اية مزايا الى الحرية رغم توقع الكثيرين عكس ذلك ,فالديمقراطية فى الواقع لا تعدو سوى اطار منمق مزركش يمكن للمواطنيين ان يعملوا فى داخلة بطريقة اكثر تنظيما وتماسكا واقل شرا, او حتى لا تترك الكلمة الاخيرة للشيطان كما يدعى السادة الشيوخ الذين توشحوا بالسواد احتجاجا على التعديلات الدستورية امام البرلمان المصرى فى تناقض واضح يكمن فى عدم اكتشافهم الجهل الجلى بين ظنونهم ومعرفتهم المفترضة والخادعة ,وبين الوقائع الحقيقية على ارض الواقع السياسى المصرى .
ودعونا نقول تماشيا مع سنتهم الشهيرة (ان الكلام لفى الفؤاد وان اللسان علية رقيب),من انة لا يهم كثيرا الطابع السياسى الذى يخضع لة المواطن المصرى ,بينما ان اهم شىء هو الكيفية التى يسوس بها هذا المواطن نفسة من باطنة ,,وان اكبر ظلم ممكن ان يتعرض لة اى مواطن ليس ان يحكمة طاغية مستبد ,بل ان يسترقة جهلة وانانيتة ورزائلة ,وان الحرية السياسية ان كانوا حقا راغبين وساعين اليها ,فيجب ان يعرفوا انها بقدر ما هى تطور سياسى مهم ,فهى ايضا مسئولية وثمرة عمل وطاقة وجهد, وليس تمرد وانهزام وسلبية غوغائية,وان قيمة مصر الحقيقية ليست رهنا بصورة مؤسساتها السياسية, تشريعية,قضائية,تنفيذية, فقط ,بقدر ما هى رهن بخصائص اهلها ومثقفيهاوقادتها,فالكرماء يساسون بطريقة كريمة ,والجهلاء يخضعون لحكم جهول.
فهؤلاء السادة المتمردون الذين تزاحموا بالمناكب والاوشحة واللافتات الهزيلة والمضحكة وبروباجندا مقيتة, لم يدركوا ان الامتثال والاتساق السياسى الحقيقى هو مصلحة هذا الوطن ,وان الامتزاج بالجماهير والتعبير الحقيقى عن طموحاتها يحب ان يكون عن طيب خاطرها لا قصرا ولا مزايدة,وان تشكيل وصياغة اى كتلة سياسية لتصبح عضوا فى اى نظام سياسى تحتاج الى عملية تدريب سياسى اجتماعى دقيق , وهذ ما نجدة فى كل المجتمعات المتقدمة , وها نحن قد بلغنا نقطة طالما سبق ان بلغناها بفضلهم ,نقطة يشعر عندها الجميع بالقنوط والضياع ,وهى من الذى اعطاهم الحق فى ان يقرروا نيابة عن هذا الشعب ان هذا خطا وذاك صواب ؟
ألا زالوا يؤمنون كأسلافهم بان كل من يرفض الاذعان لرايهم وجب اجبارة قسرا ؟ و ولا يعنى هذا اكثر من قولنا , ان قرار الاغلبية الصادر بناء على تصويت او اقتراع او استفتاء اة اى صورة اخرى هو ليس قرار اجماع وطنى طالما انهم يرفضونة ,وبالتالى فانة يصبح لديهم كحجة جاهزة لاحدى صور تقييد الحرية (منهج الطاعة للجيل القرانى عن حسن البنا) ,وكانهم بذلك لكى يحافظون على صالح الجماعة المحظورة يفرضون على المواطن المصرى ان يعيش اسير انانيتهم الكريهة ,ويمضى فى دوامة من مقولاتهم وعظاتهم الرائجة منعزلا فريدا ,لا يشعر بمصلحة اخرى غير مصلحة هذة الجماعة ,ربما قد لا يستحق ان نجادل كثيرا لنعرف ما اذا كان ذلك التفكير يتسق عمليا مع ما يعنية الوطن فى ادبياتهم, تحت عنوان طظ,ولكن مصر اغلى كثيرا عند المصريين ,والامر اليقينى ايضا فى اعتقادى ان ما حاولوا اعادة صياغتة خلال السنوات القليلة الماضية صياغة سافرة وصريحة كما لم يحدث من قبل , ومن خلال التشدق والتصدى المسف لكلمات عذبة مثل الحرية والديمقراطية والحزب السياسى والدولة المدنية والترسانات الكاملة من الحجج المساقة والاسافين الفكرية والتى تزايد اعتمادهم عليها فى محاجاتهم الاخيرة (مثل محاضرة المرشد الاخيرة داخل نقابة الاخوان ...الصحفيين سابقا), لم تستطيع ان تخرجهم من الاتهام من جانب المصريين الوطنيين والمسلمين الحقيقين ,الذين يعلمون جيدا انة ما كان بوسع الشيطان ان يستشهد بحرف من القران ,ولكنهم فعلوا واستخدموا الدين كاداة تسويق سياسى ,بل وليس ذلك فقط بل خانوا امانة من منحهم صوتة وشرفهم بالدخول الى البرلمان, وان كان يرضينا ان مضبطة ذلك المجلس سوف تسجل لهم تخاذلهم وسلبيتهم ,وليس شرفا كما يدعون وسيشهد بذلك التاريخ.
ومن السخرية ان نجد وسط تلك الجماعة مجموعة اخرى من المخادعين الغادرين ظلوا يسمون انفسهم اصدقاء الحرية والديمقراطية , وهم يخططون لخراب البلاد ,ويتحدثون للشعب فى نفس الوقت احاديث النيات الحسنة بحماس وطنى وعاطفى وولة ديمقراطى ,وبعقلية هى فى حقيقتها ضحلة مدعية تعبر عن مزاج غريب من العدوانية اللفظية, وكان المصريين قد اصبحوا عاجزين تماما عن استخدام ذكائهم دون توجيهات هؤلاء العباقرة الافذاذ اصحاب منابر الوصاية الفكرية على هذا الشعب ,والذى فى نظرهم ليس لدية الشجاعة الكافية ولا التصميم فى ان يقرر حاضرة ومستقبلة , وليس هذا حقيقى ,وسوف يثبت لهم , الصيحة الحقيقية من هذا الشعب والتعبير الحقيقى عن رفضة لهذا الاسترقاق- الوصاية -السياسى الذى يمارسة كل هؤلاء , والبداية فى ادراك اننا ان لم نكن قد ولدنا احرارا , فان علينا مسئولية ان نكون احرارا









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ